Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

القضاء الفرنسي يطلب معطيات إضافية من تونس في ملف تسليم حليمة بن علي

عُقدت في باريس أمس الأربعاء جلسة استماع أولى بشأن طلب تونس تسليم حليمة بن علي، الابنة الصغرى للرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وذلك لمواجهتها بتهم تتعلق بجرائم مالية. وطلب القضاء الفرنسي معطيات إضافية من السلطات التونسية قبل تحديد موعد جلسة أخرى في العاشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل. هذه القضية، المتعلقة بـ تسليم حليمة بن علي، تثير تساؤلات حول ضمان محاكمة عادلة وتجنب الدوافع السياسية المحتملة.

الجلسة التي انعقدت أمس هي الخطوة الأولى في عملية التسليم المحتملة، والتي بدأت بعد إصدار مذكرة توقيف دولية بحق حليمة بن علي من قبل منظمة الإنتربول بناءً على طلب السلطات التونسية. وتأتي هذه التطورات بعد توقيفها في باريس في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

تفاصيل القضية وتهم التسليم

تتهم السلطات التونسية حليمة بن علي، التي تبلغ من العمر الآن حوالي الثلاثين عامًا، بجرائم تتعلق بغسل الأموال التي يُزعم أنها جُمعت خلال فترة حكم والدها. وتشير التقديرات إلى أن العقوبة المحتملة لهذه الجرائم قد تصل إلى السجن لمدة 20 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن التهم الموجهة إليها اختلاس الأموال العامة.

المعلومات المطلوبة من تونس

طلب النائب العام الفرنسي لدى دائرة التحقيق المختصة في قضايا التسليم معلومات إضافية من السلطات التونسية. تشمل هذه المعلومات تفاصيل حول مدة التقادم لبعض الأفعال المنسوبة إلى حليمة بن علي، وذلك لضمان الامتثال للإجراءات القانونية الدولية. يهدف هذا الطلب إلى التأكد من أن أي محاكمة مستقبلية ستكون عادلة وتستند إلى أسس قانونية سليمة.

وتشمل المعلومات المطلوبة أيضًا ضمانات بأن المحاكمة ستكون نزيهة وخالية من أي تأثيرات سياسية. ويرى القضاء الفرنسي أن هذه الضمانات ضرورية قبل الموافقة على تسليم المتهمة.

موقف الدفاع ومخاوف بشأن المحاكمة

أكدت محامية حليمة بن علي، سامية مقطوف، أن إعادة موكلتها إلى تونس ستكون بمثابة “حكم بالإعدام”. وأضافت أن موكلتها لم ترتكب أي جريمة، وأنها غادرت تونس وهي لا تزال قاصرة. وتشير إلى أن السلطات التونسية تسعى للانتقام من والدها، الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، من خلال استهداف ابنته.

هذه المخاوف تتعلق بشكل خاص بالظروف السياسية في تونس بعد الثورة، حيث يخشى البعض من أن المحاكمة قد تكون مدفوعة بدوافع سياسية وليست قانونية. تسليم حليمة بن علي يثير جدلاً حول استقلالية القضاء في تونس.

تجدر الإشارة إلى أن حليمة بن علي سبق وأن أوقفت في إيطاليا عام 2018 بناءً على طلب من تونس، قبل أن يتم الإفراج عنها. وكانت تقيم في دبي قبل توقيفها في باريس خلال زيارة خاصة.

خلفية الأحداث وسقوط نظام بن علي

فر زين العابدين بن علي من تونس في 14 يناير 2011، بعد 23 عامًا في السلطة، في خضم انتفاضة شعبية اندلعت في ديسمبر 2010. جاءت هذه الانتفاضة بعد إحراق بائع متجول لنفسه في سيدي بوزيد احتجاجًا على الظروف المعيشية الصعبة والفساد. غادر بن علي البلاد برفقة زوجته ليلى الطرابلسي وأفراد عائلته، بمن فيهم حليمة بن علي.

أمضى زين العابدين بن علي السنوات الثماني الأخيرة من حياته في المنفى في السعودية، حيث توفي عام 2019. قضية تسليم حليمة بن علي هي جزء من جهود مستمرة لملاحقة أفراد عائلة بن علي المتهمين بجرائم مالية.

الخطوات القادمة والتوقعات المستقبلية

من المقرر أن تعقد جلسة استماع أخرى في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث من المتوقع أن يراجع القضاء الفرنسي المعلومات الإضافية التي تقدمها السلطات التونسية. يعتمد قرار التسليم على مدى كفاية هذه المعلومات وقدرتها على إزالة الشكوك حول ضمان محاكمة عادلة. تسليم حليمة بن علي لا يزال غير مؤكد، ويتوقف على التطورات القانونية والسياسية في تونس وفرنسا. من المهم متابعة هذه القضية لمعرفة ما إذا كانت ستؤدي إلى تسليم المتهمة ومحاكمتها في تونس.

بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة ردود الفعل السياسية والقانونية على هذه القضية في تونس وفرنسا، حيث يمكن أن تؤثر على مسار الإجراءات القانونية المستقبلية. التحقيقات المالية المتعلقة بعائلة بن علي لا تزال مستمرة، وقد تظهر تفاصيل جديدة في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى