بدائل خطرة وأدوية مفقودة.. كيف تهدد أزمة الدواء حياة مرضى غزة؟

تشهد قطاع غزة أزمة حادة في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث أعلنت وزارة الصحة عن نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية من المستودعات المركزية. هذا النقص الحاد يهدد بتعطيل الخدمات الطبية الحيوية لآلاف المرضى، خاصةً في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع. وتفاقمت الأزمة مع استمرار القيود على إدخال الإمدادات الطبية.
وتواجه المستشفيات في غزة ضغوطًا متزايدة بسبب نقص الأدوية والمعدات، مما يؤثر بشكل كبير على قدرتها على تقديم الرعاية الصحية اللازمة. وتشير التقارير إلى أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مع تزايد الحاجة إلى الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة.
أزمة الأدوية في غزة: أسباب وتداعيات
تعود أسباب أزمة الأدوية في غزة إلى عدة عوامل، أبرزها القيود الإسرائيلية المستمرة على حركة البضائع والأفراد عبر معابر القطاع. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن كمية الشاحنات الطبية التي تدخل غزة حاليًا لا تتجاوز 30% من الاحتياج الشهري. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الأوضاع الاقتصادية المتردية في القطاع في تفاقم المشكلة، حيث يواجه العديد من المرضى صعوبة في تحمل تكاليف الأدوية المتوفرة في الصيدليات الخاصة.
نقص حاد في الأدوية الأساسية
أفادت وزارة الصحة بغزة بأن نسبة العجز في الأدوية الضرورية تجاوزت 50% من أصل أكثر من 600 صنف، بينما فاقت نسبة العجز في المستلزمات الطبية 70%. ويشمل النقص الحاد أدوية علاج السرطان وأمراض الدم، حيث تصل نسبة العجز إلى 70%، بالإضافة إلى نقص حاد في اللقاحات ومستهلكات جراحة القلب والعظام والعيون. ويؤدي هذا النقص إلى معاناة كبيرة للمرضى، خاصةً الأطفال وكبار السن.
تأثير الأزمة على المرضى
يعاني المرضى في غزة من صعوبة بالغة في الحصول على الأدوية التي يحتاجونها، مما يهدد حياتهم ويزيد من معاناتهم. ويضطر العديد من المرضى إلى تأجيل علاجهم أو اللجوء إلى بدائل غير فعالة، مما يزيد من خطر تفاقم حالتهم الصحية. كما أن ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات الخاصة يجعلها بعيدة عن متناول الكثيرين، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وتشير التقارير إلى أن نقص المستلزمات الطبية قد يؤدي إلى بتر الأطراف نتيجة نقص العلاج اللازم.
الجهود الدولية والمحلية
تبذل العديد من المنظمات الدولية والمحلية جهودًا لتخفيف أزمة الأدوية في غزة، من خلال تقديم المساعدات الطبية وإرسال الإمدادات اللازمة. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى الموافقة العاجلة على دخول الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية لمستشفيات غزة، مؤكدةً أن المرافق الصحية تواجه نقصًا حادًا بسبب الإجراءات المعقدة والقيود المفروضة. كما تطالب وزارة الصحة الفلسطينية بفتح المعابر والسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل منتظم ودون قيود.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى وزارة الصحة إلى توفير الأدوية البديلة والمتاحة، وتوزيعها على المستشفيات والمراكز الصحية بشكل عادل. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لا تكفي لمواجهة حجم الأزمة، خاصةً مع استمرار القيود على إدخال الإمدادات الطبية.
وتشير بعض المصادر إلى أن هناك محاولات للضغط على إسرائيل لتخفيف القيود على إدخال الإمدادات الطبية إلى غزة، ولكن حتى الآن لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس. وتعتمد الجهود بشكل كبير على المساعدات الخارجية، ولكنها غالبًا ما تكون غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
في ظل هذه الظروف، يواجه القطاع الصحي في غزة تحديات هائلة، ويتطلب الأمر تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لإنقاذ حياة المرضى وتوفير الرعاية الصحية اللازمة. وتشير التوقعات إلى أن الأزمة قد تستمر وتتفاقم إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة لتخفيف القيود على إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.
من المتوقع أن تستمر المناقشات الدولية حول الوضع الإنساني في غزة، مع التركيز على ضرورة توفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة. وسيتم متابعة تطورات الوضع عن كثب، مع الأخذ في الاعتبار أي تغييرات في السياسات الإسرائيلية أو في المساعدات الخارجية المقدمة للقطاع. يبقى الوضع غير مؤكد، ويتطلب مراقبة مستمرة لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.




