Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
السعودية

انخفاض أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 59 دولارا للبرميل

شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا في بداية تعاملات اليوم الجمعة، متجهة نحو تسجيل ثاني أسبوع متتالي من التراجع. يأتي هذا الانخفاض على الرغم من المخاوف السابقة بشأن الإمدادات العالمية، حيث بدأت آمال التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في تقويض تأثير تلك المخاوف. وتراجع سعر برنت وغرب تكساس الوسيط مع تزايد التوقعات بتهدئة التوترات الجيوسياسية.

وبحلول الساعة 01:11 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 9 سنتات، أو ما يعادل 0.2%، لتصل إلى 59.73 دولارًا للبرميل. في الوقت نفسه، تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 16 سنتًا، أو 0.3%، ليسجل 55.99 دولارًا للبرميل. ويعكس هذا الانخفاض الأسبوعي خسارة بأكثر من 2% لكلا الخامين القياسيين.

تأثير المفاوضات الروسية الأوكرانية على أسعار النفط

يعزى التراجع الحالي في أسعار النفط بشكل رئيسي إلى التطورات الإيجابية في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. فقد أدت التقارير عن تقدم محتمل نحو اتفاق سلام إلى تخفيف المخاوف بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات النفط الروسية، والتي كانت تشكل مصدر قلق كبير للسوق في الأسابيع الأخيرة.

تخفيف حدة المخاوف بشأن الإمدادات

كانت هناك مخاوف واسعة النطاق من أن العقوبات الغربية على روسيا، ردًا على الغزو الأوكراني، قد تؤدي إلى تعطيل كبير في صادرات النفط الروسية. ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن هذه المخاطر قد تكون مبالغًا فيها، خاصة إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام يسمح باستمرار تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، قلل تراجع التوترات الجيوسياسية من تأثير الحصار المفروض على ناقلات النفط الفنزويلية. فقد كانت هناك مخاوف من أن هذا الحصار قد يؤدي إلى تقليل المعروض من النفط الفنزويلي، مما يزيد من الضغط على الأسعار. لكن مع تزايد الآمال في حل سلمي للأزمة الأوكرانية، تضاءلت أهمية هذا العامل.

ومع ذلك، لا يزال سوق النفط يراقب عن كثب التطورات الجيوسياسية. فقد أكدت وكالة الطاقة الدولية (IEA) في تقريرها الأخير على أن السوق لا يزال عرضة للصدمات المحتملة، وأن أي تصعيد في الصراع الأوكراني يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار.

العوامل الأخرى المؤثرة في الأسعار

بالإضافة إلى المفاوضات الروسية الأوكرانية، هناك عوامل أخرى تؤثر على أسعار النفط. فقد أشار معهد البترول الأمريكي (API) إلى ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مما أضاف ضغطًا هبوطيًا على الأسعار.

كما أن قرارات أوبك وحلفائها (أوبك+) بشأن مستويات الإنتاج تلعب دورًا حاسمًا في تحديد أسعار النفط. فقد قررت المجموعة في اجتماعها الأخير الالتزام بخططها لزيادة الإنتاج تدريجيًا، وهو ما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن نقص الإمدادات.

أسعار الوقود تتأثر بشكل مباشر بتقلبات أسعار النفط الخام. فقد شهدت العديد من الدول ارتفاعًا في أسعار البنزين والديزل في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف بشأن التضخم وتأثيره على المستهلكين.

توقعات مستقبلية لأسعار النفط

تتوقع معظم المحللين أن تظل أسعار النفط متقلبة في المدى القصير، حيث ستستمر في الاستجابة للتطورات الجيوسياسية والاقتصادية. ومع ذلك، هناك إجماع عام على أن الأسعار من غير المرجح أن تعود إلى المستويات المرتفعة التي سجلتها في وقت سابق من هذا العام، ما لم تحدث تطورات غير متوقعة.

تشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على النفط سيستمر في النمو في عام 2023، مدفوعًا بالتعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، هناك أيضًا مخاوف بشأن تأثير ارتفاع الأسعار على الطلب، خاصة في الدول النامية.

من المتوقع أن يعقد أوبك+ اجتماعًا آخر في أوائل الشهر المقبل لمناقشة مستويات الإنتاج. وسيكون هذا الاجتماع حاسمًا في تحديد مسار أسعار النفط في الأشهر المقبلة.

بالإضافة إلى ذلك، سيراقب السوق عن كثب بيانات الاقتصاد الكلي، مثل معدلات النمو والتضخم، لتقييم تأثيرها على الطلب على النفط. كما أن أي تغييرات في السياسة النقدية للبنوك المركزية الرئيسية يمكن أن تؤثر على أسعار النفط.

في الختام، يظل مستقبل أسعار النفط غير مؤكد، حيث يعتمد على مجموعة معقدة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية. ومن المتوقع أن يستمر السوق في التقلب في المدى القصير، وسيتطلب مراقبة دقيقة للتطورات الجارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى