نظم معهد دسمان للسكري بالتعاون مع سفارة فرنسا في الكويت جلسة نقاشية حول الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسكري. استعرضت الجلسة، تحت عنوان «عناية أذكى»، تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتنامية في المجالات الطبية والبحثية، مع التركيز على دورها في تطوير التشخيص والعلاج وتقديم رعاية صحية أكثر دقة وفعالية للمرضى.
حضر الجلسة نخبة من الأطباء والباحثين والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى السفير الفرنسي في الكويت أوليفييه غوفان، وقياديي معهد دسمان للسكري. تأتي هذه المبادرة في سياق تعزيز التعاون الصحي بين البلدين، وتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية: شراكة كويتية فرنسية واعدة
أكد السفير الفرنسي أوليفييه غوفان على الشراكة الصحية المتميزة بين فرنسا والكويت، مشيراً إلى استقبال فرنسا لأعداد كبيرة من المرضى الكويتيين الذين يثقون في المؤسسات الطبية الفرنسية. وأضاف غوفان أن فرنسا تحتل مكانة رائدة كمركز تكنولوجي للذكاء الاصطناعي في أوروبا، وتسعى إلى تنظيم هذه التقنية لخدمة البشرية.
وأشار غوفان إلى قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي التي عقدت في باريس في فبراير 2026، والتي شارك فيها وفد كويتي برئاسة وزير الاتصالات. كما استعرض سلسلة المؤتمرات التي تنظمها السفارة الفرنسية في الكويت حول دور الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والقانون وأمن المعلومات.
الابتكارات الجراحية والطب عن بعد
سلط السفير غوفان الضوء على التقدم الكبير في مجال الجراحة الروبوتية، مستشهداً بعملية استئصال البروستاتا الجذرية التي أجراها الدكتور سعد الدوسري باستخدام الروبوت الجراحي MEDBOT عن بعد من ستراسبورغ في فرنسا. كما ذكر عملية جراحية أخرى قادها الدكتور سليمان المزيدي من الكويت لمريض في البرازيل، والتي سجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وتمثل إنجازاً عالمياً في مجال الطب المتصل.
وأكد الدكتور المزيدي خلال الجلسة أن استخدام الروبوت في الجراحة يمكن أن يقلل من حاجة المرضى للسفر، وبالتالي تقليل المخاطر المرتبطة به، مما يتيح إجراء العمليات من أي مكان في العالم.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تشخيص وعلاج الأمراض
في سياق متصل، قدمت الأستاذة آمنة خميس من المعهد الأوروبي لجينوم السكري (EGID) عرضاً حول أبحاثها التي تدمج بين بيولوجيا الأنظمة والالذكاء الاصطناعي لفهم مرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته. وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحديد المرضى الذين يستجيبون بشكل أفضل لعلاج معين، مما يفتح الباب أمام الطب الدقيق.
وأوضحت الدكتورة خميس أن الطب الدقيق يهدف إلى توفير علاج أكثر تخصيصاً لكل مريض بناءً على حالته البيولوجية الفريدة، وأن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حاسماً في تحليل البيانات الضخمة اللازمة لتحقيق ذلك. كما أكدت أن الذكاء الاصطناعي لا يهدف إلى استبدال الأطباء، بل لمساعدتهم في اتخاذ قرارات أفضل.
البيانات الضخمة والتصوير الطبي
من جانبه، تحدث الدكتور جان فرانسوا بول عن الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في مجال التصوير الطبي، مشيراً إلى أن حجم البيانات الطبية يتصاعد بشكل هائل، مما يجعل تفسيرها أكثر صعوبة. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يساعد في استخراج المعلومات الدقيقة من الصور الطبية، مما يسهل التشخيص ويحسن رعاية المرضى. وتطرق إلى أهمية التصوير الإشعاعي كأداة رئيسية في التشخيص الحديث.
واختتم الدكتور فواز الزيد حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً أساسياً في مستقبل الرعاية الصحية، خاصة في مجال أبحاث السكري، لما يتيحه من قدرات تحليلية غير مسبوقة.
أكد فيصل الرفاعي، مدير عام المعهد بالإنابة، التزام المعهد بتطوير الرعاية الصحية من خلال الابتكار والشراكات الدولية. ويرى المعهد أن دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسة الطبية يمثل فرصة كبيرة لتحسين حياة المرضى، خاصة المصابين بالسكري.
من المنتظر أن يستمر معهد دسمان للسكري وسفارة فرنسا في الكويت في تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي الصحي، بهدف تطوير حلول جديدة ومبتكرة لتحسين رعاية المرضى في الكويت والمنطقة. سيتم التركيز على تبادل الخبرات والمعرفة، واستكشاف فرص الشراكة في المشاريع البحثية والتطويرية. وتعتبر قمة العمل المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في باريس فرصة هامة لتعزيز هذا التعاون في المستقبل القريب.
