المبعوث التجاري البريطاني اختتم زيارته للكويت بلقاءات رفيعة لتعزيز الشراكة الاقتصادية

:
اختتم اللورد إيان مكنيكول، المبعوث التجاري البريطاني إلى الكويت والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، زيارته الرسمية للكويت مؤخرًا. جاءت الزيارة بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، وتستند إلى شراكة قوية وطويلة الأمد. رافق مكنيكول في الزيارة السفير البريطاني المعين لدى الكويت، قدسي رشيد، وشملت سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين كويتيين رفيعي المستوى.
ركزت المحادثات على سبل توسيع التعاون الاقتصادي في قطاعات رئيسية، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والتمويل، والرعاية الصحية، والطيران. تهدف هذه الزيارة إلى استكشاف فرص استثمارية جديدة لكلا البلدين، وتأكيد التزام المملكة المتحدة بدعم التنمية الاقتصادية في الكويت. وقد جرت الزيارة في الفترة الأخيرة، مما يعكس أهمية الحوار المستمر بين الجانبين.
تعزيز العلاقات التجارية الكويتية البريطانية
تعد المملكة المتحدة شريكًا تجاريًا هامًا للكويت، حيث تشهد العلاقات الثنائية نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة. تتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين عدة مليارات من الدولارات سنويًا، وفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء الكويتية. تهدف الزيارة الأخيرة للمبعوث التجاري البريطاني إلى رفع هذا الرقم من خلال تحديد مجالات جديدة للتعاون.
لقاءات مع المسؤولين الحكوميين
التقى اللورد مكنيكول بالدكتور صبيح المخيزيم، وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة، لمناقشة مشاريع الطاقة المتجددة المحتملة وفرص الاستثمار في البنية التحتية الكويتية. كما التقى بخليفة العجيل، وزير التجارة والصناعة، حيث تم بحث سبل تسهيل التجارة بين البلدين وإزالة العوائق أمام الاستثمار الأجنبي المباشر.
بالإضافة إلى ذلك، عقد مكنيكول اجتماعًا مع الدكتور أحمد العوضي، وزير الصحة، لاستكشاف فرص التعاون في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك تبادل الخبرات والتكنولوجيا، وتدريب الكوادر الطبية. وتأتي هذه اللقاءات في إطار سعي الكويت لتنويع اقتصادها وتقليل اعتماده على النفط.
مباحثات مع القطاع الخاص والمؤسسات الاستثمارية
لم تقتصر لقاءات المبعوث التجاري البريطاني على المسؤولين الحكوميين، بل شملت أيضًا قادة القطاع الخاص والمؤسسات الاستثمارية الرئيسية في الكويت. التقى الشيخ سعود سالم الصباح، المدير العام للهيئة العامة للاستثمار، لمناقشة استراتيجيات الاستثمار المستقبلية والفرص المتاحة في السوق الكويتي.
وعقد مكنيكول اجتماعًا مع شيخة البحر، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني، لمناقشة دور القطاع المصرفي في دعم التجارة والاستثمار بين البلدين. كما التقى برئيس مجلس إدارة طيران الجزيرة مروان بودي، والرئيس التنفيذي برثان باسوباثي، والرئيس التنفيذي للعمليات الكابتن أيمن الشمري، لاستعراض فرص التعاون في قطاع الطيران، وهو قطاع يشهد نموًا كبيرًا في الكويت.
شملت اللقاءات أيضًا رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ المهندس حمود المبارك، ووزير الدفاع الشيخ عبدالله العلي، ومدير عام خفر السواحل الشيخ العميد الركن مبارك الصباح، بالإضافة إلى الكابتن عبدالمحسن الفقعان، رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية. ركزت هذه الاجتماعات على الجوانب الأمنية والتنظيمية المتعلقة بقطاع الطيران، وأهمية تعزيز التعاون في هذا المجال.
وتشير التقارير إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا من الشركات البريطانية بالاستثمار في الكويت، خاصة في القطاعات التي تتمتع بإمكانات نمو عالية مثل الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والرعاية الصحية. وتدعم الحكومة البريطانية هذه الجهود من خلال تقديم حوافز وتسهيلات للمستثمرين.
من الجانب الكويتي، هناك رغبة قوية في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتنويع مصادر الدخل. وتعتبر المملكة المتحدة وجهة استثمارية جذابة للكويتيين، نظرًا لبيئة الأعمال المستقرة والقوانين المنظمة للاستثمار.
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات اقتصادية وسياسية متزايدة. ومع ذلك، فإن العلاقات الاقتصادية بين الكويت والمملكة المتحدة تظل قوية ومستقرة، مما يعكس الثقة المتبادلة والالتزام بالشراكة طويلة الأمد. كما أن هناك اهتمامًا بتطوير الاستثمار الأجنبي في الكويت.
من المتوقع أن يتم خلال الأسابيع القادمة متابعة نتائج هذه اللقاءات من خلال تشكيل لجان فنية مشتركة لدراسة المشاريع المطروحة ووضع خطط تنفيذية لها. كما من المحتمل أن يتم الإعلان عن اتفاقيات جديدة للتعاون في مجالات مختلفة. يبقى من المبكر تحديد مدى نجاح هذه الجهود، ولكن الزيارة تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وفي الختام، من المقرر أن يقدم المبعوث التجاري البريطاني تقريرًا مفصلًا عن نتائج زيارته إلى الحكومة البريطانية، والذي سيشكل أساسًا للمباحثات المستقبلية مع الجانب الكويتي. سيراقب المراقبون عن كثب التطورات القادمة، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع المطروحة وجذب الاستثمارات الجديدة.




