الكويت: حريصون على تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الصين ودعم العلاقات الثنائية وتنميتها في شتى المجالات

أعربت الصين عن تطلعها لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الكويت، وذلك في إطار سعيها الأوسع لتطوير العلاقات الصينية العربية بشكل شامل وعميق. جاء هذا التأكيد خلال لقاء جمع نائب وزير الخارجية الصيني مياودي يو مع سفير الكويت لدى الصين جاسم الناجم في بكين، حيث تم بحث سبل دفع التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
تعزيز العلاقات الثنائية بين الصين والكويت
أكد السفير الناجم، وفقًا لبيان صادر عن السفارة الكويتية، على أهمية تسريع وتيرة المشاريع المشتركة بين البلدين. ويرى أن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين المسؤولين الكويتيين والصينيين قد ساهمت بشكل كبير في تطوير هذا التعاون. وتشهد العلاقات الكويتية الصينية نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بمصالح اقتصادية وسياسية مشتركة.
التعاون الاقتصادي والاستثماري
أشاد السفير الناجم بمساهمات الشركات الصينية في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الكويت. وأشار إلى أن الكويت لديها خطط تنموية طموحة، وترحب بمشاركة الشركات الصينية الحكومية في تنفيذ هذه المشاريع، مستفيدة من خبراتها الواسعة في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا. وتشمل هذه المشاريع المحتملة قطاعات مثل الطاقة والنقل والإسكان.
من جانبه، أعرب مياودي يو عن تقديره للتقدم الكبير الذي حققته العلاقات الصينية الكويتية، معربًا عن حرص بلاده على مواصلة العمل مع الكويت لتعزيز هذه الشراكة. وأوضح أن العام المقبل يمثل مناسبة خاصة، حيث يصادف الذكرى السنوية الـ 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
القمة العربية الصينية القادمة
أكدت الصين دعمها الكامل لعقد القمة العربية الصينية الثانية في بكين العام المقبل. وأعرب مياودي يو عن تطلع بلاده إلى العمل جنبًا إلى جنب مع الكويت وبقية الدول العربية لدفع العلاقات العربية الصينية نحو آفاق أرحب من خلال هذه القمة. وتعتبر القمة فرصة لتعزيز الحوار والتنسيق بين الجانبين في مختلف المجالات.
أعربت الكويت عن استعدادها لتعزيز التواصل والتعاون مع الصين لضمان نجاح القمة، وفقًا للبيان الصادر عن السفارة. وتأتي هذه الاستعدادات في إطار التزام الكويت بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
الموقف من القضية الفلسطينية
خلال المباحثات، تناول الجانبان أيضًا القضية الفلسطينية. أكد السفير الناجم أهمية الموقف الصيني الثابت والراسخ تجاه هذه القضية، ومعارضتها لأي تصرفات أو سلوكيات تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وتدعم الكويت حل الدولتين كإطار عمل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
جدير بالذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أعلن مؤخرًا عن تقديم مساعدات بقيمة 100 مليون دولار للشعب الفلسطيني، في خطوة تعكس التزام الصين بدعم القضية الفلسطينية. وتأتي هذه المساعدة في وقت يواجه فيه الفلسطينيون تحديات إنسانية واقتصادية كبيرة. وتشمل المساعدات الصينية مشاريع في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة.
تأتي هذه التطورات في سياق تعزيز الصين لعلاقاتها مع دول المنطقة، بما في ذلك دول الخليج. وتسعى الصين إلى توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والسياسي مع هذه الدول، في إطار مبادرة الحزام والطريق وغيرها من المبادرات الإقليمية. وتشكل التعاون الصيني الكويتي جزءًا من هذه الاستراتيجية الأوسع.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من التنسيق والتحضير للقمة العربية الصينية في بكين. وستركز المباحثات على تحديد الأولويات والمجالات الرئيسية للتعاون بين الجانبين. ويراقب المراقبون عن كثب التطورات المتعلقة بهذه القمة، وما قد تسفر عنه من نتائج ملموسة في تعزيز الاستثمار الصيني في الكويت والعلاقات الثنائية بشكل عام.





