بوتين يتوعد زيلينسكي والجيش الروسي يعلن توسيع سيطرته بأوكرانيا

تصاعدت حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا مع تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخلي عن المساعي الدبلوماسية واللجوء إلى القوة العسكرية لحل الصراع الأوكراني. يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع إعلان الجيش الروسي عن توسيع سيطرته في مناطق أوكرانية مختلفة، مما يلقي بظلال من الشك على آفاق السلام في المنطقة.
أفادت وكالة إنترفاكس للأنباء بأن بوتين صرح بأن روسيا ستضطر إلى استخدام القوة إذا لم تظهر كييف استعدادًا للتسوية السلمية، مؤكدًا أن أوكرانيا لا تبدي أي عجلة في إنهاء القتال. في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على رغبة بلاده في السلام، واصفًا الهجوم الروسي الأخير بالطائرات المسيّرة والصواريخ بأنه دليل على سعي موسكو إلى مواصلة الحرب.
تطورات ميدانية وتهديدات متصاعدة في الصراع الأوكراني
أعلن الكرملين أن بوتين تلقى تقارير من كبار القادة العسكريين حول التقدم الذي أحرزته القوات الروسية في مناطق دونيتسك وزاباروجيا. وذكر البيان أن القوات الروسية سيطرت على بلدتي ديميتروف وغوليوبول، وهو ما نفته كييف.
في الوقت نفسه، أفاد الجيش الأوكراني بأنه تمكن من صد محاولات روسية للتقدم في محيط المدينتين المذكورتين. وتشير التقارير إلى أن القتال لا يزال مستمرًا في تلك المناطق، مع تبادل القصف والهجمات بين الجانبين.
الهجوم الأخير وتأثيره على البنية التحتية
أدى الهجوم الروسي واسع النطاق الذي استهدف أوكرانيا في الليلة الماضية إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك انقطاع الكهرباء والتدفئة في أجزاء من العاصمة كييف. وقد أثار هذا الهجوم موجة من الإدانات الدولية، مع دعوات إلى وقف التصعيد وحماية المدنيين.
وتعتبر هذه الهجمات جزءًا من استراتيجية روسية تهدف إلى الضغط على أوكرانيا وتقويض قدرتها على المقاومة. وتشمل هذه الاستراتيجية أيضًا استهداف المراكز اللوجستية وشبكات الإمداد، بهدف إضعاف الجيش الأوكراني.
لقاء ترامب وزيلينسكي ومساعي السلام
من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد في فلوريدا. ويعتبر هذا اللقاء مهمًا لجهود التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستعرة منذ عام 2022، والتي أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح وتدمير واسع النطاق.
أكد زيلينسكي أن المحادثات ستركز على مسألة الأراضي المتنازع عليها، وتحديد الخطوط الفاصلة بين الطرفين عند وقف إطلاق النار. كما ذكر أن هناك مسودة خطة سلام تتضمن 20 نقطة، تم الانتهاء منها بنسبة 90%، بدعم من الولايات المتحدة.
وتشمل القضايا الرئيسية الأخرى التي ستتم مناقشتها مستقبل محطة زاباروجيا للطاقة النووية، التي تسيطر عليها روسيا، والضمانات الأمنية التي ستقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا. وتطالب كييف باتفاق أمني طويل الأمد وملزم قانونًا، لضمان عدم تكرار أي عدوان روسي في المستقبل.
في سياق متصل، صرح ترامب بأنه يتوقع أن تكون المحادثات مثمرة، وأنه سيتحدث أيضًا مع الرئيس الروسي بوتين “قريبًا”.
مع استمرار القتال وتصاعد التوترات، يظل مستقبل الصراع الأوكراني غير واضح. ومن المتوقع أن تكون محادثات ترامب وزيلينسكي اختبارًا حاسمًا لمدى إمكانية التوصل إلى حل سلمي. وسيتعين على الطرفين إيجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا العالقة، بما في ذلك الأراضي والأمن، من أجل إنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
الوضع الحالي يتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الميدان وجهود الدبلوماسية، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تواجه أي مساعي للسلام. كما يجب متابعة ردود الأفعال الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة وحلفائها، لتقييم مدى دعمهم لعملية السلام.





