النفط يصعد وسط مخاوف من تعطل الإمدادات الأميركية والروسية

19/2/2025–|آخر تحديث: 19/2/202510:11 م (توقيت مكة)
ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء مع تزايد المخاوف بشأن تعطل الإمدادات في الولايات المتحدة وروسيا، بينما تترقب الأسواق وضوحا بشأن محادثات السلام في أوكرانيا، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 64 سنتا، أو 0.8%، لتصل إلى 76.48 دولارا للبرميل بحلول الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش، محققة مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي.
كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مارس/آذار 75 سنتا، أو 1%، لتصل إلى 72.60 دولارا للبرميل، بارتفاع 2.6% عن إغلاق يوم الجمعة، بعد عدم وجود تسوية يوم الاثنين بسبب عطلة يوم الرؤساء.
وينتهي عقد مارس/آذار غدا الخميس، في حين ارتفع عقد أبريل/نيسان، الأكثر تداولا 70 سنتا، أو 1%، ليصل إلى 72.53 دولارا للبرميل.
أسباب ارتفاع الأسعار
ونقلت رويترز عن توني سيكامور، محلل السوق لدى “آي جي”، قوله: “يبدو أن المستوى النفسي المهم البالغ 70 دولارا قد صمد، وذلك بمساعدة من الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة على محطة ضخ النفط الروسية، إضافة إلى المخاوف من أن يحد الطقس البارد في الولايات المتحدة من الإمدادات”.
وأضاف أن “هناك تكهنات أيضا بأن أوبك بلس قد تقرر إرجاء زيادة الإمدادات المزمعة في أبريل/نيسان”.
تأثير الهجوم الأوكراني
وأوضحت رويترز أن روسيا أعلنت انخفاض تدفقات النفط عبر خط أنابيب بحر قزوين، الذي يُعد مسارا رئيسيا لصادرات النفط الخام من كازاخستان، بنسبة 30-40% يوم الثلاثاء، بعد تعرض محطة ضخ لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية.
وحسب حسابات رويترز، فإن خفض الإمدادات بنسبة 30% يعادل فقدان 380 ألف برميل يوميا من النفط المتجه للأسواق العالمية.
وفي الولايات المتحدة، أدى الطقس البارد إلى تهديد الإمدادات، حيث قدرت هيئة خط أنابيب نورث داكوتا أن إنتاج الولاية، ثالث أكبر منتج للنفط في أميركا، قد ينخفض بما يصل إلى 150 ألف برميل يوميا بسبب البرد القارس.
تطورات جيوسياسية
وقال كلفن وونج، كبير محللي السوق لدى أواندا، إن الطريق لإنهاء الحرب في أوكرانيا قد يواجه تحديات، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أرجأ زيارته المقررة إلى السعودية، حيث تجري محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس.
على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء موافقتها على إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. ومن شأن أي اتفاق سلام أن يخفف أو يلغي العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية، مما قد يؤدي إلى استقرار الأسواق.
لكن محللين في بنك غولدمان ساكس قالوا -لوكالة رويترز- إن التوصل إلى اتفاق سلام محتمل بين أوكرانيا وروسيا، وتخفيف العقوبات، لن يؤدي بالضرورة إلى زيادة كبيرة في تدفقات النفط الروسي.
وأضافوا: “نعتقد أن إنتاج روسيا من النفط الخام مقيدٌ بالحدود التي وضعتها أوبك بلس، والتي تبلغ 9 ملايين برميل يوميا، وليس بسبب العقوبات الحالية التي تؤثر على الوجهة، وليس على حجم الصادرات”.
كما ينتظر أن تبدأ إسرائيل والمقاومة الفلسطينية مفاوضات غير مباشرة لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ومن المحتمل أن يؤدي نجاح هذه المفاوضات إلى تراجع أسعار النفط، بسبب انخفاض المخاوف من انقطاع الإمدادات نتيجة النزاع في المنطقة.
السياسات الأميركية
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إنه يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، وأشباه الموصلات، والأدوية.
ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية، وإضعاف الاقتصاد الأميركي، مما سيقلص الطلب على الوقود، ويضغط على أسعار النفط في المستقبل.