الكويت تشارك في اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني بالرباط

شاركت دولة الكويت يوم الثلاثاء الماضي في أعمال الاجتماع الثالث والسبعين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، والذي عُقد في العاصمة المغربية الرباط. ترأس وفد الكويت إلى الاجتماع رئيس الطيران المدني الشيخ/ محمد حمود المبارك، إلى جانب ممثلين عن الدول العربية الأعضاء. ويهدف هذا الاجتماع الدوري إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطيران المدني وتطوير استراتيجياته بما يتماشى مع التطورات العالمية.
أعرب الشيخ محمد حمود المبارك عن تقديره العميق لحسن الاستقبال والكرم الذي لقيه الوفد الكويتي من قبل المملكة المغربية، مشيدًا بالتنظيم المتميز للاجتماع. وتأتي مشاركة الكويت في إطار التزامها بدعم جهود المنظمة العربية للطيران المدني لتحسين قطاع النقل الجوي في المنطقة.
أهمية التعاون الإقليمي في تطوير الطيران المدني
يُعد الاجتماع منصة حيوية للدول العربية لتبادل الخبرات والمعرفة في مختلف جوانب الطيران المدني، بما في ذلك السلامة والأمن والملاحة الجوية. وبحسب تصريحات الشيخ حمود، فإن الاجتماعات الدورية للمنظمة تساهم في صياغة خطط استراتيجية تواكب التحديات والفرص المتجددة في هذا القطاع.
دور التكنولوجيا الحديثة
أكد الشيخ حمود المبارك على الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تطوير منظومات الطيران المدني. وشدد على ضرورة الاستفادة من هذه التقنيات في تعزيز سلامة الطيران، وتحسين أمن المطارات، وتطوير أنظمة الملاحة الجوية، ورفع كفاءة إدارة وتشغيل المطارات.
بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أهمية الاستثمار في العنصر البشري من خلال توفير برامج تدريب وتأهيل متخصصة للعاملين في القطاع. ويعتبر تطوير الكفاءات المهنية للعاملين أمرًا ضروريًا لمواكبة التطورات التقنية والتشغيلية المتسارعة، وتحقيق أعلى معايير الجودة والاستدامة.
توصيات الاجتماع ومخرجاته
تم خلال الاجتماع الاتفاق على مجموعة من التوصيات الصادرة عن اللجان الفنية التابعة للمنظمة، والتي تغطي مجالات السلامة والأمن والملاحة والنقل الجوي. كما تضمنت التوصيات خططًا لرفع كفاءة الدورات التدريبية التي تقدمها المنظمة، بهدف تطوير مهارات العاملين في المطارات وشركات الطيران العربية.
وتسعى هذه التوصيات إلى تحقيق تطلعات الحكومات والشعوب العربية في الحصول على خدمات نقل جوي آمنة وموثوقة وعالية الجودة. وتعكس أهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه قطاع الطيران، وتحقيق التكامل الإقليمي في هذا المجال. وتشمل التحديات الحالية ارتفاع تكاليف الوقود، وتقلبات أسعار الصرف، والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى قضايا الأمن السيبراني.
يذكر أن المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني يتكون من تسعة أعضاء يتم انتخابهم من قبل الجمعية العامة. ويعمل المجلس كجهاز تنفيذي ورقابي، مهمته وضع السياسات والمعايير اللازمة لتطوير قطاع الطيران المدني في الدول العربية، بما يتماشى مع المعايير الدولية الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO). وتعتبر المنظمة العربية للطيران المدني جزءًا من منظومة العمل العربي المشترك، وتسعى إلى تحقيق التكامل والتنسيق بين الدول العربية في مجال الطيران.
وتشير التقارير إلى أن قطاع الطيران في المنطقة العربية يشهد نموًا مطردًا، مدفوعًا بالطلب المتزايد على السفر الجوي، والتوسع في البنية التحتية للمطارات، وزيادة الاستثمارات في شركات الطيران. وتشكل هذه العوامل فرصًا واعدة لتطوير القطاع، وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار. وتعتبر السياحة أيضًا محركًا رئيسيًا لنمو قطاع الطيران في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر أعمال المنظمة العربية للطيران المدني في دعم وتطوير قطاع الطيران المدني في المنطقة، من خلال تنفيذ المشاريع والبرامج المشتركة، وتقديم المساعدة الفنية للدول الأعضاء. وستركز الجهود المستقبلية على تعزيز السلامة والأمن، وتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار، وتنمية الموارد البشرية. وستظل متابعة تنفيذ توصيات هذا الاجتماع، وتقييم أثرها على أداء القطاع، من الأمور الهامة التي يجب مراقبتها في الفترة القادمة.





