الفنان محمد المورالي رائد الفكاهة والمونولوغ في تونس
ترك الفنان التونسي محمد المورالي بصمة لا تمحى في عالم الكوميديا والمونولوغ على مدى مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن.
وُلد المورالي في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 1932 في حي الحلفاوين الشعبي بتونس، واكتشف شغفه بالفن في سن مبكرة، حيث انطلق في مشواره الفني من خلال جمعية “الرعد التمثيلي”.
واستمر المورالي في إثراء الفن التونسي عبر المسرح، والسينما، والدراما التلفزيونية، مما جعله واحدا من أهم رموز الفن في تونس.
فنان متعدد المواهب
بدأ محمد المورالي حياته الفنية في سن مبكرة، بعد أن أكمل دراسته الابتدائية، والتحق بمدرسة الصنائع، حيث تخصص في النقش على النحاس، لكنه سرعان ما أدرك أن شغفه الحقيقي يكمن في الفن. وقبل بلوغه سن الـ20، انضم المورالي إلى جمعية “الرعد التمثيلي”، ثم سافر إلى الجزائر وليبيا للعمل مع عدة فرق مسرحية، مما أضاف إلى خبراته الفنية قبل أن يعود إلى تونس في عام 1959، ويلتحق بفرقة بلدية تونس للتمثيل تحت إدارة عبد العزيز العقربي.
وفي تلك الفترة، قدم أول أعماله المسرحية الشهيرة “الغيرة تذهب الشيرة” في منتصف خمسينيات القرن الماضي، واستمر في تقديم العديد من الأعمال المسرحية المتميزة مثل “المارشال”.
مسيرته الفنية المتنوعة
محمد المورالي ابن مدينة حمام الأنف، قدم العديد من الأعمال في المسرح، والدراما التلفزيونية، والسينما، واشتهر بإسهاماته الكبيرة في مجالات متعددة. ومن أبرز أعماله في الدراما التلفزيونية كان مسلسل “عشقة وحكايات”، وفي السينما قدّم فيلم “باب القلة” عام 2011. وكانت أعماله دائما تعكس هموم المجتمع التونسي بطريقة فكاهية ساخرة وذكية.
المورالي والمونولوغ الساخر
إلى جانب موهبته التمثيلية، اشتهر محمد المورالي بكونه أحد أبرز المونولوغست في تونس. وقد استغل صوته وأدائه ليقدم أغانٍ فكاهية ساخرة تناولت الأوضاع السياسية والاجتماعية في تونس بشكل مباشر. ومن أشهر أغانيه “اقرأ واحفظ”، و”الدجال” التي ما زالت محفورة في ذاكرة الجمهور التونسي.
إرثه وتأثيره
كان للمورالي تأثير كبير على المشهد الثقافي والفني التونسي، وظلّت أغانيه وأعماله مرجعا في تاريخ الكوميديا التونسية. وقد نعت وزارة الشؤون الثقافية في تونس الفنان الراحل، مشيرة إلى أن أعماله الفكاهية ظلت راسخة في الذاكرة التونسية منذ الستينيات والسبعينيات.
وتعد وفاة محمد المورالي -الأحد الماضي- خسارة كبيرة للمشهد الثقافي التونسي، لكن إرثه الفني سيظل حيا في ذاكرة جمهوره