بسبب فلسطين.. بريطانيا تتجاهل أكبر إضراب للطعام في سجونها منذ 40 عاما

طالبت عائلات نشطاء حركة “بالستاين أكشن” المضربين عن الطعام في السجون البريطانية بتقديم تدخل سياسي عاجل لإنقاذ حياتهم. وتأتي هذه المطالبات في ظل استمرار الحكومة البريطانية في تجاهل القضية، مع تدهور الأوضاع الصحية للمضربين وتجاوز بعضهم المدة القانونية للحبس الاحتياطي. يركز هذا المقال على تفاصيل إضراب السجون البريطانية وتداعياته المحتملة.
تدهور الأوضاع الصحية للمضربين وتصاعد المطالبات بالإفراج
أفاد مراسل الجزيرة في لندن، محمد المدهون، بأن الإضراب الحالي هو الأكبر من نوعه في سجون المملكة المتحدة منذ أربعين عامًا. وقد وصل بعض المضربين عن الطعام إلى 45 يومًا متواصلًا دون تناول أي طعام، مما أثار قلقًا بالغًا بشأن صحتهم وسلامتهم. تزايد التفاعل مع القضية على نطاق واسع، مع دعوات متواصلة للإفراج عنهم.
عقد محامو المضربين عن الطعام مؤتمرًا صحفيًا، اليوم الخميس، حيث حذروا من خطورة استمرار التجاهل الحكومي. كما انضم إليهم 500 طبيب، أصدروا بيانًا مماثلاً يحذر من المخاطر الصحية المترتبة على هذا الإضراب المطول.
المدة القانونية للحبس الاحتياطي والوضع القانوني للمضربين
وفقًا للقانون البريطاني، لا يجوز تمديد فترة الحبس الاحتياطي لأكثر من 182 يومًا. وقد تجاوز بعض المعتقلين هذه المدة، حيث جرى اعتقالهم قبل أن تصنف الحكومة حركة “بالستاين أكشن” كحركة محظورة في يوليو/تموز الماضي. هذا الوضع يثير تساؤلات حول قانونية استمرار احتجازهم.
يجدر بالذكر أن المضربين عن الطعام محتجزون احتياطيًا ولم تتم إدانتهم بأي تهم حتى الآن. وهذا يعني أنهم لم يثبتت إدانتهم بجريمة، ويجب التعامل معهم وفقًا لذلك.
رفض الحكومة الاعتراف بالإضراب والتواصل مع العائلات
تصر الحكومة البريطانية على عدم الاعتراف بإضراب المضربين عن الطعام. ويرفض وزير العدل، ديفيد لامي، مقابلة عائلات المعتقلين أو إجراء أي حوار معهم، على الرغم من المطالبات المتزايدة بالإفراج الفوري عنهم. هذا الموقف أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان والجهات المعنية.
تعتبر قضية حقوق الإنسان ذات أهمية خاصة في هذا السياق، حيث يرى العديد من المراقبين أن استمرار احتجاز المضربين عن الطعام في ظل تدهور صحتهم يشكل انتهاكًا لهذه الحقوق. بالإضافة إلى ذلك، يثير هذا الموقف تساؤلات حول التزام الحكومة البريطانية بسيادة القانون.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تعتبر حركة “بالستاين أكشن” من أبرز الجماعات المؤيدة للقضية الفلسطينية في المملكة المتحدة. وتتضمن أنشطة الحركة تنظيم احتجاجات ومظاهرات، بالإضافة إلى حملات توعية حول القضية الفلسطينية.
تداعيات الإضراب المحتملة ومستقبل القضية
من المتوقع أن يستمر الضغط على الحكومة البريطانية للإفراج عن المضربين عن الطعام أو على الأقل البدء في حوار معهم. قد يؤدي استمرار الإضراب إلى تدهور الأوضاع الصحية للمضربين بشكل أكبر، مما قد يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً.
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني واضح لإنهاء الإضراب أو لحل القضية. ومع ذلك، من المرجح أن تشهد الأيام القادمة تطورات جديدة، خاصة مع استمرار التغطية الإعلامية للقضية وتصاعد المطالبات بالإفراج عن المضربين. من المهم متابعة ردود فعل الحكومة البريطانية وتطورات الوضع الصحي للمضربين، بالإضافة إلى أي مبادرات جديدة قد تظهر لحل هذه الأزمة. تعتبر قضية النشاط السياسي وحرية التعبير من القضايا المرتبطة بهذا الإضراب.





