Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الحرب دمرت بيت حانون.. سلة غذاء غزة

بيت حانون، أكبر من قرية، وأكثر حياءً من مدينة.. بلدة إذن، ويفاخر «الحوانين» لأنها محطة العبور إلى بقية فلسطين، ليس فقط للعمال الباحثين عن لقمة العيش، بل لكل العازمين على اجتياز الحواجز التي تفصل غزة عن شمالها، حيث إنها عاصمة الزراعة الغزية، وسلة غذاء القطاع، وبفعل الحرب تحولت إلى أكوام من الركام.

ولأنها الشاهد على ساعات مجيدة حفرتها في الذاكرة سواعد أهلها، ولأنها قبل ذلك وبعده قلعة زراعية مميزة تعبق برائحة زهور البرتقال، وتلوح في بقعة بارزة منها مدرستها الزراعية العريقة، رسمت بيت حانون مشاهد لا تنسى، ومشاهد أخرى تليق بالمستقبل بعد انجلاء غبار الحرب. إذا ذكرت بيت حانون، ذكر السوق المركزي للخضار، وكلية الزراعة فرع جامعة الأزهر، ومعبر بيت حانون البوابة الوحيدة لقطاع غزة من الجهة الشمالية، المزارعون فيها قبل الحرب كانوا يتشبثون بأرضهم فيما الغول الاستيطاني يطاردهم على الحدود، وشريان الحياة كان يكمن في شارعها الرئيس، الذي تحول إلى منطقة أشباح.

بيت حانون الواقعة شمال شرق قطاع غزة، وباب غزة الشمالي كما تعرف في القطاع، كان يسكنها قبل الحرب نحو 40 ألف نسمة، وكانت شاهدة على محطات ووقائع مشهودة، إذ انهزم فيها الفرنجة عام 673 هجرية، كما يذكر الحجر المثبت على مدخل المسجد القديم في البلدة، والذي بني خصيصاً لتخليد ذكرى هذه الموقعة، وسمي «مسجد النصر» إحياءً للانتصار العظيم في تلك الواقعة.

وفي خضم الحرب التي اشتعل لهيبها قبل ثمانية أشهر، عمدت قوات الجيش الإسرائيلي إلى عزل بيت حانون عن العالم، ضاربة الحصار المشدد على منافذها، حيث أخذت المجاعة تفتك بسكانها، الذين اضطر غالبيتهم للنزوح، بينما ظل بضعة آلاف يعيشون فصول المعاناة فيها، وبعضهم عادوا إليها بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها بعد اجتياح طويل دام عدة أشهر، ليجدوا المجاعة القاسية في عاصمة الزراعة الفلسطينية، والغياب التام للرعاية الصحية، بعد إخراج المستشفى الوحيد في البلدة عن الخدمة، وتالياً تدميره بشكل كلي.

ويعاني أهالي بيت حانون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، فضلاً عن عدم قدرتهم على إخراج المرضى والجرحى إلى ما تبقى من مستشفيات في قطاع غزة للعلاج، وعلى مدخل البلدة الذي يربطها ببلدتي جباليا وبيت لاهيا، ترابط قوات من الجيش الإسرائيلي.

«الحرب دمرت المنازل والمنشآت في بيت حانون، ورحل عنها غالبية سكانها، وحتى المرضى لا يتلقون العلاج بعد تدمير مستشفى البلدة، والمواد الغذائية توشك على النفاد» قال الفلسطيني رامي كفارنة، لافتاً إلى أن بضع مئات من أهالي بيت حانون عادوا إلى البلدة قبل اجتياحها مجدداً، على أمل أن يستقروا في منازلهم، لكنهم صعقوا من هول الدمار والخراب.

ونوه كفارنة إلى أن العائدين سرعان ما وجدوا أنفسهم أمام حصار ثان وأشد من سابقه، ويواجهون صعوبة كبيرة في توفير الماء الصالح للشرب بعد تدمير آبار البلدة، والحال ينطبق على المواد الغذائية، التي بدأت تنفد، وفق قوله.

وتاريخياً، ظل اسم بيت حانون مرتبطاً بمحطات تاريخية، إذ شهدت مواجهات دامية بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية لدى أسر الجندي الإسرائيلي «جلعاد شاليط» العام 2006، ما أوقع العشرات من أهالي البلدة، وبعد 7 أكتوبر تحولت نظراً لموقعها الجغرافي إلى حقل تجارب، حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي الأسلحة المختلفة خلال مناوراته على تخوم البلدة، بل إن موقعها وفق المواطن أحمد عاشور هو ما جعل منها هدفاً استراتيجياً لعمليات الجيش، مبيناً أن عاصمة الزراعة الغزية، وسلة غذاء القطاع، تحولت بفعل الحرب إلى أكوام من الركام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى