- مذكرة تفاهم بين الكويت والسعودية لتبادل الخبرات والرقابة على شؤون الموظفين وتطوير التدريب
مريم بندق
وقع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي، مع وزير وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية أحمد الراجحي، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال شؤون الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، وذلك تعزيزا للعلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين.
وتهدف المذكرة إلى تبادل الخبرات وتطوير مجالات العمل في الخدمة المدنية، بما يشمل التدريب والتطوير الإداري وتخطيط القوى العاملة والتعاقب الوظيفي وتطوير القيادات والتحول نحو مفهوم إدارة الموارد البشرية والرقابة على شؤون الموظفين.
وتسعى المذكرة إلى تنظيم الزيارات المتبادلة وتبادل الدراسات والوثائق وعقد الندوات والمؤتمرات المشتركة للإسهام في تعزيز التعاون وتبادل أفضل الممارسات ومواكبة التطورات الحديثة في الإدارة الحكومية.
وتعكس حرص الجانبين على ترسيخ التعاون المشترك في مجال الخدمة المدنية بما يخدم تطلعات البلدين نحو بناء إدارة حكومية فعالة ومتميزة تدعم التنمية المستدامة.
وفي السياق ذاته، قال الوزيــر المعوشرجـي ان الاجتماع الـ 21 للجنة وزراء ورؤساء أجهزة الخدمة الفنية المدنية بدول مجلس التعاون الخليجي الذي تستضيفه الكويت يعد «محطة مهمة في مسيرة التعاون المشترك» ويعكس الحرص الجماعي على تعزيز أواصر الشراكة وتبادل الخبرات والتكامل الخليجي في مجال الخدمة المدنية.
وأكد المعوشرجي، في كلمة خلال افتتاح الاجتماع أمس الأول الأربعاء، أنه يعد «ركيزة أساسية لرفع كفاءة الأداء الحكومي وتحقيق تطلعات المواطنين نحو خدمات أكثر جودة وفعالية».
وأوضح أن دول مجلس التعاون شهدت خلال الأعوام الماضية إنجازات بارزة على صعيد الخدمة المدنية والعمل، أبرزها تطويــر منظومات التوظيف والاستقطاب بما يعزز تكافؤ الفرص والشفافية وإطلاق مبادرات التحول الرقمي في الموارد البشرية الحكومية وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمليات الإدارية.
وأضاف أن دول مجلس التعاون الخليجي شهدت أيضا تقدما في إرساء مبادئ الحوكمة المؤسسية وتطوير التشريعات واللوائح الداعمة لرفع الإنتاجية وتحقيق الاستدامة إلى جانب تبني معايير الابتكار في الخدمات الحكومية وقياس الأداء بما يواكب أفضل الممارسات الدولية. وأفاد بأن الاجتماع يشكل مرحلة جديدة لمواصلة العمل المشترك لدعم وتفعيل الخطة الاستراتيجية المقبلة (2026-2030)، مؤكدا الالتزام بتوجيهات قادة دول الخليج وبالقيم المشتركة من عدالة وشفافية وفاعلية بما يتماشى مع تطلعات القيادة الرشيدة وآمال شعوب الخليج.
ولفت المعوشرجي إلى أن روابط الأخوة التي تجمع دول الخليج ووحدة المصير تدفع دوما إلى العمل بروح الفريق الواحد نحو بناء أنظمة خدمة مدنية أكثر كفاءة واستدامة تسهم في تسريع وتيرة التطوير وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، متمنيا أن يسهم الاجتماع في تعزيز مسارات التكامل بين دول الخليج وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي ـ في كلمة مماثلة ـ عن أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد على استضافة الكويت لهذا الاجتماع وما تقدمه من تسهيلات ومساندة لإنجاح أعمال مجلس التعاون وما يلقاه العمل الخليجي المشترك من دعم واهتمام من لدن سموه وإخوانه قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، في جميع الميادين.
وأشار البديوي إلى أن مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية حققت إنجازات كبيرة أسهمت في الوصول للعديد من الأهداف التي رسمها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لتعزيز العمل والتكامل المشترك في الميادين كافة، مؤكدا مواصلة العمل حتى الوصول بالمسيرة إلى أقصى مراحل التكامل تلبية لتطلعات القادة وطموحات المواطنين.
وبين أن خطوات العمل والإنجاز تتم بخطى ثابتة لتحقيق التعاون والتكامل في مجال الخدمة المدنية والتنمية الإدارية مدفوعة برؤى وطنية طموحة لتعزيز كفاءة الأجهزة الحكومية ورفع جودة الأداء وتطوير الكوادر الوطنية وتطبيق أحدث الممارسات الإدارية.
وأضاف: إن أجهزة الخدمة المدنية في دول المجلس تعد ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الحكومي، إذ أسهمت منذ تأسيس المجلس في تبادل الخبرات ووضع السياسات المشتركة التي تدعم تنمية الموارد البشرية وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية.
واستطرد: ان دول المجلس تسعى إلى تعزيز التحول الرقمي في الخدمة المدنية لتسهيل الخدمات الحكومية ورفع الكفاءة ودعم جودة الخدمات وتعزيز تنافسية الاقتصاد مع توفير فرص عمل جديدة لشبابنا الموهوبين.
وذكر أن جدول أعمال الاجتماع حافل بمواضيع مهمة ستسهم في تحقيق المزيد من التقارب في مجالات الخدمة المدنية وفي مقدمتها تحول وقياس نضج إدارات الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة وتعزيز جودة في تقديم الخدمات الحكومية.
وزاد بقوله: إن الاجتماع يتزامن مع تنظيم النسخة الخامسة من حفل تكريم الكفاءات بوسام الخدمة المدنية لمجلس التعاون والذي يأتي استمرارا لقرار مقام المجلس الأعلى في دورته الـ 41 إيمانا بالدور الحيوي الذي تلعبه الكفاءات الوطنية في تطوير العمل الحكومي وتعزيز جودة الخدمات المقدمة لمواطني دولنا.
وأردف: إن هذه الفعالية السنوية تعد منصة رفيعة المستوى للاحتفاء بالمتميزين من بنات وأبناء الخدمة المدنية بدول مجلس التعاون والذين يمثلون نموذجا يحتذى في التزامهم المهني وكفاءتهم العالية، ما يرسخ مبادئ التكامل الخليجي في مجال الموارد البشرية والتنمية الإدارية ويعزز روح التعاون المشترك بين دولنا.
هذا، وأعلن ديوان الخدمة المدنية النتائج التي خلص إليها الاجتماع الـ 21 لوزراء ورؤساء أجهزة الخدمة المدنية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكشف «الديوان» عن أنه تم اعتماد الإطار العام لخطة عمل لجنة وزراء الخدمة المدنية وتنمية الموارد البشرية للأعوام 2026-2030، فضلا عن تحديث ضوابط ترشيح تكريم الكفاءات في قطاعات الخدمة المدنية ومشروع التدريب العملي، وتبادل الخبراء إضافة إلى استعراض الترتيبات المتعلقة بجائزة الخدمة المدنية لمجلس التعاون، والتحضير لملتقى الذكاء الاصطناعي في الخدمة المدنية، كمبادرات تعكس التوجه نحو الابتكار وتطوير بيئة العمل الحكومي.
