بعد قرار هدم منازلهم.. نازحون يعودون إلى مخيم نور شمس لجمع مقتنياتهم

عاد العشرات من سكان مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء لاستعادة بعض ممتلكاتهم قبل أن يسمح لهم جيش الاحتلال بالخروج مجدداً، وذلك في إطار عملية هدم واسعة النطاق تستهدف البنية التحتية للمخيم. تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من الاشتباكات العسكرية المتواصلة التي أدت إلى نزوح الآلاف من السكان، وتهديد مستقبل المنطقة.
وشهد المخيم حركة نزوح عكسية محدودة، حيث سمح الجيش الإسرائيلي لسكان محددين بالدخول لفترة قصيرة لجمع متعلقاتهم الشخصية. وتأتي هذه الإجراءات وسط إعلان الاحتلال عن هدم 25 مبنى سكني، الأمر الذي يثير مخاوف إضافية بشأن الوضع الإنساني لسكان المخيم.
عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية
بدأت القوات الإسرائيلية في وقت مبكر من العام الحالي عملية عسكرية مكثفة في مناطق مختلفة من شمال الضفة الغربية، بما في ذلك مخيمات طولكرم وجنين إلى جانب مخيم نور شمس. وتهدف هذه العملية، بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، إلى تفكيك البنية التحتية للجماعات المسلحة الفلسطينية وتعزيز الأمن في المنطقة.
إلا أن هذه العمليات العسكرية أدت إلى عواقب وخيمة على المدنيين الفلسطينيين، حيث اضطر الآلاف إلى ترك منازلهم هربًا من القصف والقناصة. وقد وصف العديد من المنظمات الحقوقية الإسرائيلية والدولية هذه العمليات بأنها تشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
الدمار الذي خلفته الاشتباكات
أفادت تقارير ميدانية بأن حجم الدمار في مخيم نور شمس كبير جدًا، حيث تم تدمير أو إتلاف مئات المنازل والمحلات التجارية. ويواجه السكان صعوبات كبيرة في العثور على مأوى آمن ومياه نظيفة وغذاء كافٍ.
وقال مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة الغربية، رولاند فريدريك، أن أكثر من 1600 منزل قد تعرض للتدمير الكلي أو الجزئي نتيجة للعمليات العسكرية المتواصلة. وتضيف هذه الأرقام إلى التحديات الإنسانية القائمة في ظل الوضع السياسي المعقد.
إصرار السكان على العودة وإعادة البناء
على الرغم من الدمار الشامل الذي لحق بالمخيم، إلا أن السكان يعربون عن إصرارهم على العودة وإعادة بناء منازلهم وحياتهم. وقد لوحظ أن العديد من العائلات تعمل بجد على جمع ما تبقى من ممتلكاتهم وإجراء الترتيبات اللازمة للعودة بمجرد انتهاء العملية العسكرية.
وخاطبت المسنة ابتسام، قائلة: “نسأل الله أن يعوّضنا قصورًا في الجنة. كل ما ترونه هنا ليس سوى جدران، ولن يضعف ذلك عزيمتنا.” وأكدت معنوياتهم العالية ورغبتهم في تجاوز هذه المحنة.
وتعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين من القضايا المعقدة والمثيرة للجدل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويطالب اللاجئون بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها في عام 1948 و 1967، بينما ترفض إسرائيل هذا المطلب.
التداعيات الإنسانية والسياسية
يثير هدم المنازل في مخيم نور شمس تساؤلات حول الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ولا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين وتجنب إلحاق الضرر المفرط بالممتلكات المدنية. ويؤكد مراقبون أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتأجيج التوتر في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، فإن الهدم يمثل تحديًا كبيرًا لجهود إعادة الإعمار التي تبذلها وكالة الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى. ويحتاج السكان إلى دعم عاجل لإعادة بناء منازلهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم.
من المتوقع أن تستمر عمليات الهدم في مخيم نور شمس خلال الأيام القادمة، وقد تشمل مزيدًا من المنازل والمحلات التجارية. وتبقى آفاق إعادة الإعمار والعودة المستدامة للسكان غير واضحة، وتعتمد على تطورات الوضع السياسي والأمني في المنطقة. من الجدير بالملاحظة أن المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب، ويدعو إلى احترام حقوق المدنيين وتوفير الحماية اللازمة لهم.





