تايم: تراجع حاد في شعبية ترامب وهذه هي الأسباب

يشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجعًا ملحوظًا في شعبيته مع اقتراب نهاية عام 2025، وهو ما يثير تساؤلات حول فرصته في ولاية رئاسية ثانية. وتُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة استياءً متزايدًا بين الأمريكيين من أدائه في قضايا رئيسية مثل الاقتصاد، والهجرة، والسياسة الخارجية، بالإضافة إلى الجدل الدائر حول تعامله مع قضية الملياردير جيفري إبستين. هذا التراجع في **شعبية ترامب** يمثل تحديًا كبيرًا لحزبه الجمهوري.
ورغم احتفاظه بقاعدة دعم قوية داخل الحزب الجمهوري، إلا أن هذا الدعم لم يترجم إلى قبول واسع النطاق على مستوى البلاد. وتتزايد المخاوف بشأن قدرة إدارته على معالجة المشاكل الاقتصادية المتفاقمة، وتداعيات سياسات الهجرة المثيرة للجدل، والتوترات المتصاعدة في السياسة الخارجية. هذه العوامل مجتمعة تساهم في تآكل ثقة الناخبين في الرئيس.
تراجع شعبية ترامب: نظرة على الأرقام
أظهر استطلاع حديث لمؤسسة غالوب أن 36% فقط من الأمريكيين يوافقون على أداء ترامب، بينما يرتفع هذا التأييد إلى 89% بين الجمهوريين. ومع ذلك، فإن نسبة التأييد تنخفض بشكل كبير بين المستقلين لتصل إلى 25%، ولا تتجاوز 3% بين الديمقراطيين. هذا الانقسام الحاد يعكس صعوبة الرئيس في كسب تأييد الناخبين خارج قاعدته الحزبية.
وبالمثل، كشف استطلاع أجرته مجلة إيكونوميست بالاشتراك مع مؤسسة يوغوف أن نسبة المؤيدين لترامب تبلغ 39% مقابل 57% من المعارضين، مما يمثل فارقًا سلبيًا قدره 19 نقطة. هذه الأرقام تؤكد الاتجاه العام نحو تراجع الثقة في أداء الرئيس.
العوامل المؤثرة في تراجع التأييد
يعزو خبراء سياسيون هذا التراجع إلى عدة عوامل رئيسية. يأتي على رأس هذه العوامل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين الأمريكيين. بالإضافة إلى ذلك، تثير السياسات المتعلقة بالهجرة جدلاً واسعًا، وتواجه انتقادات من مختلف الأطراف.
كما أن تعامل إدارة ترامب مع قضية جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية، أثار غضبًا واسعًا، حيث يرى الكثيرون أن الرئيس لم يتخذ موقفًا حاسمًا ضد هذه الجرائم. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الأمريكيين يعارضون طريقة تعامل ترامب مع هذه القضية تحديدًا.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فإن حملة الضغط المتزايدة ضد فنزويلا أثارت تساؤلات حول مدى جدوى هذا النهج، وتداعياته المحتملة على المنطقة. ويرى الكثيرون أن التدخل العسكري ليس هو الحل الأمثل، وأن التركيز يجب أن يكون على الدبلوماسية والحوار.
تأثير ذلك على الانتخابات القادمة
يأتي هذا التراجع في **شعبية ترامب** في وقت حرج، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية القادمة. ويواجه الرئيس تحديًا كبيرًا في استعادة ثقة الناخبين، وكسب تأييد المستقلين والديمقراطيين.
ويعتبر الاقتصاد من أهم القضايا التي ستحدد نتائج الانتخابات، حيث أن أي تحسن في الأوضاع الاقتصادية قد يعزز فرص ترامب في الفوز بولاية ثانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرته على معالجة قضايا الهجرة والسياسة الخارجية بشكل فعال قد تلعب دورًا حاسمًا في استقطاب الناخبين.
من ناحية أخرى، فإن استمرار تراجع شعبيته قد يفتح الباب أمام منافسين آخرين من الحزب الجمهوري، وقد يؤدي إلى خسارته في الانتخابات. ويراقب المحللون السياسيون عن كثب التطورات الأخيرة، ويحللون استطلاعات الرأي المختلفة، لتقييم فرص ترامب في الفوز بالانتخابات.
وفي تصريحات له الشهر الماضي، أقر ترامب علنًا بتراجع شعبيته، لكنه ألقى باللوم في ذلك على الخلافات الداخلية في الحزب الجمهوري، وخاصةً بشأن دعمه لتأشيرات العمال المهرة. ويرى البعض أن هذه التصريحات تعكس محاولة من ترامب للتهرب من المسؤولية، وتحويل الانتباه عن المشاكل الحقيقية التي تواجه إدارته.
الوضع السياسي الحالي يتسم بالتعقيد وعدم اليقين. ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من التقلبات والتطورات، حيث يستعد ترامب لخوض حملته الانتخابية. وسيكون من المهم مراقبة التطورات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، لتقييم تأثيرها على **شعبية ترامب** وفرصه في الفوز بالانتخابات. كما يجب متابعة ردود فعل الناخبين على سياسات إدارته، وتوجهاتهم الانتخابية المحتملة.
في الختام، يواجه الرئيس ترامب تحديات كبيرة في استعادة شعبيته، مع اقتراب نهاية عام 2025. وستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مصيره السياسي، وفرصته في الفوز بولاية رئاسية ثانية. الوضع لا يزال متقلبًا، ويتطلب مراقبة دقيقة وتحليل شامل.





