الكويت تجدّد رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين
ترأس ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد السفير طارق البناي وفد الكويت المشارك في أعمال قمة حركة عدم الانحياز الـ19 التي انطلقت في العاصمة الأوغندية (كمبالا).
وترأس القمة رئيس جمهورية أوغندا يوري موسفيني وبمشاركة عدد من قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز.
وأكدت الكويت موقفها المطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وفتح المعابر لوصول المساعدات الإنسانيــــة والإغاثية بالشكل اللازم الذي يناسب حجم المأساة في القطاع.
جاء ذلك في كلمة الكويت أمام الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز الـ 19 في أوغندا التي ألقاها مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس وفد الكويت في الاجتماع السفير طارق البناي.
وشدد البناي في كلمته على رفض الكويت القاطع لأي محاولة تهجير قسري للشعب الفلسطيني خارج أرضه المحتلة، مضيفا «لقد حان الوقت وتقطعت السبل فلن نعيد ونكرر ما كنا نقوله على مدار الـ 56 عاما الماضية وان ما يقع من قصف وقتل وعنف بشكل وحشي ودام ضد الفلسطينيين من قبل كيان الاحتلال لا مكان له في عالمنا اليوم وذلك أوصلنا إلى مرحلة اللاعودة».
وأكد مجددا أنه «لا طريق للأمام إلا بسلام كامل وشامل من خلال ما تم اقراره والاتفاق عليه من قرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002 وصولا الى إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو للعام 1967».
وأعرب البناي في هذا الإطار عن ترحيب الكويت بالدعوى القضائية التي رفعتها جنوب افريقيا على الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا أن هذا ليس بغريب على الأصدقاء في جنوب أفريقيا، مستذكرا قول الراحل نيلسون مانديلا «نحن نعلم جيدا أن حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين».
واستذكر البناي بالفخر والاعتزاز الدور الفاعل الذي أدته حركة عدم الانحياز على مدى ستة عقود مضت منذ صياغة مبادئ مؤتمر (باندونغ) «وما واجهته الحركة من تحديات وعقبات تجعلنا أكثر عزما على تحقيق ما نصبو إليه جميعا».
وأضاف «الكويت وكما عهدتموها ستكون جامعة وحاضنة وداعمة لكل ما من شأنه أن يسهم في رفعة وازدهار الشعوب في العالم أجمع».
وأشار الى التزام الكويت بمبادئ حركة عدم الانحياز والوقوف بشكل جاد وواضح في وجه كل الانتهاكات السافرة التي اعتدنا مشاهدتها بشكل يومي في الاراضي الفلسطينية دون وجود رادع لوقفها ومنع حدوثها مستقبلا.
وأكد البناي دعم الكويت الكامل لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للحرب الهوجاء والعدوان الغاشم من قبل الاحتلال الاسرائيلي وتسخيرها كلماتها ومداخلاتها في جميع المحافل ومن مختلف المنابر وعلى جميع الأصعدة لتبيان الجرائم الجسيمة التي تقوم بها القوة القائمة بالاحتلال.
وأضاف «ليس هناك أمر أحق علينا من الدفاع عن أشقائنا في فلسطين فلقد عانوا ما عانوا وصبروا ما صبروا خلال هذا العدوان الذي تخطى حاجز المائة يوم في ظل صمت حزين للمجتمع الدولي وعجز مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤولياته والقيام بدوره الرئيسي في حفظ الأمن والسلم الدوليين».
ودعا الى ضرورة إصـــلاح مجلس الأمن بشكل حقيقي ليتمكن من الاستجابة للتحديات الإقليمية والدولية، مؤكدا أنه يجب ألا يقتصر الإصلاح على مجلس الأمن فحسب بل يجب أن يشمل جميع الأجهزة والهيئات الأممية بما في ذلك المؤسسات المالية الدولية ليحاكي هذا الإصلاح الشامل الواقع الذي نشهده وما به من تحديات وظروف متغيرة ومتسارعة.
وأشار إلى أهمية هذا الاصلاح خاصة أن أحد أهم وأكبر الاستحقاقات الدولية وهي قمة المستقبل المقرر عقدها في سبتمبر من العام الحالي سيصدر عنها «ميثاق المستقبل» الذي سيصادق عليه رؤساء الدول والحكومات.