المدير العام لمنظمة الفاو يعرب عن امتنانه لمصر لدعم التعاون معها

أعرب الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، عن تقديره لمصر على دعمها المستمر للتعاون مع المنظمة، وذلك خلال اجتماعاته الأخيرة مع المسؤولين المصريين. يأتي هذا التعبير عن الامتنان في وقت تواجه فيه المنظمة تحديات عالمية متزايدة في مجال الأمن الغذائي، وتسعى لتعزيز الشراكات الدولية لمواجهة هذه التحديات. وتتزامن هذه التطورات مع جهود مصرية مكثفة لتطوير قطاع الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
التقى الدكتور شو دونيو، على هامش فعاليات عالمية، بوفد مصري رفيع المستوى لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات الزراعة المستدامة، وإدارة الموارد المائية، والتكيف مع تغير المناخ. ركز الحوار على أهمية الاستثمار في البحث والتطوير الزراعي، وتحسين البنية التحتية الريفية، ودعم صغار المزارعين، وذلك بهدف تحقيق تنمية زراعية شاملة ومستدامة. اللقاءات جرت في سياق التحضيرات لفعاليات الفاو القادمة.
أهمية التعاون الدولي في تحقيق الأمن الغذائي
يشدد الدكتور شو دونيو باستمرار على أن الغذاء يمثل حجر الزاوية في السلام والكرامة والازدهار المشترك، وأن ضمان الأمن الغذائي للجميع يتطلب تضافراً للجهود على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. هذا التأكيد يكتسب أهمية خاصة في ظل تداعيات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، التي أثرت سلبًا على سلاسل الإمداد الغذائي العالمية وأدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء.
أشارت الفاو في تقاريرها الأخيرة إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم قد ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما يتطلب تحركًا عاجلاً ومcoordinatedًا لمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة. هناك حاجة ماسة لزيادة الاستثمار في الزراعة، وتحسين الوصول إلى الغذاء، وتعزيز القدرة على الصمود في وجه الصدمات الخارجية.
دور مصر في تعزيز الأمن الغذائي الإقليمي
تعتبر مصر من الدول الرائدة في مجال الزراعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتسعى جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية. وقد أطلقت الحكومة المصرية العديد من المبادرات والمشاريع الطموحة في قطاع الزراعة، بما في ذلك مشروع الدلتا الجديدة ومشروع توشكي، بهدف زيادة الإنتاج الزراعي واستصلاح الأراضي الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب مصر دورًا هامًا في تسهيل التجارة الغذائية الإقليمية، وتوفير الدعم الفني والمالي للدول المحتاجة. وتشارك مصر بنشاط في مبادرات الفاو المختلفة، وتقدم مساهمات قيمة في جهود المنظمة لتحقيق تنمية مستدامة في قطاع الزراعة.
التحديات والفرص التي تواجه منظمة الفاو
أوضح الدكتور شو دونيو أن منظمة الفاو تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتمويل، وتلبية الطلب المتزايد على الغذاء، ومواجهة آثار تغير المناخ. ولفت إلى أن الإطار الاستراتيجي وبرنامج العمل للفاو للعامين المقبلين يتيحان فرصة للاستفادة من الدروس المستفادة، وتطوير أساليب عمل أكثر فعالية وكفاءة.
ومع ذلك، هناك أيضًا فرص واعدة أمام منظمة الفاو لتحقيق أهدافها، بما في ذلك التقدم التكنولوجي في مجال الزراعة، وزيادة الوعي بأهمية الأمن الغذائي، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني. يجب على الفاو الاستفادة من هذه الفرص لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الزراعة.
يركز برنامج الفاو بشكل متزايد على التكنولوجيا الزراعية الحديثة، مثل الزراعة الذكية، والاستشعار عن بعد، والبيانات الضخمة، لتحسين الإنتاجية الزراعية وتقليل الهدر. كما تولي المنظمة اهتمامًا خاصًا بتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ، من خلال تطوير سلالات جديدة من المحاصيل المقاومة للجفاف والحرارة، وتشجيع الممارسات الزراعية المستدامة.
بالتوازي مع ذلك، يتم العمل على تطوير آليات تمويل مبتكرة، بما في ذلك الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في البنية التحتية الزراعية، وتقديم الدعم المالي لصغار المزارعين. يتطلب تحقيق الاستدامة الزراعية استثمارات كبيرة، فضلاً عن سياسات زراعية داعمة، وتعاون وثيق بين جميع أصحاب المصلحة.
بينما يركز التعاون الحالي على التمويل والتخطيط الاستراتيجي، إلا أن هناك مجالات أخرى يمكن تطويرها، مثل تبادل الخبرات والمعرفة بين مصر والفاو، وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الزراعة المستدامة، وتعزيز البحث والتطوير الزراعي. هذه الجهود المشتركة ستساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي في مصر والمنطقة.
من المتوقع أن تستمر الفاو ومصر في التعاون الوثيق خلال الفترة المقبلة، بهدف مواجهة التحديات التي تواجه قطاع الزراعة وتحقيق الهدف من تطوير الزراعة. سيتم التركيز على التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27) الذي استضافته مصر في شرم الشيخ، وتنفيذ التوصيات التي انبثقت عن هذا المؤتمر. وتعتبر متابعة المؤشرات الرئيسية للأمن الغذائي وتقييم أثر المبادرات المختلفة من الأمور الهامة التي ستتم مراقبتها في الأشهر القادمة.





