أسامة دياب
أكد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا الوزير المفوض نايف حمد المضف، عمق العلاقات بين الكويت وسيراليون، والتي تمتد إلى عام 1980، مشيرا إلى تطور العلاقات الثنائية بين البلدين على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، خاصة بعد افتتاح سفارة سيراليون في الكويت عام 2009.
وأوضح المضف في تصريح صحافي على هامش حفل استقبال أقامته سفارة سيراليون بمناسبة العيد الوطني والذكرى الـ 64 للاستقلال، بحضور لفيف من السفراء والديبلوماسيين المعتمدين لدى البلاد، أن البلدين وقعا سبع اتفاقيات تعاون رئيسية، من بينها اتفاقية التعاون الاقتصادي، اتفاقية التعاون التجاري، اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة، اتفاقية المشاورات السياسية، اتفاقية الخدمات الجوية، واتفاقية التعاون في المجال التعليمي، إضافة إلى عدد من الاتفاقيات الأخرى التي لا تزال قيد التفاوض، ويعمل حاليا على استكمالها تمهيدا لتوقيعها قريبا.
وأشار المضف إلى الدور البارز الذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في دعم مشاريع التنمية في سيراليون، موضحا أن الصندوق قدم حتى الآن 11 قرضا بقيمة تقارب 83 مليون دينار، شملت مجالات حيوية كالبنية التحتية ومعالجة المياه، مؤكدا استمرار هذا الدعم في المستقبل.
وفيما يخص التعاون الثنائي، بين المضف أن هناك مباحثات جارية مع الجانب السيراليوني لتعزيز التعاون في مجالات متعددة، في إطار تبادل المنافع، مع الإعداد لزيارات متبادلة بين البلدين.
وحول ملف العمالة، أشار إلى أن اتفاقيات العمالة المنزلية والأهلية تخضع حاليا للدراسة من قبل الهيئة العامة للقوى العاملة، وأن الكويت ستقدم قريبا نسخة من الصيغة المقترحة للاتفاقية إلى الجانب السيراليوني لدراستها تمهيدا لتوقيعها، لافتا إلى أن الكويت سبق أن وقعت اتفاقية مماثلة مع إثيوبيا، وتجري مباحثات مع كينيا ودول أفريقية أخرى ضمن سياسة تنويع مصادر العمالة المنزلية والأهلية. وأضاف أن العمالة الماهرة التي تم استقدامها من دول أفريقية خلال السنوات الماضية أثبتت كفاءتها في السوق الكويتي. وبشأن توحيد أسعار استقدام العمالة، أوضح المضف أن الأسعار تختلف من دولة إلى أخرى وفقا لقوانينها، غير أن الكويت تعتمد صيغ اتفاقيات موحدة تشمل الجميع، ما يجعل الأسعار متقاربة نسبيا، مشيرا إلى أن الكويت ملتزمة باتفاقيات دولية تنظم شؤون العمالة.
واختتم المضف تصريحه بالتأكيد على استعداد الكويت لدراسة أي مقترحات تتعلق بتوقيع اتفاقيات عمالية مع الدول الراغبة بذلك.
من جانبها، شددت سفيرة سيراليون لدى الكويت، حاجا إشاتا توماس، خلال كلمتها في المناسبة، على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، والتي وصفتها بـ«الثابتة والمثمرة»، حيث تمتد لأكثر من 30 عاما من التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.
وأشادت السفيرة بالدور الإيجابي الذي لعبته الكويت، خصوصا من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، في دعم بلادها خلال أوقات الأزمات، مثل تفشي وباء الإيبولا عام 2014 وكارثة الانهيار الأرضي عام 2017، إضافة إلى مساهماته في تمويل مشروعات حيوية كأنظمة المياه والمستشفيات وشبكات الطرق.
وأعلنت توماس عن تخصيص قطعة أرض في العاصمة فريتاون لبناء سفارة كويتية جديدة، ما يعكس الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وفي الشأن الاستثماري، دعت السفيرة المستثمرين الكويتيين إلى الاستفادة من الفرص الواعدة في سيراليون، مشيرة إلى الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي جعلت بلادها وجهة جاذبة للاستثمار في غرب أفريقيا، مع توفير الحكومة لحوافز سخية تشمل الإعفاءات الضريبية وتسهيل الإجراءات الإدارية وإعادة الأرباح.
كما استعرضت الإمكانيات الطبيعية والثقافية التي تتمتع بها سيراليون، مثل الشواطئ الذهبية والغابات المطيرة والمعالم التاريخية، داعية الكويتيين والمقيمين إلى زيارة بلادها، مع تسهيلات في الحصول على التأشيرات سواء عند الوصول أو عبر السفارة في الكويت.
واختتمت توماس كلمتها بدعوة المجتمع الدولي إلى تجاوز الصورة النمطية القديمة عن بلادها، مؤكدة أن سيراليون اليوم تمثل دولة سلمية وتقدمية ومليئة بالفرص، وهي منفتحة على العالم وتسعى إلى بناء مستقبل مشرق لشعبها.
