الهجرة والتأشيرات وترامب.. عناوين قلق قبل مونديال 2026

مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم 2026، التي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يزداد الحديث عن التحديات والفرص التي تحملها هذه النسخة الاستثنائية. تشهد البطولة توسيعًا كبيرًا بمشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى، وهو ما يمثل رقمًا قياسيًا، بينما يراقب العالم عن كثب دور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي قد يثير جدلاً واسعًا بتصريحاته وسياساته.
وستقام منافسات كأس العالم 2026 في الفترة من 11 يونيو إلى 19 يوليو من العام المقبل، في حدث رياضي ضخم يترقب المجتمع الدولي، خاصةً مع المشاركة المتوقعة لسبعة منتخبات عربية، وهي قطر والسعودية والأردن ومصر وتونس والجزائر والمغرب. وقد يرتفع هذا العدد إلى ثمانية منتخبات في حال نجح المنتخب العراقي في تجاوز ملحق التصفيات النهائي.
كأس العالم 2026: تحولات في المشاركة والاستضافة
تمثل نسخة 2026 علامة فارقة في تاريخ كأس العالم، ليس فقط بسبب زيادة عدد المنتخبات المشاركة، بل أيضًا لكونها أول بطولة تقام في ثلاثة دول مختلفة. فبعد أن بدأت البطولة بمشاركة 13 فريقًا في عام 1930، ثم توسعت إلى 16 فريقًا في عام 1934، شهدت البطولة تقلبات في عدد المشاركين بسبب الحرب العالمية الثانية، قبل أن تستقر على 24 فريقًا في عام 1982، ثم 32 فريقًا في عام 1998. هذا التوسع المستمر يعكس النمو العالمي لكرة القدم.
كما أن الاستضافة المشتركة لكأس العالم 2026 تعد سابقة تاريخية. ففي السابق، اقتصرت الاستضافة على دولة واحدة، باستثناء مونديال 2002 الذي استضافته كوريا الجنوبية واليابان. الولايات المتحدة سبق وأن استضافت البطولة في عام 1994، بينما استضافت المكسيك نسختين في عامي 1970 و1986. كندا هي الدولة الجديدة التي ستنال شرف الاستضافة.
المنتخبات العربية ومساعيها للتأهل
تولي الجماهير العربية اهتمامًا خاصًا بمنتخباتها المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. حتى الآن، نجحت سبعة منتخبات عربية في حجز مقعدها في البطولة، وتتطلع إلى تقديم أداء قوي ينافس بقوة على المستوى العالمي. المنتخب العراقي يمثل الأمل الأخير في زيادة التمثيل العربي إلى ثمانية منتخبات.
جدل ترامب والهجرة يلقي بظلاله على البطولة
لا تقتصر التحديات المحيطة بكأس العالم 2026 على الجوانب التنظيمية والرياضية، بل تمتد لتشمل الأجواء السياسية، خاصةً مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. فقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن تصريحات وسياسات ترامب المتعلقة بالهجرة قد تلقي بظلالها على البطولة، وتثير مخاوف بشأن استقبال المشجعين واللاعبين من مختلف أنحاء العالم.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن تنظيم كأس العالم أصبح أكثر تعقيدًا مع وجود ترامب في السلطة. فتوقعات تدفق مئات الآلاف من المشجعين الأجانب إلى الولايات المتحدة، وخاصةً مع استضافتها لمعظم مباريات البطولة (82 مباراة من أصل 104)، تثير قلقًا بشأن تطبيق سياسات ترامب الهجرية الصارمة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المهاجرين في الولايات المتحدة بلغ حوالي 48 مليون نسمة في عام 2023، مساهمين بمبلغ 652 مليار دولار كضرائب، وحوالي 1.7 تريليون دولار في القوة الشرائية. ومع وجود أكثر من 13 مليون مهاجر غير موثق، فإن الإدارة الأميركية قد تكثف إجراءاتها ضد الهجرة خلال فترة البطولة.
وفي هذا السياق، يخشى مراقبون أن تتحول مباريات كأس العالم إلى فخ للمهاجرين غير الشرعيين، حيث قد تستغل سلطات الهجرة تجمعهم وتنفيذ حملات مداهمة للقبض عليهم. وقد أثارت تصريحات مسؤولة في الإدارة الأميركية، مثل تصريح وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، بشأن إمكانية إرسال عناصر الهجرة إلى مواقع الفعاليات، مزيدًا من القلق.
بالإضافة إلى ذلك، يثير تهديد ترامب بنقل المباريات من المدن التي يديرها حكام ديمقراطيون، بذريعة الأمن، حالة من عدم اليقين. وتشمل هذه المدن لوس أنجلوس وبوسطن وسان فرانسيسكو وسياتل، مما قد يعرض الاستضافة للبطولة لمشاكل قانونية وتنظيمية.
من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من النقاش حول هذه القضايا، خاصةً مع اقتراب موعد البطولة. وسيكون على الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” واللجنة المنظمة لكأس العالم 2026 العمل بشكل وثيق مع الإدارة الأميركية لضمان سير البطولة بسلاسة وتقديم تجربة ممتعة للمشجعين واللاعبين.





