انتحار ضابط إسرائيلي شارك بالحرب على غزة

أفادت تقارير إخبارية إسرائيلية، يوم الجمعة الموافق 12 مايو/أيار 2025، بانتحار ضابط احتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي، مما يسلط الضوء على تزايد حالات الصحة النفسية المتدهورة بين الجنود المشاركين في العمليات القتالية في قطاع غزة. وتأتي هذه الحادثة في ظل قلق متزايد بشأن تأثير الحرب المستمرة على الصحة العقلية لأفراد الجيش الإسرائيلي، وتحديداً فيما يتعلق بـالانتحار.
الضابط، الذي تم تحديده باسم توماس إدزغوسكس، البالغ من العمر 28 عامًا، كان ينتمي إلى لواء “غفعاتي”. ووفقًا لصحيفة “يسرائيل هيوم”، فقد أقدم على الانتحار بعد صراع نفسي طويل، يُعتقد أنه مرتبط بتجاربه القتالية في غزة، سواء خلال المواجهات الأولية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أو خلال العمليات البرية اللاحقة. هذه الحادثة تضاف إلى سلسلة من الحالات المماثلة التي أثارت تساؤلات حول الدعم النفسي المقدم للجنود.
تزايد حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي
تأتي هذه الحادثة بعد فترة وجيزة من نشر معطيات رسمية إسرائيلية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشفت عن تسجيل 279 محاولة انتحار في صفوف الجيش خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. وخلال نفس الفترة، توفي 36 عسكريًا نتيجة للانتحار، مما يشير إلى أزمة متنامية في الصحة النفسية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
تحقيق داخلي للجيش الإسرائيلي أظهر أن غالبية حالات الانتحار ترتبط بظروف قاسية واجهها الجنود أثناء القتال في قطاع غزة. وتشمل هذه الظروف التعرض المستمر للخطر، ومشاهدة العنف، والشعور بالعزلة، والضغط النفسي الناتج عن المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
الخلفية والأسباب المحتملة
بدأت إسرائيل حربها على غزة في 8 أكتوبر 2023، ردًا على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر. وقد أسفرت الحرب عن دمار هائل في قطاع غزة، وخسائر بشرية فادحة، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد أكثر من 70 ألف شخص وإصابة أكثر من 171 ألفًا آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، أدت الحرب إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والماء. وتواجه إسرائيل انتقادات دولية بسبب تكتيكاتها العسكرية وتأثيرها على المدنيين.
الضغط النفسي على الجنود الإسرائيليين لا يقتصر على القتال نفسه، بل يشمل أيضًا القلق بشأن سلامة عائلاتهم، والخوف من الفشل، والشعور بالذنب تجاه الخسائر في صفوف المدنيين. هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشاكل النفسية وزيادة خطر الانتحار.
وتشير بعض التقارير إلى أن هناك نقصًا في الموارد المخصصة للدعم النفسي للجنود الإسرائيليين، مما يجعل من الصعب عليهم الحصول على المساعدة التي يحتاجونها. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك وصمة عار مرتبطة بطلب المساعدة النفسية، مما يمنع بعض الجنود من التحدث عن مشاكلهم.
الوضع الإنساني في غزة (وهو عامل ثانوي مؤثر) يمثل تحديًا إضافيًا للجنود الإسرائيليين، حيث يضطرون إلى التعامل مع معاناة المدنيين الفلسطينيين. هذا يمكن أن يؤدي إلى صدمة نفسية وإحساس بالعجز.
في حين أن إسرائيل قد أعلنت عن اتفاق لوقف إطلاق النار في العاشر من مايو/أيار، إلا أن التقارير تشير إلى استمرار الخروقات، مما يزيد من حالة عدم اليقين والقلق بين الجنود والمدنيين على حد سواء.
من المتوقع أن يستمر النقاش حول الصحة النفسية للجنود الإسرائيليين في الأيام والأسابيع القادمة، مع دعوات متزايدة لزيادة الدعم النفسي وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية. سيكون من المهم مراقبة التطورات على الأرض وتقييم تأثيرها على الصحة العقلية لأفراد الجيش، وكذلك مراقبة استجابة الحكومة الإسرائيلية لهذه القضية الملحة.





