بيعة ابن سلمان في شهر رمضان

بيعة خير جعلت المستحيل ممكناً.. تصادف العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك ذكرى بيعة ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، لتكون بيعة خير لهذا الوطن وأهله، حيثُ الهمة في سامق سِماكها، والعزم في أمتن صوره، و«الرؤية» تمخر عباب المستحيل نحو أفق تقاصرتْ دونه المخاييل على أبعد ما ترمي، والأبصار في أقصى مدى تشاوفت. نقل المملكة باتجاه نوعيّ ظنّه البعض مستحيلاً، واعتبره البعض ضرباً من الخيال، واستوعبه كل ذي عقل سليم وفكر حصيف. شهدنا عهداً جديداً للإصلاح في كل مجالات الحياة، نقلة نوعية مباركة أدارت بوصلة العالم إلى هذه المملكة الفتية لتكون محط قوافل العالم في زمن السلم والحرب، تأخذ زمام المبادرة إلى لمّ الشمل العربي، ورتق النسيج الإسلامي، ومحاربة كل أطياف الغلو، ونوازع التطرف، ساعية نحو الوسطية والاعتدال، مُشكِّلة خط دفاع أول للعرب والمسلمين ضد المد الصفوي الخبيث، وأذياله في المنطقة، وذاك شرف كانت لولي العهد فيه الصدارة تقدّماً، فكفانا شراً مستطيراً كان يؤرق المنطقة كلها.
جعل من المملكة قوة اقتصادية مؤثرة تملك كل المقوّمات لتكون بين الكبار. فتح برؤيته السامقة للاقتصاد منافذ تنويع المداخيل، وتحرّر من قبضة الارتهان للنفط، وصنع لنا صندوقاً للاستثمارات يقينا الحاجة والسؤال، فتجلت عظمة الإنجاز، وظهرت الحقيقة في أنصع صورها، بديباجة عنوانها المملكة التي باتت رقماً عصياً على التجاهل في المعادلة الاقتصادية العالمية، وزاحمت «الكبار»، وسجّلت حضورها القوي في كل القمم والمؤتمرات.
سيرة سيستعيدها التاريخ الحديث كلما حانت مواقيت الافتخار بالمنجزات الإنسانية وعظمة القادة الكبار.
اليوم في ذكرى البيعة يقف الخلق جميعاً ينظرون بمقدار الدهشة والانبهار لقامة رجل عظيم غيّر وجه الأرض وحمل الكثير من المعاني السامية للنهوض بالوطن ومن يعيش على أرضه، فمع رؤيته القديرة، فك عن الوطن طوق الحصار الأيديولوجي الذي كبّلها بثقافة الموت، وسيّجها في دوائر الظلمة بنعيق «الصحوة» المأفون، فاستلّ «محمد الخير» بسيف الحق شأفتها، وأخرس صوتها، وبدّد وجهها الكالح، فعادت الحياة إلى طبيعتها، وعرف الإنسان السعودي معنى جودة الحياة، وعاشها دون تطفيف في ميزان الاعتدال والالتزام، ودون خروج على ثابت الدين ومرعي الأعراف والتقاليد، وقال بصوت القوي الأمين «إن دستورنا القرآن كان والآن، وسوف يستمر للأبد، والنظام الأساسي في الحكم ينص على ذلك بشكل واضح للغاية، نحن كحكومة أو مجلس الشورى كمشرّع أو الملك كمرجع للسلطات الثلاث مُلزمون بتطبيق القرآن، لكن في الشأن الاجتماعي أو الشخصي فقط مُلزمون بتطبيق النصوص المنصوص عليها في القرآن بشكل واضح، يعني لا يجب أن أطرح عقوبة شرعية بدون نص قرآني واضح أو نص صريح من السنة»، فرفع عن ظهورنا سوط صحوة كاذبة وبدد الظلام وأشعل أنوار الحياة وغيث الخصوبة بكل حب وإخلاص.
محمد بن سلمان، الرقم الصعب، والمعادلة التي قلبت الموازين، وكتبت سطر إنجاز فريد في كراسة التاريخ، نشهد بحق أنها شخصية «استثنائية»، في طموحها، ورؤيتها، وتكوينها، وأحلامها، ومنجزاتها، وقدراتها.
كان كفؤاً للثقة، ونظيراً للمسؤولية، دخلها مسلحاً برؤية أدارت بوصلة العالم إلى «سعودية جديدة» على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وسيدرك الأبناء أي صنيع باهر لولي العهد في هذا المقام، حرّك ساكن الثقافة، وجعل منها فعلاً مستمراً ومؤثراً في المجتمع، وبذر رؤاه الفكرية والإبداعية فكانت المملكة قبلة لكل صاحب فكر وفن وإبداع.
أَسمع العالم صوت المملكة، ونقل رؤيتها بوضوح دون تشويش وتزييف، جعل للحياة قيمة ولحياتنا جودة.
المساحة تقصر، والزمن يضيق، والخاطر يتيه عندما نستعرض منجزات ولي العهد الأمين، ويبقى حالنا كمن يحاول إمساك قطرات الغيث بكفيه وهي تتهاطل خيراً من سماء الجود والسخاء، فلا يبلغ من ذلك إلا أقل القليل وقد جرت الأرض بالخير العميم. يكفينا جميعاً من كل ذلك شرف النظر العابر إلى هذا الطود الشامخ، محمد بن سلمان، وهو يتسامق في فضاء العطاء حباً لوطنه، ووفاء لأمته. نشكر الله سُجداً على هذه المنحة الربانية العظيمة، ونجدد البيعة سمعاً وطاعة لمحمد الخير.
أخبار ذات صلة