بينها ثالث أكبر حقل في العالم.. تعرف على منشآت النفط الإيرانية

تواجه المنشآت النفطية الإيرانية تحديات متزايدة في تصدير النفط الخام بسبب العقوبات الأمريكية المستمرة، والتي تستهدف بشكل خاص شبكة معقدة من السفن والشركات التي تساعد طهران على الالتفاف على هذه القيود. فرضت وزارة الخزانة الأمريكية مؤخرًا عقوبات جديدة على 29 كيانًا، مما يزيد من الضغط على اقتصاد البلاد ويعيق قدرتها على بيع النفط في الأسواق العالمية.
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن هذه الإجراءات، مؤكدة أنها تهدف إلى تعطيل “أسطول الظل” الذي تستخدمه إيران لتصدير النفط، متهمة هذه الكيانات بالمشاركة في ممارسات شحن خادعة لنقل منتجات نفطية بقيمة مئات الملايين من الدولارات. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع لتقليل عائدات النفط الإيرانية، والتي تستخدم، وفقًا للادعاءات الأمريكية، لتمويل برامج عسكرية وتسلح.
الوضع الحالي لصادرات النفط الإيرانية
تعتبر إيران من بين أكبر منتجي النفط في العالم، حيث تمتلك قدرة إنتاجية تتجاوز 3 ملايين برميل يوميًا. ومع ذلك، فإن العقوبات الأمريكية تحد بشكل كبير من قدرتها على الوصول إلى الأسواق الدولية. تشير تقارير إلى أن عائدات إيران النفطية وصلت إلى 46 مليار دولار خلال العام الماضي، على الرغم من القيود المفروضة.
يُعرف “أسطول الظل” بأنه مجموعة من السفن القديمة، غالبًا ما تكون مملوكة بشكل غامض، والتي تعمل بدون تغطية تأمينية شاملة، وتستخدم لنقل النفط الإيراني الخاضع للعقوبات. تعتمد هذه السفن على تكتيكات مختلفة لإخفاء مصدر النفط وتجنب الكشف، مما يجعل من الصعب تتبعها وفرض العقوبات عليها بفعالية.
أهم منشآت النفط الإيرانية
تضم إيران عددًا من المنشآت النفطية الرئيسية، بما في ذلك حقل الأهواز، الذي يعتبر ثالث أكبر حقل نفطي في العالم وينتج حوالي 750 ألف برميل يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، يوجد حقل عجساران الذي ينتج 500 ألف برميل يوميًا، وحقل مارون الذي ينتج أيضًا نصف مليون برميل يوميًا.
وتشمل المنشآت الهامة الأخرى حقل آغاجاري، الذي ينتج 200 ألف برميل يوميًا، ومصفاة عبادان التي تنتج 500 ألف برميل يوميًا من عدة حقول نفطية. كما تلعب مصفاة أصفهان ومصفاة طهران دورًا مهمًا في إنتاج وتكرير النفط.
تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني
تعتبر صادرات النفط مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي الإيراني، والعقوبات الأمريكية لها تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني بشكل عام. تقلل هذه العقوبات من قدرة إيران على تمويل وارداتها، والاستثمار في البنية التحتية، وتلبية احتياجات شعبها.
بالإضافة إلى ذلك، تؤثر العقوبات على قطاعات أخرى من الاقتصاد الإيراني، مثل قطاع البنوك والتأمين والشحن. تجد الشركات الإيرانية صعوبة في إجراء المعاملات التجارية الدولية، والحصول على التمويل، وتأمين سفنها.
تعتمد إيران بشكل كبير على ميناء خارك في الخليج العربي لتصدير معظم خامها، حيث يتم تصدير حوالي 90٪ من إجمالي الصادرات النفطية عبر هذا الميناء. كما يتم تصدير حوالي 600 ألف برميل من النفط المكرر يوميًا عبر ميناء بندر عباس، بالإضافة إلى 30 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا عبر ميناء عسلويه.
التحديات المستقبلية
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في فرض عقوبات جديدة على إيران، مما يزيد من الضغط على اقتصادها ويحد من قدرتها على تصدير النفط. في المقابل، تسعى إيران إلى إيجاد طرق جديدة للالتفاف على العقوبات، مثل تطوير علاقات تجارية مع دول أخرى، واستخدام العملات الرقمية، وتوسيع “أسطول الظل”.
يبقى مستقبل صادرات النفط الإيرانية غير مؤكدًا، ويعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التطورات السياسية في المنطقة، والمفاوضات النووية، والسياسات الأمريكية المستقبلية. سيراقب المراقبون عن كثب التطورات في هذا المجال، وتقييم تأثيرها على أسواق الطاقة العالمية والاقتصاد الإيراني.





