أعلنت شركة آبل أنها ستتيح للمطورين في البرازيل تثبيت متاجر التطبيقات الخارجية على أجهزة “آي أو إس” الخاصة بها في العام المقبل، وذلك بعد خسارتها قضية أمام هيئة مكافحة الاحتكار البرازيلية. يأتي هذا القرار بعد خطوات مماثلة اتخذتها الشركة في اليابان وأوروبا مؤخرًا، مما يوسع نطاق خيارات المستخدمين لتنزيل التطبيقات. ويشمل القرار أيضًا السماح للمطورين باستخدام أنظمة الدفع البديلة داخل تطبيقاتهم.
توسع نطاق متاجر التطبيقات الخارجية وتأثيره على آبل
بدأت هذه القضية في عام 2022، عندما قدمت منصة التجارة الإلكترونية “ميركادو ليبر” (MercadoLibre) شكوى ضد آبل، متهمة إياها بممارسات احتكارية. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة رويترز، فإن هيئة مكافحة الاحتكار البرازيلية لم تقتصر على السماح بمتاجر التطبيقات الخارجية فحسب، بل ألزمت آبل أيضًا بتجنب عرض تحذيرات قاسية أو مبالغ فيها عند استخدام هذه المتاجر أو خدمات الدفع البديلة. يجب أن تكون أي تحذيرات تقدم للمستخدمين محايدة قدر الإمكان.
شروط الاتفاقية والتزامات آبل
أكدت آبل أنها ستلتزم بقرارات هيئة مكافحة الاحتكار البرازيلية، معربة عن قلقها من أن هذه التغييرات قد تعرض مستخدميها لمخاطر أمنية متزايدة. تستمر الاتفاقية لمدة ثلاث سنوات، تبدأ في العام المقبل، وتُلزم آبل بتنفيذ هذه التغييرات خلال 105 أيام، وإلا فإنها ستواجه غرامات مالية متزايدة. هذا التطور يمثل تحديًا لنموذج عمل آبل الذي يعتمد بشكل كبير على التحكم في نظامها البيئي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن آبل ستحتفظ بنسبة 5٪ كرسوم على عمليات الشراء التي تتم عبر متاجر التطبيقات الخارجية، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا مقارنة بالرسوم البالغة 25٪ التي تفرضها على عمليات الشراء داخل متجرها الخاص وباستخدام نظام الدفع الخاص بها، وفقًا لموقع “ذا فيرج” التقني. هذا التغيير في الرسوم قد يشجع المزيد من المطورين على استكشاف خيارات التوزيع البديلة.
تأثيرات أوسع على سوق التطبيقات
يعكس هذا القرار اتجاهًا عالميًا متزايدًا نحو تنظيم أسواق التطبيقات الرقمية، بهدف تعزيز المنافسة وحماية حقوق المستهلك والمطورين. تخضع آبل لتدقيق متزايد من قبل الجهات التنظيمية في مختلف البلدان بشأن سياساتها المتعلقة بمتجر التطبيقات الخاص بها. هذه التطورات قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الطريقة التي يتم بها توزيع التطبيقات واستهلاكها.
من المرجح أن يؤدي السماح بمتاجر التطبيقات الخارجية إلى زيادة الابتكار والتنوع في سوق التطبيقات، حيث سيتمكن المطورون من الوصول إلى جمهور أوسع من خلال قنوات توزيع مختلفة. ومع ذلك، قد يثير أيضًا مخاوف بشأن الأمن والخصوصية، حيث قد لا تخضع تطبيقات متاجر الطرف الثالث لنفس مستوى التدقيق الذي يخضع له متجر آبل. تعتبر هذه نقطة خلاف رئيسية بين آبل والهيئات التنظيمية.
هذا التغيير في السياسة البرازيلية يضاف إلى سلسلة من التطورات المماثلة في مناطق أخرى، مما يشير إلى أن الضغط التنظيمي على آبل لفتح نظامها البيئي سيستمر. من المتوقع أن تراقب الهيئات التنظيمية عن كثب تنفيذ آبل لهذا القرار في البرازيل، وتقييم تأثيره على المنافسة وحماية المستهلك. كما يجب مراقبة رد فعل المطورين والمستخدمين على هذه التغييرات، وما إذا كانت ستؤدي إلى زيادة استخدام متاجر التطبيقات الخارجية.
في الختام، من المقرر أن تبدأ آبل في تنفيذ هذه التغييرات في البرازيل في العام المقبل، مع الالتزام بقرارات هيئة مكافحة الاحتكار. يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التغييرات على سوق التطبيقات في البرازيل وعلى نموذج عمل آبل بشكل عام، وما إذا كانت ستدفع الشركة إلى اتخاذ خطوات مماثلة في بلدان أخرى. ستكون الفترة القادمة حاسمة في تحديد مستقبل نظام آي أو إس والتحولات المحتملة في طريقة توزيع التطبيقات.
