بعد 29 عاماً من الغياب.. قطة نادرة تعود إلى غابات تايلند – أخبار السعودية

بعد عقود من القلق بشأن مصيرها، شهدت تايلند عودة قطة الرأس المسطح النادرة إلى غاباتها الجنوبية. هذا الظهور، الذي تم توثيقه لأول مرة منذ عام 1995، يمثل بصيص أمل لهذا النوع المهدد بالانقراض، والذي يواجه تحديات جمة تهدد بقاءه. ويعكس هذا الحدث نجاح جهود الحماية البيئية المستمرة في البلاد.
عودة قطة الرأس المسطح: إشارة إيجابية للتنوع البيولوجي في تايلند
أعلنت منظمة “بانثيرا” الدولية لحماية القطط البرية عن رصد قطة الرأس المسطح في محمية الأميرة سيريندهورن في جنوب تايلند. وقد تم التقاط صور متكررة للقطة، بما في ذلك أنثى برفقة صغيرها، مما يشير إلى أن التكاثر الطبيعي يحدث داخل المحمية. يُقدر العدد الإجمالي لقطط الرأس المسطح في جميع أنحاء العالم بحوالي 2500 قطة، مما يجعلها من بين أكثر الحيوانات البرية ندرة في المنطقة.
تحديات تواجه الحفاظ على قطة الرأس المسطح
تواجه قطة الرأس المسطح العديد من التهديدات التي ساهمت في انخفاض أعدادها بشكل كبير خلال العقود الماضية. من بين هذه التهديدات فقدان الموائل الطبيعية بسبب إزالة الغابات والتوسع الزراعي، بالإضافة إلى الصيد الجائر والتلوث الذي يؤثر على مصادر المياه والغذاء. كما أن انتقال الأمراض من الحيوانات الأليفة إلى القطط البرية يمثل خطرًا إضافيًا.
تتميز قطة الرأس المسطح بأسلوب حياتها الحذر ونشاطها الليلي، مما يجعل رصدها ودراسة سلوكها أمرًا صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، تعيش هذه القطط في مناطق وعرة يصعب الوصول إليها، مما يزيد من صعوبة جهود الحماية والمراقبة. هذه العوامل تجعل أي دليل على وجودها وتكاثرها، مثل ما تم رصده مؤخرًا، ذا أهمية كبيرة.
وفقًا لكريتسانا كايوبلانغ، المديرة القطرية لمنظمة بانثيرا في تايلند، فإن هذا الاكتشاف يوضح أهمية التكامل بين البحث العلمي وجهود الحماية الفعالة. وأكدت أن هذا الإنجاز هو نتيجة تعاون وثيق بين إدارة المتنزهات الوطنية والمجتمعات المحلية، الذين يعملون معًا لحماية الموائل الطبيعية للقطط البرية.
تُعرف قطة الرأس المسطح أيضًا باسم “قطة الغابة المسطحة الرأس”، وهي أصغر أنواع القطط البرية في جنوب شرق آسيا. تتمتع هذه القطط بأصابع شبه مكففة تساعدها على الصيد بفعالية في البيئات الرطبة والغابات الكثيفة. الحفاظ على هذا النوع يمثل جزءًا هامًا من جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة.
من جهته، صرح الدكتور واي مينغ وونغ، مدير العلوم في منظمة بانثيرا، بأن حتى الأنواع التي يُعتقد أنها على وشك الانقراض يمكن إنقاذها إذا تم توفير الحماية الكافية لموائلها. وأشار إلى أن استمرار وجود قطة الرأس المسطح في تايلند يعكس ثراء التنوع البيولوجي في البلاد، ولكنه في الوقت نفسه يسلط الضوء على الحاجة الملحة لحماية النظم البيئية قبل فوات الأوان. تعتبر المناطق المحمية، مثل محمية الأميرة سيريندهورن، ضرورية لضمان بقاء هذه الأنواع النادرة.
تعتبر جهود مراقبة قطة الرأس المسطح باستخدام كاميرات المراقبة أداة فعالة لجمع البيانات حول أعدادها وتوزيعها وسلوكها. تساعد هذه البيانات الباحثين وعلماء البيئة على تطوير استراتيجيات حماية أكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاركة المجتمعات المحلية في جهود المراقبة والحماية أمر بالغ الأهمية لضمان استدامة هذه الجهود على المدى الطويل.
تخطط منظمة بانثيرا لإصدار تقييمات جديدة لحالة قطة الرأس المسطح في عام 2026، بهدف تحديث تصنيفها في القائمتين الحمراء والخضراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. قد يؤدي هذا التقييم إلى تعزيز الجهود الدولية لحماية هذا النوع النادر وإعادة بناء تجمعاته في البرية. من المتوقع أن تتضمن التقييمات الجديدة معلومات حول التهديدات المستمرة التي تواجه قطة الرأس المسطح، بالإضافة إلى توصيات بشأن الإجراءات اللازمة لحمايتها.
في الختام، تمثل عودة قطة الرأس المسطح إلى محمية الأميرة سيريندهورن خطوة مهمة نحو حماية هذا النوع المهدد بالانقراض. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى جهود مستمرة لمواجهة التهديدات التي تواجهها، وضمان بقائها في غابات تايلند للأجيال القادمة. ستكون التقييمات المستقبلية التي تجريها منظمة بانثيرا حاسمة في تحديد مسار الحماية لهذا النوع الفريد.





