Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تكنولوجيا

الموديلات الافتراضية.. ثورة الذكاء الاصطناعي في الإعلام والإعلان

مع تقدم الذكاء الاصطناعي، انتقلت الإعلانات من الصور الثابتة إلى تجارب مخصصة وغامرة تخاطب كل فرد على نحو فريد. وهنا تكمن أهمية الموديلات الرقمية التي باتت تُستخدم كسفراء رقميين للعلامات التجارية، مما يثير تساؤلات حول دور الإنسان في هذا العالم.

أكد باحثون في ورقة بحثية حديثة أن العارضين الحقيقيين وجلسات التصوير لا يزالون عنصرا مهما في صناعة الأزياء. وأوضحوا أن استبدال العارضين العاديين بنماذج صناعية أو صور رمزية رقمية ليس مستقبلا عمليا في كثير من السياقات الإبداعية.

عقود هشة ووجوه بلا ملكية

جمع الباحثون بين تركيز معهد العاملين على العمل الهش وتركيز “داتا أند ساينس” على تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي في أماكن العمل. وأوضحوا أن إدخال معايير حول الذكاء الاصطناعي أسهل في السينما والتلفزيون لأن العمال هناك ينتمون إلى نقابات، في حين يصنف العارضون كمقاولين مستقلين.

من خلال سلسلة مقابلات مع العارضين، اكتشف الفريق أن الذكاء الاصطناعي زاد من مشكلة إعادة استخدام الصور دون إذن أو دفع أجر للعارض. فقد أصبحت العلامات التجارية قادرة على توظيف متعاقدين لتحويل صورة واحدة إلى سلسلة من الصور.

كما أعرب العارضون عن مخاوف تتعلق بالتحيز العنصري المدمج في أدوات الذكاء الاصطناعي، والذي يعكس معايير جمال عرقية ضيقة. ولفتوا إلى أن هذه الأدوات قد تعزز معايير جمال غير صحية من خلال إدماج مثالية رقمية.

الصورة القاتمة.. ثمن الابتكار الرقمي

رغم أن بعض العلامات التجارية مثل “إتش أند إم” (H&M) كانت صريحة بشأن نيتها استخدام الذكاء الاصطناعي في عرض الأزياء، فإن الواقع يعكس ثمنا حقيقيا لهذا الابتكار. فقد وجد العارضون أنفسهم في بيئة تهيمن عليها علاقات قوة غير متكافئة.

في مثال حديث، تعرضت علامة “شي إن” (Shein) لانتقادات واسعة بعد ظهور صورة لويجي مانغيون المتهم في حادثة إطلاق النار على الرئيس التنفيذي لشركة “يونايتد هيلث” على موقعها الإلكتروني. وأوضحت “شي إن” أنها تجري تحقيقا شاملا وتعزز عمليات المراقبة.

“غيس” و”فوغ”.. الجمال الافتراضي الخادع

واجهت شركتا “غيس” (Guess) و”فوغ” (Vogue) انتقادات واسعة بسبب عرض عارضتين مولدتين بالذكاء الاصطناعي في عدد أغسطس/آب 2025 من المجلة، دون توضيح ذلك. وقد أثار التنويه الصغير جدا في الإعلان نقاشا أخلاقيا حول دور الذكاء الاصطناعي.

أوضحت مجلة “فوغ” لاحقا أن الإعلان محتوى مدفوع، وأن العارضتين لم تشاركا في جلسة تصوير فعلية. لكنها لم تهدئ غضب النقاد الذين شعروا بأنهم تعرضوا للخداع.

صوت العلامة التجارية والإنسان أمام سيل الذكاء الاصطناعي

استفادت علامات مثل “ليكويد ديث” (Liquid Death) من إعلانات أنشأها المعجبون باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث نجحت في التقاط نغمة العلامة التجارية بدقة. وهنا يكمن الخطر والفرصة في آن واحد، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز ويقوّض صوت العلامة التجارية.

في النهاية، يظل الإنسان يصارع السؤال نفسه “هل نصنع آلات تحلّ محلنا، أم أدوات تمنحنا الحرية والأمان؟”. ولا يقتصر هذا السؤال على الغرب، بل يهم العالم العربي أيضا، حيث بدأت بعض العلامات التجارية في استكشاف الذكاء الاصطناعي.

في هذا العالم الرقمي، يمكن للمرأة أن تقدم نفسها عبر نسخة افتراضية تحمي كرامتها. لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات حقيقية، أهمها خطر تهميش المواهب الحقيقية وتعزيز معايير جمال افتراضية.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون رفيقا وتمكينا للإنسان، لا بديلا عنه؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة مع استمرار تطور التكنولوجيا وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى