الكويت: ضرورة إخضاع منشآت الاحتلال الإسرائيلي النووية لنظام الضمانات الشاملة لوكالة الطاقة الذرية

أكدت الكويت على ضرورة إخضاع جميع المنشآت النووية الإسرائيلية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرةً أن ذلك يمثل التزامًا دوليًا لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. جاء هذا التأكيد خلال مناقشات مجلس محافظي الوكالة في فيينا، حيث ألقى سفير الكويت لدى النمسا، طلال الفصام، كلمة باسم بلاده. وتأتي هذه الدعوة في ظل مخاوف متزايدة بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، والتهديدات المحتملة التي قد يشكلها على المنطقة.
القدرات النووية الإسرائيلية: موقف الكويت ومطالب المجتمع الدولي
دعا السفير طلال الفصام المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه القدرات النووية لإسرائيل، مشددًا على أهمية تطبيق نظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية على كافة منشآتها. وأوضح أن هذا الإجراء ضروري لضمان الطابع السلمي للبرامج النووية في المنطقة، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الدول.
يأتي موقف الكويت متوافقًا مع موقف المجموعة العربية، الذي تم طرحه خلال المناقشات ذاتها. وتؤكد الكويت بشكل دائم على الدور المركزي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من الالتزام بمعاهدة عدم الانتشار النووي، وحماية المنطقة من خطر انتشار الأسلحة النووية.
التزام دول المنطقة بمعاهدة عدم الانتشار
تلتزم جميع دول منطقة الشرق الأوسط بمعاهدة عدم الانتشار النووي وتخضع لعمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، باستثناء إسرائيل. وترفض إسرائيل حتى الآن الانضمام إلى المعاهدة أو إخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة، مما يثير قلقًا بالغًا لدى المجتمع الدولي.
وفقًا لتقارير الوكالة الدولية، تستمر إسرائيل في عدم الامتثال لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. ويشمل ذلك قرار مجلس الأمن رقم 487 الذي يدعو إسرائيل إلى إخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات، بالإضافة إلى قرارات مؤتمرات مراجعة معاهدة عدم الانتشار عام 1995، وقرار المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2009.
من جهة أخرى، غالبًا ما يُنظر إلى سياسة إسرائيل النووية على أنها سياسة غموض مقصود، حيث لا تؤكد ولا تنفي امتلاكها أسلحة نووية. وهذا الغموض يزيد من التوترات في المنطقة، ويجعل من الصعب تحقيق تقدم نحو نزع السلاح النووي.
أهمية إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية
شدد السفير الفصام على ضرورة العمل نحو إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، امتثالاً لقرارات مؤتمرات مراجعة معاهدة عدم الانتشار منذ عام 1995. وتعتبر الكويت أن هذا الهدف ضروري لتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في المنطقة.
هناك دعم دولي واسع لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، إلا أن تحقيق هذا الهدف يواجه تحديات كبيرة. وتشمل هذه التحديات عدم رغبة إسرائيل في الانضمام إلى الجهود الدولية، بالإضافة إلى التوترات السياسية والأمنية المستمرة في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب إنشاء هذه المنطقة تعاونًا وثيقًا بين جميع دول المنطقة، ومعالجة قضايا الثقة المتبادلة، وتحديد آليات فعالة للتحقق من الالتزام.
وفي سياق متصل، تعتبر قضية القدرات النووية الإسرائيلية جزءًا من ملف أوسع يتعلق بالأسلحة النووية في المنطقة، والذي يشمل أيضًا المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني. ويرى البعض أن حل قضية إسرائيل النووية يمكن أن يمهد الطريق لحل القضايا الأخرى، وتعزيز الأمن الإقليمي.
تُعد المسألة النووية الإسرائيلية، جنبًا إلى جنب مع قضايا الأمن الإقليمي ونزع السلاح النووي، من بين أهم القضايا التي تواجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي بشكل عام. ويشير المحللون إلى أن تعامل الوكالة مع هذه القضايا سيكون له تأثير كبير على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.
تأتي تصريحات الكويت في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا في التوترات، وتزايدًا في المخاوف بشأن انتشار الأسلحة النووية. ويؤكد البعض على أن عدم وجود رقابة دولية على البرنامج النووي الإسرائيلي يمثل تهديدًا للأمن الإقليمي، وقد يؤدي إلى سباق تسلح نووي.
من المتوقع أن تستمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إبقاء موضوع القدرات النووية الإسرائيلية على جدول أعمالها، ومتابعة التطورات في هذا المجال عن كثب. وفي الوقت نفسه، من غير الواضح متى أو كيف يمكن لإسرائيل أن تتجاوز موقفها الرافض للرقابة الدولية، وأن تساهم في الجهود الرامية إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. ويجب مراقبة ردود الأفعال الإسرائيلية على هذه الدعوات، بالإضافة إلى تطورات الوضع السياسي والأمني في المنطقة.




