”المجادِلة” يفوز بجائزة ريبا للعمارة في الشرق الأوسط 2025

نال “مركز ومسجد المجادِلة للمرأة” في المدينة التعليمية بالدوحة جائزة المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين “آر آي بي إيه” (RIBA) للعمارة الاجتماعية في الشرق الأوسط لعام 2025، ضمن تسعة مشاريع فائزة بالنسخة الافتتاحية للجائزة. يمثل هذا التكريم اعترافًا دوليًا بأهمية العمارة الاجتماعية ودورها في تعزيز المجتمعات، وتسليط الضوء على تصاميم مبتكرة تخدم احتياجات محددة وتساهم في التنمية المستدامة.
أُعلن عن الجائزة خلال فعاليات أسبوع دبي للتصميم، في أول مشاركة للمعهد على مستوى الشرق الأوسط ضمن برنامج جوائزه الدولية، تأكيدًا على الدور المتنامي للعمارة في المنطقة. تأتي هذه الجائزة في سياق اهتمام متزايد بالتصاميم المعمارية التي تتجاوز الجوانب الجمالية لتشمل الأبعاد الاجتماعية والثقافية والبيئية.
معمار فريد يجمع الروحانية والحداثة
تأسس المركز برعاية رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر الشيخة موزا بنت ناصر، ليكون أول مسجد ومركز في العالم الإسلامي مخصص للمرأة. يهدف المركز إلى توفير فضاء آمن ومحفز للمرأة لممارسة شعائرها الدينية وتلقي التعليم والمشاركة في الأنشطة المجتمعية.
صممه مكتب “ديلر سكوفيديو + رينفرو”، ويتميز بسقف متعرج من الحجر الترافرتيني، ويحتوي على أكثر من 5 آلاف مخروط ضوئي يلتقط الضوء الطبيعي، مانحا المكان أجواء تأملية. يعكس التصميم مزيجًا فريدًا من الأصالة والمعاصرة، حيث يجمع بين العناصر التقليدية في العمارة الإسلامية والتقنيات الحديثة.
تتحرك مئذنة المسجد يوميا صعودا وهبوطا بارتفاع 39 مترا للنداء إلى الصلاة، في تناغم بين التقنية والفن المعماري. تعتبر هذه الميزة المبتكرة تجسيدًا لروح العصر وقدرة العمارة على التكيف مع التطورات التكنولوجية.
يضم المركز فصولًا دراسية، ومكتبة، ومقهى، وحدائق مصممة لتعزيز التواصل المجتمعي. توفر هذه المرافق المتكاملة بيئة شاملة تلبي احتياجات المرأة المتنوعة وتساهم في تطويرها الشخصي والمهني.
أثر العمارة على المجتمعات
تعتبر العمارة المستدامة من العناصر الرئيسية في تصميم المركز، حيث تم استخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات لترشيد استهلاك الطاقة والمياه. يعكس هذا الالتزام المسؤولية الاجتماعية والحرص على حماية البيئة للأجيال القادمة.
أكدت الدكتورة سهيرة صديقي، المديرة التنفيذية للمركز، أن “رؤيتنا في المجادِلة كانت دائما تقديم تجربة متكاملة للمرأة، تُنمّي معرفتها وتثري خبراتها الفكرية في فضاء يجمع بين العبادة والحوار والتطوير”. وأضافت “حصولنا على جائزة ريبا تقدير لهذه الرؤية، ونتقدم بالتهنئة لكل من جعل المجادِلة مكانا ينبض بالحياة”.
علقت مديرة العمليات والتواصل الإستراتيجي مها آل خليفة “نفخر بحصول المجادِلة على جائزة ريبا بعد حصوله سابقا على جائزة الابتكار عبر التصميم 2025. الجائزة تعكس تفرد المجادِلة بالجمع بين التميز المعماري والأصالة والحداثة”.
اعتراف دولي بالعمارة المؤثرة اجتماعيا
أشار كريس ويليامسون رئيس معهد ريبا إلى أن “المشروعات الفائزة تجسّد الدور المتنامي للتصميم المعماري في التأثير في نمط الحياة وطرق التعلم والتواصل”. تأتي هذه التصريحات في إطار جهود المعهد لتعزيز الوعي بأهمية العمارة ودورها في بناء مجتمعات أفضل.
وأضاف أن “الجوائز لا تقتصر على الاحتفاء بالتصميم والتقنية، بل بما تنتجه العمارة من فرص شمولية جديدة وثقافة مستدامة”. يعكس هذا التوجه التحول العالمي نحو تبني معايير جديدة في العمارة تركز على الاستدامة والعدالة الاجتماعية.
قال رئيس لجنة تحكيم جائزة الشرق الأوسط كريم تشينغيز إن “المشاريع الفائزة تعكس لغة معمارية متجذرة في الهوية المتطورة للشرق الأوسط، تتميز برعاية التراث والوعي المناخي والتحول الاجتماعي”. يشير هذا إلى أن العمارة في المنطقة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والاستجابة للتحديات المعاصرة.
من المتوقع أن تستلهم العديد من المشاريع المعمارية المستقبلية من نموذج مركز المجادِلة، مع التركيز على إنشاء فضاءات مخصصة تلبي احتياجات فئات محددة من المجتمع. كما من المرجح أن تزداد أهمية التصميم الحضري في المنطقة، مع التركيز على تطوير مدن مستدامة وشاملة توفر بيئة حياة جيدة للجميع. يبقى مراقبة التأثير المباشر لهذا التكريم على الاستثمار في مشاريع معمارية مماثلة في المنطقة أمرًا بالغ الأهمية.





