الكويت تحتفل غداً بالذكرى الثانية لتولي صاحب السمو مقاليد الحكم

تحتفل الكويت في السادس والعشرين من ديسمبر بالذكرى السنوية الثانية لتولي صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر المبارك الصباح مقاليد الحكم، وهي مناسبة تعكس التطورات والإنجازات التي شهدتها البلاد خلال هذه الفترة. وقد اتسمت فترة حكم سموه بالوضوح في الرؤية والتركيز على الإصلاح الشامل، وهو ما يمثل نقطة تحول في مسيرة الكويت نحو تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم.
عامان من التحديث والإصلاح في عهد الأمير مشعل الأحمد
منذ توليه الحكم في عام 2023، أولى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد اهتماماً بالغاً بتطوير الأداء الحكومي وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة. وقد شهدت الكويت خلال العامين الماضيين جهودًا حثيثة لتحديث الأنظمة والقوانين، بهدف خلق بيئة جاذبة للاستثمار وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. حيث تم التركيز بشكل خاص على تطوير القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والإسكان، بالإضافة إلى دعم المشاريع التنموية والبنية التحتية.
الأولوية للقضايا الداخلية واحتياجات المواطنين
ركزت توجيهات سموه بشكل كبير على القضايا المحلية وتلبية احتياجات المواطنين، مع التأكيد على أهمية تلمس هذه الاحتياجات والاستماع إلى مطالبهم. وقد ترجمت هذه التوجيهات إلى مبادرات حكومية متنوعة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب. كما أولى سموه اهتماماً خاصاً بدعم ذوي الهمم وتمكين المرأة، إيماناً منه بأهمية دورهم في بناء المجتمع وتقدمه. علاوة على ذلك، تم التأكيد على أهمية مكافحة الفساد بكل أشكاله، وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي
لم يغفل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر المبارك الصباح الجانب الخارجي، حيث حرص على تعزيز العلاقات الكويتية مع دول الخليج العربي، وتوطيد التعاون مع الأشقاء في الدول العربية. وشدد سموه على أهمية التنسيق الدائم مع دول التعاون في مختلف القضايا الإقليمية، والمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة. ويشكل الأمن الإقليمي أولوية قصوى للكويت، ذلك لارتباطه الوثيق بأمنها القومي واستقرارها الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، أكد سموه على دعم القضية الفلسطينية العادلة، والعمل من أجل تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية.
دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية
إدراكاً لأهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الأمنية والعسكرية في حماية الوطن، أولى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد هذه المؤسسات اهتماماً خاصاً، وقام بتوجيهات لتعزيز قدراتها وتطوير أدائها. كما حرص سموه على توفير الدعم المادي والمعنوي للعاملين في هذه المؤسسات، تقديراً لجهودهم وتضحياتهم في سبيل حماية أمن واستقرار الكويت. هذا الدعم يتضمن تحديث المعدات وتطوير الكفاءات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الدول الصديقة في مجال الأمن والدفاع.
وفي سياق متصل، أشرف سموه على العديد من الفعاليات العسكرية والاحتفالات بتخرج دفعات جديدة من الضباط، مما يعكس حرصه على متابعة شؤون القوات المسلحة والأمنية عن كثب. وقد شهدت هذه الفعاليات إشادة كبيرة من قبل المسؤولين العسكريين والأمنيين، الذين أكدوا على أهمية توجيهات سموه في تعزيز القدرات الأمنية والعسكرية للكويت.
وتشمل الرؤية المستقبلية لسموه مواصلة مسيرة الإصلاح والتطوير في جميع القطاعات، والعمل على تحقيق المزيد من التقدم والازدهار للشعب الكويتي. كما يولي سموه أهمية كبيرة لتعزيز الوحدة الوطنية والتصدي لأي محاولات لزعزعة الاستقرار في البلاد. وتعتبر مبادرة “السور الخامس” التي تفضل سموه رعايتها افتتاحاً، تجسيداً لهذا الاهتمام.
ومن المتوقع أن تشهد الكويت في الفترة المقبلة المزيد من الإجراءات الحكومية التي تهدف إلى تنفيذ رؤية سموه، وتحقيق الأهداف المنشودة. ويتضمن ذلك استكمال المشاريع التنموية الكبرى، وإطلاق مبادرات جديدة في مجالات الصحة والتعليم والإسكان، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ومع ذلك، تبقى التحديات الإقليمية والمحلية قائمة، وتتطلب جهوداً متواصلة لمواجهتها والحفاظ على أمن واستقرار البلاد. تشمل التحديات الراهنة التقلبات الاقتصادية وأخطار الإرهاب والتهديدات السيبرانية، وهي قضايا تتطلب حلولاً مبتكرة وتنسيقاً إقليمياً ودولياً.
في المجمل، تؤكد مسيرة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر المبارك الصباح خلال العامين الماضيين على التزامه الراسخ بتحقيق رفاهية الكويت وازدهارها، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية. ويترقب الكويتيون بفارغ الصبر المزيد من الإنجازات في عهده الميمون، والعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتحقيق التنمية المستدامة، والاستقرار السياسي.



