المغربي حجي ينتقد اختيار لامين جمال تمثيل إسبانيا وليس المغرب

عبّر مصطفى حجي، اللاعب الدولي المغربي السابق، عن خيبة أمله من قرار اللاعب الشاب لامين جمال باختيار تمثيل منتخب إسبانيا بدلاً من المغرب. يأتي هذا بعد فترة من التكهنات حول مستقبل اللاعب على المستوى الدولي، حيث كان بإمكانه اللعب لأي من البلدين بسبب أصوله المتنوعة. هذا القرار أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية المغربية والإسبانية حول مستقبل المواهب الشابة والولاءات الوطنية.
وأكد حجي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسبانية، أن لامين جمال كان سيحظى باستقبال مختلف تماماً في المغرب. وأشار إلى أن الدعم والشعبية التي كان سيحصل عليها من الجماهير المغربية كانت ستكون أكبر بكثير من تلك التي يحظى بها في إسبانيا، على الرغم من تقدير الإسبان له.
قرار لامين جمال وتأثيره على مستقبل كرة القدم المغربية
يعتبر اختيار لامين جمال اللعب لإسبانيا خسارة محتملة للمنتخب المغربي، الذي كان يأمل في الاستفادة من موهبة اللاعب الصاعدة. فقد أظهر جمال أداءً لافتاً مع نادي برشلونة، مما جعله هدفاً للمنتخبين. ومع ذلك، يرى حجي أن القرار قد يكون نابعاً من رغبة اللاعب في المشاركة في البطولات الأوروبية الكبرى، مثل كأس الأمم الأوروبية.
وأضاف حجي أن بعض الأصوات في الإعلام الإسباني تشير إلى أن جمال ليس بنفس أهمية لاعبين آخرين مثل بيدري، مما يعني أن اللاعب ربما شعر بأن فرصته في التألق ستكون أكبر مع المنتخب الإسباني. هذا الأمر يثير تساؤلات حول تقييم اللاعبين في الأندية والمنتخبات وكيف يؤثر ذلك على قراراتهم.
خلفية اللاعب وتعدد الخيارات
ولد لامين جمال عام 2007 في إسبلوغاس دي يوبريغات بالقرب من برشلونة، لأب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، مما منحه الحق في تمثيل ثلاثة منتخبات وطنية. نشأ جمال في حي روكافوندا العمالي، وحصل على فرصته في الأكاديمية الشهيرة لنادي برشلونة، “لا ماسيا”.
وفي مقابلة حديثة، أوضح جمال أنه فكر بجدية في اللعب للمغرب، خاصة بعد الإنجاز التاريخي للفريق في كأس العالم 2022. ولكن في النهاية، اختار تمثيل إسبانيا رغبة منه في الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية والاستمرار في مسيرته الاحترافية في كرة القدم الأوروبية.
واعترف جمال بحبه للمغرب وأنه سيظل دائماً جزءاً من هويته، ولكنه أكد أن إسبانيا هي أيضاً وطنه، وأنه يشعر بالارتباط القوي بها. هذا يعكس واقعاً يواجهه العديد من اللاعبين ذوي الأصول المتعددة، حيث يتعين عليهم اتخاذ قرارات صعبة بشأن مستقبلهم الدولي.
يُذكر أن مصطفى حجي لعب للمنتخب المغربي في 63 مباراة دولية، سجل خلالها 13 هدفاً، وحصل على جائزة أفضل لاعب أفريقي عام 1998. وبالتالي، فإن رأيه يحظى بتقدير كبير في الأوساط الرياضية المغربية.
الجدل حول مستقبل لامين جمال يفتح نقاشاً أوسع حول استراتيجيات المنتخبات في استقطاب المواهب الشابة، وضرورة توفير بيئة مناسبة للاعبين لتمثيل بلدانهم في أفضل الظروف. اللاعب المغربي والمواهب الشابة هي مفتاح النجاح المستقبلي. كما أن مسألة الهوية الوطنية والتمثيل الدولي أصبحت أكثر تعقيداً في عالم كرة القدم الحديث.
من المتوقع أن يواصل لامين جمال مسيرته مع المنتخب الإسباني، وأن يشارك في البطولات القادمة، بما في ذلك كأس العالم. في المقابل، سيبحث المنتخب المغربي عن مواهب أخرى لتعويض غياب جمال، وسيعمل على تطوير اللاعبين المحليين لضمان استمرار النجاح الذي حققه الفريق في السنوات الأخيرة. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة مسيرة جمال مع إسبانيا، وتقييم مدى تأثير هذا القرار على مسيرته الاحترافية وعلى مستقبل كرة القدم المغربية والإسبانية.
في النهاية، يبقى لامين جمال لاعباً موهوباً، وسيكون له شأن كبير في عالم كرة القدم، بغض النظر عن المنتخب الذي يمثله. المتابعة الدقيقة لتطورات اللاعب وإمكانية ظهوره في تشكيلة إسبانيا الأساسية سيكون مؤشراً مهماً على مدى نجاح هذا القرار.




