المطيري: تضافر الجهود لبناء خطاب إعلامي عربي مسؤول قادر على مواكبة المتغيرات

دعا وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري إلى تعزيز التعاون الإعلامي العربي لمواجهة التحديات الراهنة، مؤكدًا على أهمية أن يكون الإعلام العربي واجهة تعبر عن قضايا الأمة وتطلعات الشعوب. جاءت هذه الدعوة خلال الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، المنعقدة في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أمس الأربعاء، حيث ناقش الوزراء قضايا ملحة أبرزها الوضع في فلسطين والاستراتيجيات الإعلامية المستقبلية.
وتركزت المناقشات حول ضرورة تطوير الخطاب الإعلامي العربي ليكون أكثر مسؤولية وفعالية في مواجهة التغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة. وأكد المشاركون على أهمية دعم القضية الفلسطينية وتعزيز مكانة دولة الكويت كعاصمة للإعلام العربي لعام 2025.
أهمية تطوير الإعلام العربي في ظل التحديات الراهنة
أشار الوزير المطيري إلى أن الاجتماع يعقد في ظل ظروف استثنائية تتطلب رؤية استراتيجية تعزز قيم الحقيقة والمصداقية، وتدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية. وأضاف أن الإعلام العربي يواجه تحديات كبيرة في ظل التطور التكنولوجي الهائل وانتشار الوسائط الحديثة، مما يتطلب الاستثمار في القدرات والمهارات اللازمة لمواكبة هذه التطورات.
الوضع في فلسطين وموقف الكويت
جدد الوزير المطيري موقف دولة الكويت الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأعرب عن إدانة الكويت الشديدة للانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في قطاع غزة، واستخفافها بالجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إيقاف إطلاق النار. كما أكد على أهمية تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك القرار رقم 2803 لعام 2025.
الكويت عاصمة للإعلام العربي 2025
واحتفلت وزارة الإعلام الكويتية مؤخرًا باختيار الكويت عاصمة للإعلام العربي لعام 2025، وذلك بتوجيهات من القيادة السياسية وحرصًا على تعزيز مكانة الكويت في محيطها العربي. وأكد الوزير المطيري أن العمل متواصل لتنفيذ برنامج متكامل للفعاليات على مدار العام، مثمنًا دعم المؤسسات الإعلامية العربية الشقيقة في إنجاح هذه الاحتفالية. ويعتبر هذا الاختيار فرصة لتعزيز دور الكويت في تطوير الإعلام العربي.
الاستراتيجية الإعلامية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية
من بين الموضوعات الرئيسية التي نوقشت خلال الدورة، الاستراتيجية الإعلامية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى بناء جيل واعٍ قادر على تحليل المحتوى الإعلامي والتفاعل معه بأسلوب مسؤول يعزز الهوية ويخدم التنمية. ويرى خبراء الإعلام أن هذه الاستراتيجية ضرورية لمواجهة التحديات المتعلقة بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
وبحسب تصريحات المشاركين، فإن تعزيز التعاون الإعلامي بين الدول العربية يمثل ضرورة حتمية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة. كما أكدوا على أهمية دعم المؤسسات الإعلامية العربية وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين للعاملين في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية للإعلام العربي وتحديث التقنيات المستخدمة.
تولى وزير الإعلام السوري حمزة مصطفى رئاسة المجلس الوزاري خلفًا لوزير الإعلام البحريني رمزان النعيمي. وقدم الوزير مصطفى الشكر للوزير النعيمي على جهوده المقدرة خلال فترة رئاسته السابقة. كما أعرب عن تطلعه إلى العمل مع جميع الوزراء لتحقيق أهداف الإعلام العربي.
من المتوقع أن يتم إعداد تقرير شامل يتضمن توصيات الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، وسيتم عرضه على القادة العرب في القمة العربية القادمة. وستركز التوصيات على تطوير الاستراتيجيات الإعلامية العربية وتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الإعلام. وسيتم متابعة تنفيذ هذه التوصيات من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.




