بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان

يُعد بابكر بدري واحداً من أبرز الشخصيات في تاريخ السودان الحديث، حيث جمع بين نضاله العسكري في صفوف المهدية وتعليمه ونضاله الفكري من أجل إرساء قيم التعليم في السودان. ولد بدري في عام 1861 في قرية على نهر عطبرة، وتلقى تعليمه الأول في خلوة لتحفيظ القرآن الكريم.
شارك بدري في الثورة المهدية وبرز كمجاهد في صفوفها، حيث خاض العديد من المعارك، بما في ذلك معركة توشكي التي وقع فيها أسيراً. بعد خروجه من الأسر، عاد إلى السودان وبدأ في نشر التعليم وتأسيس المدارس.
مسيرة بابكر بدري التعليمية
تعتبر مسيرة بابكر بدري التعليمية واحدة من أهم إنجازاته، حيث أسس أول مدرسة للبنات في السودان عام 1907. وقد واجه العديد من التحديات في سبيل تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك معارضة بعض الأوساط الاجتماعية التي كانت ترى في تعليم الفتيات أمراً غير مقبول.
ومع ذلك، لم ييئس بدري واستمر في جهوده، حيث أقنع عدداً من وجهاء المجتمع بضرورة تعليم البنات. وقد لقيت مدرسته الأولى للبنات دعماً من بعض المسؤولين البريطانيين، مثل المستر بلوت.
تعامله مع المحتل البريطاني
كان لبابكر بدري موقف معقد تجاه الاحتلال البريطاني للسودان. فمن ناحية، كان يرى في الحكم البريطاني فرصة لتحقيق الإصلاح والاستقرار في البلاد. ومن ناحية أخرى، كان ينتقد بعض السياسات البريطانية التي كان يرى أنها تتعارض مع مصالح السودانيين.
وقد عبر بدري عن موقفه هذا في العديد من المواقف، بما في ذلك خلال لقائه مع المسؤول البريطاني السير كيري في عام 1909. حيث أجاب بدري على سؤال كيري حول ما إذا كان الناس في الجزيرة “مبسوطين” بعد وصول السكة الحديد إلى سنار، بقوله “الطبيعة تأمرني بمحبتك ولكن الشريعة تنهاني عن حبك”.
إرث بابكر بدري
يعتبر بابكر بدري شخصية وطنية سودانية مهمة، حيث ترك إرثاً كبيراً في مجال التعليم والتنمية الاجتماعية. وقد ألهمت مسيرته العديد من السودانيين والسودانيات، بما في ذلك الناشطة النسوية رباح الصادق المهدي.
وتظل ذكرى بابكر بدري حية في السودان، حيث يتم الاحتفاء به كرمز للتعليم والنضال من أجل حقوق المرأة. وفي ظل التحديات التي تواجهها العملية التعليمية في السودان اليوم، يبقى إرث بدري مصدر إلهام للكثيرين.
من المتوقع أن يستمر الاحتفاء بإرث بابكر بدري في السنوات القادمة، حيث سيظل اسمه مرتبطاً بالنضال من أجل التعليم والتنمية الاجتماعية في السودان. كما سيظل دوره في تأسيس أول مدرسة للبنات في السودان محط إعجاب وتقدير.





