Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

النازحون في خان يونس يجاورون القبور هرباً من الموت

تتكدس طبقات من القبور في أعماق الأرض في قطاع غزة المنكوب، حتى باتت الأرض حبلى بالضحايا. هناك يحفرون الأرض لإفساح المجال للمزيد منهم، وفي أحيان كثيرة يصنعون قبوراً فوق قبور. وأخذت المقابر تتزايد أفقياً وعمودياً، حتى بات الموت هو «المؤكد الوحيد» بالنسبة لسكان غزة.

في الطريق إلى ساكني المقابر، تشدك شواهد القبور على أرض رملية منبسطة، تقدّر في الحال أنك في مقبرة، وعندما ترى الملابس والأغطية المتدلية من حبال مشدودة، تدرك أنك في مقبرة للأحياء أيضاً.

في خان يونس جنوبي القطاع، تتلاصق خيام النازحين داخل إحدى المقابر، بعد أن نزحت عشرات العائلات تحت القصف العنيف، ليستقر بها المقام بجوار الأموات. وبينما يتقافز الأطفال بين شواهد القبور، تنهمك سيدات في إعداد «الطعام» بمحاذاة القبور، فيما أخذ الرجال يتجاذبون أطراف الحديث عن ذكريات المنازل والجيران.

النازح سعادة أبو دقة يصف الحياة بين القبور بالمأساوية، مبيناً أنه وعائلته أجبروا على التعايش مع الأموات من أجل البقاء على قيد الحياة، موضحاً: «نعيش مع الموتى ونحن وإياهم سيان، فكلانا يسكن المقابر».

ويتابع: «لا وسيلة للنجاة من جحيم الحرب، سوى العيش وسط المقابر». ويعبر النازح عامر أبو طير عن القسوة التي يكابدها النازحون بخان يونس، مفسراً لجوءه وأسرته إلى قبور الموتى، بأنه خيار حتمي لمن أصبحت حياتهم مهددة بالخطر.

ويقول بألم: «لم نجد بيتاً أو ملجأ بديلاً نقيم فيه. أجبرتنا الظروف على سكن المقابر. هذه الظاهرة أصبحت الأكثر شيوعاً بعد استهداف مراكز الإيواء والمدارس ولا بديل للعائلات النازحة، ولا ننتظر غير وقف الحرب والعودة إلى بيوتنا».

يضيف: «هنا الأحياء مدفونون مع الأموات، هذه هي الحقيقة التي لا يصدقها عقل بشر، وأجبرتنا الظروف على التعامل معها.. لم نكن نتخيل يوماً أن نغفو ونصحو بين الأموات، لكن مع الأيام ربما نعتاد هذا، ونتكيف مع أهل القبور، فالحرب غيرت كل شيء في حياتنا، بل إنها حولتها إلى مقبرة».

«المؤكد الوحيد»

تقول المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج لوكالة فرانس برس إن الموت يبدو «الأمر الوحيد المؤكد» بالنسبة لـ2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث «لا مكان آمناً» بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.

وتضيف «يبدو فعلاً كأن الناس ينتظرون الموت. ويبدو الموت الأمر الوحيد المؤكد في هذا الوضع». وتزور ووتريدج غزة منذ أسبوعين وتقول إنها تشهد على حجم الأزمة الإنسانية والخوف من الموت وانتشار الأمراض مع تواصل الحرب.

وقالت من النصيرات وسط القطاع «لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ولا أي مكان آمن إطلاقاً. الوضع مفجع تماماً». تقول «نواجه تحديات غير مسبوقة في ما يتعلق بانتشار الأمراض والنظافة.

يعود ذلك جزئياً إلى الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة». وتشير إلى أن عدداً متزايداً من أهالي غزة الذين تعبوا من الاستجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي «المتواصلة» بالإخلاء، باتوا يترددون في الانتقال مجدداً من مكان لآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى