تأثيرات خطيرة.. التدخين السلبي يسبب تغييرات جينية لدى الأطفال
![](https://dailygulfnews.com/wp-content/uploads/2025/02/khaligyoun60392.jpg)
كشفت دراسة حديثة أن تعرض الأطفال للتدخين السلبي في المنزل قد يؤدي إلى تغييرات جينية خطيرة، مما قد يؤثر على التعبير الجيني لديهم ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض في المستقبل.
كيف يحدث ذلك؟
يعمل الحمض النووي (DNA) كدليل إرشادي للجسم، حيث يضم مجموعة من التعليمات الجينية التي تتحكم في إنتاج البروتينات والعمليات الحيوية. لكن عند تعرض الأطفال لدخان التبغ، يمكن أن يضيف هذا الدخان “علامات جزيئية” على أجزاء من الحمض النووي، دون تغيير محتواه الأساسي، ما يؤثر على طريقة قراءة الجينات وتنظيمها.
ومن بين هذه العلامات “مثيلة الحمض النووي” (DNA Methylation)، وهي عملية تلعب دورًا أساسيًا في تشغيل أو إيقاف بعض الجينات، مما قد يؤدي إلى تغييرات تخلقية (Epigenetic) تؤثر على صحة الأطفال لاحقًا.
نتائج الدراسة
تعد هذه الدراسة من بين أوائل الأبحاث التي تكشف التأثيرات الجينية للتدخين السلبي خلال الطفولة، بعدما كانت معظم الدراسات السابقة تركز على تأثيرات تدخين الأم أثناء الحمل.
وقد شملت الدراسة 2، 695 طفلًا من ثماني دول أوروبية، من بينها إسبانيا، فرنسا، اليونان، النرويج، المملكة المتحدة، والسويد، حيث تم تحليل عينات دم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات، ومقارنتها بعدد المدخنين في المنزل.
تغيرات جينية مرتبطة بالأمراض
توصل الباحثون إلى اكتشاف تغييرات في 11 منطقة جينية (CpGs) مرتبطة بالتعرض للتدخين السلبي، معظمها كانت مرتبطة سابقًا بالتعرض المباشر للتدخين لدى المدخنين البالغين أو أثناء الحمل.
ومن بين هذه المناطق، تم ربط 6 منها بأمراض خطيرة مثل الربو والسرطان، ما يعزز الأدلة على أن التدخين السلبي لا يؤثر فقط على الجهاز التنفسي والقلب، بل يمكنه أيضًا إحداث تغييرات جزيئية طويلة الأمد تؤثر على صحة الأطفال في المستقبل.
تحذيرات الباحثين
مارتا كوسين-توماس، الباحثة في معهد برشلونة للصحة العالمية (ISGlobal) والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أوضحت أن:
“التدخين السلبي خلال الطفولة يترك بصماته على المستوى الجزيئي، مما قد يغيّر التعبير الجيني ويزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض في مرحلة البلوغ.”
وأضافت:
“تشير النتائج إلى أن التدخين السلبي عند الأطفال يمكن أن يؤدي إلى تغيرات جينية مشابهة لتلك الناتجة عن التدخين النشط أو التعرض للتبغ أثناء الحمل. وهذا يؤكد الحاجة الملحّة لتنفيذ إجراءات صارمة للحد من تعرض الأطفال لدخان التبغ، سواء في المنازل أو الأماكن المغلقة.”
أرقام مقلقة
يُعتبر المنزل المصدر الرئيسي لتعرض الأطفال للتدخين السلبي، حيث قُدّر في عام 2004 أن 40% من الأطفال حول العالم يتعرضون لدخان التبغ، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل الربو، أمراض القلب، وتأثيرات على التطور العصبي ووظيفة الجهاز المناعي.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك