Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

بالصور.. الجوع يفتك بأطفال غزة والعالم يتفرّج

|

في وقت لا تزال فيه التحذيرات الأممية تتوالى بشأن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تؤكد الأرقام أن سياسة التجويع باتت واقعا قاتلا للأطفال، في ظل حصار محكم منذ أشهر ومنع ممنهج لوصول الغذاء والدواء.

الطفل محمد زكريا أيوب المعتوق في مدينة غزة يعاني سوء تغذية يهدد حياته مع تدهور الوضع الإنساني (الأناضول)

وتشير بيانات أممية حديثة إلى أن أكثر من مليون طفل في غزة يواجهون خطر الجوع، وسط تحذيرات من تفشي سوء التغذية الحاد بينهم بوتيرة متسارعة.

وزارة الصحة في غزة أعلنت وفاة 86 حالة في غزة بسبب الجوع بينهم 76 طفلا (الأناضول)

ووفقا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن الأطفال يشكّلون الشريحة الأضعف والأكثر تضررا من هذه الأزمة، مع تعذّر وصول المساعدات إلى معظم مناطق القطاع نتيجة القيود العسكرية الإسرائيلية المشددة.

Palestinians children wait at a food distribution point in the Nuseirat refugee camp in the central Gaza Strip on July 19, 2025.
منظمات دولية تتهم إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح ممنهج ضد المدنيين داخل غزة (الفرنسية)

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن الجوع بات “واقعا مروّعا” يهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال، مشيرة إلى أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، بينما شُخّص أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة رسميا بهذه الحالة خلال شهر مايو/أيار وحده.

الطفلة رزان أبو زاهر البالغة من العمر 4 سنوات لقت حتفها نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص أغذية الأطفال في غزة (الأناضول)

وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن 20 شخصا استشهدوا بسبب التجويع خلال 48 ساعة الماضية فقط.

وحذرت الوزارة من أن ما يجري في غزة سياسة تجويع ممنهجة تتبعها إسرائيل وأسفرت حتى الآن عن 86 حالة وفاة بسبب الجوع، بينهم 76 طفلا، وهي أرقام مرشحة للارتفاع في ظل غياب التغذية العلاجية واستمرار الحصار.

الطفل عبد الجواد الغلبان فقد حياته بسبب سوء التغذية في غزة (الأناضول)

كذلك أوردت تقارير ميدانية قصصا مفجعة عن رضّع فقدوا حياتهم بعد أيام من تناولهم مشروبات عشبية فقط، في ظل فقدان الحليب الصناعي وانعدام المواد الغذائية الأساسية للأمهات المرضعات.

epa12247633 Palestinian child Yazan Abu Foul, aged two, is cared for by his mother Naima, as he suffers from severe malnutrition due to the acute shortage of food caused by the blockade imposed on the Gaza Strip and the closure of border crossings, in Al-Shati refugee camp, west of Gaza City, 19 July 2025. Yazan lives in harsh environmental and health conditions, with his family lacking the basic necessities of life amid a worsening humanitarian crisis. According to medical sources, the child’s health continues to deteriorate due to the lack of proper nutrition and necessary medical care. Humanitarian organizations have warned of an imminent food catastrophe threatening the lives of thousands of children in the besieged Gaza Strip, this situation coming at a time when Gaza’s residents face severe food insecurity and a sharp decline in health services, amid ongoing restrictions on the entry of humanitarian aid and essential supplies. EPA/HAITHAM IMAD
الطفل يزن أبو فول يعاني من سوء تغذية حاد نتيجة نقص الغذاء الناجم عن الحصار المفروض على قطاع غزة (الأوربية)

وتشير تقديرات برنامج الغذاء العالمي إلى أن ثلث سكان القطاع لم يتمكنوا من تناول الطعام لأيام متتالية، بينما يعيش ربعهم في ظروف تُشبه المجاعة، الأمر الذي يزيد من هشاشة الوضع الصحي والنفسي للأطفال ويدفعهم إلى حافة الخطر.

برنامج الغذاء العالمي أكد أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام (الأناضول)

من جهتها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الأزمة مرشحة للتفاقم السريع ما لم يُسمح بإدخال المساعدات الغذائية والعلاجية بشكل عاجل.

وأكدت أن أكثر من 100 ألف طفل وحامل في غزة يعانون من مستويات حرجة من سوء التغذية، وذلك يجعل حياتهم في خطر دائم.

وتُتهم إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح، إذ وثّقت منظمات دولية، بينها “أمنستي”، أدلة تشير إلى تجويع السكان المدنيين بشكل ممنهج، وهو ما يُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويرقى إلى جريمة إبادة.

يحيى توفي بسبب سوء التغذية الحاد مع استمرار أزمة الغذاء بسبب الحصار الإسرائيلي في خان يونس (الأناضول)

وفي ظل غياب حل سياسي أو تدخل دولي فاعل، تستمر معاناة أطفال غزة في التفاقم، بينما العالم يكتفي بإطلاق النداءات.

وبينما تتوالى صور الأطفال الذين فقدوا أوزانهم، أو لفظوا أنفاسهم الأخيرة بين أذرع أمهاتهم، تظل أصوات الجوع في غزة أقوى من الصمت الدولي وأشد قسوة من أي خطاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى