تبادل للاتهامات بشأن قصف مدرسة بكورسك وأوكرانيا تحذر من استبعادها من المفاوضات
2/2/2025–|آخر تحديث: 2/2/202501:35 م (توقيت مكة)
تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشن هجوم صاروخي أمس السبت على مدرسة داخلية تقع في جزء من منطقة كورسك الروسية تسيطر عليه القوات الأوكرانية، مما أسفر عن 4 قتلى. وتزامن ذلك مع إعلان جيشي البلدين إسقاط عشرات المسيرات لكلا الجانبين، إلى جانب تأكيد روسيا تقدمها نحو مدينة توريتسك الإستراتيجية.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية -عبر تطبيق تليغرام- إن روسيا شنت قصفا جويا من أراضيها استهدف مدرسة داخلية في سودجا، الواقعة على بعد نحو 12 كيلومترا عن الحدود مع أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 4 على الأقل. وكانت المدرسة الداخلية تؤوي أشخاصا يستعدون للإجلاء.
وأوضحت أنه بحلول العاشرة مساء (20:00 بتوقيت غرينتش) أمس، تم إنقاذ 84 شخصا أو تلقوا رعاية طبية. وكان 4 من المصابين في حالة حرجة. واستمرت جهود الإنقاذ لإزالة الأنقاض.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في حسابه على منصة إكس- إن الروس “دمروا المبنى رغم وجود عشرات المدنيين هناك” مضيفا “هكذا خاضت روسيا حربها على الشيشان قبل عقود. وقتلوا السوريين بنفس الطريقة”.
في المقابل، اتهمت الحكومة الروسية اليوم الأحد أوكرانيا بشن ذلك الهجوم، وكتبت وزارة الدفاع في بيان “ارتكبت القوات المسلحة الأوكرانية جريمة حرب أخرى بشن ضربة صاروخية موجهة ضد مدرسة داخلية في سودجا” وأضافت أن عملية الإطلاق تمت من مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا.
وقد اندلعت أشد معارك الحرب خلال الأشهر القليلة الماضية في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مساحات شاسعة من الأراضي منذ أن شنت هجوما كبيرا عبر الحدود في أغسطس/آب الماضي.
إسقاط عشرات المسيرات
وتزامنت هذه الاتهامات مع إعلان سلاح الجو الأوكراني -اليوم الأحد- أن دفاعاته الجوية أسقطت 40 طائرة مسيرة من أصل 55 أطلقتها روسيا في هجوم الليلة الماضية، مضيفا أن 13 مسيرة أخرى “فُقد أثرها” ولم تصل إلى أهدافها، في إشارة إلى وسائل التشويش الإلكتروني التي تستخدمها أوكرانيا لإعادة توجيه أو تضليل الطائرات المسيرة الروسية.
في المقابل أعلنت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الأحد- أن قواتها أسقطت 44 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا ومنظومة إطلاق صواريخ أميركية الصنع من طراز هيمارس خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضافت أن ضربات روسية استهدفت مطارات عسكرية ومنشآت تخزين وقود في أوكرانيا.
وكانت القوات الجوية الأوكرانية أفادت ظهر أمس أن موسكو أطلقت 42 صاروخا و123 طائرة مسيّرة على البلاد، لافتة إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الصواريخ، مؤكدة تدمير 56 مُسيرة “معادية” وأن 61 أخرى لم تصل لأهدافها.
وقال زيلينسكي عبر تطبيق تليغرام “خلال الليلة الماضية، هاجمت روسيا مدننا بمختلف أنواع الأسلحة: صواريخ، مسيّرات، قنابل جوية”. وأضاف أنّ “هذه الهجمات الإرهابية تُظهر أنّنا بحاجة إلى المساعدة للدفاع عن أنفسنا في مواجهة الإرهاب الروسي” داعيا “شركاء” كييف إلى التحرّك.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أضرار في 6 مناطق، هي زاباروجيا وأوديسا وسومي وخاركيف وخميلنيتسكي وكييف.
وقد قتل 15 شخصا على الأقل في ضربات ليل الجمعة وفجر السبت طالت وسط أوكرانيا وشرقها، خاصة خاركيف وإيوناكيفسكا قرب الحدود الروسية بمنطقة سومي الواقعتين شمال شرق البلاد.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنّها استهدفت خلال الليل بنى تحتية للغاز والطاقة “تضمن عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري” بأوكرانيا.
تقدم روسي
وتواجه القوات الأوكرانية صعوبات كبيرة في منطقة دونيتسك حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة كريمسكي بالضاحية الشمالية الشرقية لتوريتسك، وقالت مجموعة المحللين الأوكرانيين (ديبستايت) إن القوات الروسية توجد وسط مدينتي توريتسك وتشاسيف يار المتنازع عليهما منذ أشهر.
وإلى جانب ذلك، تُحرز القوات الروسية تقدّما أيضا في منطقة خاركيف، كما تقترب من مدينة كوبيانسك التي لها أهمية إستراتيجية.
ويواجه الجيش الأوكراني -الذي يفتقر لجنود ومعدّات- صعوبة في تجنيد مزيد من العناصر خصوصا بسبب إحجام السكان المنهكين بعد 3 أعوام من القتال.
زيلينسكي وإدارة ترامب
على الصعيد السياسي، حذر الرئيس الأوكراني -اليوم الأحد- من أن استبعاد أوكرانيا من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا سيكون خطيرا جدا، وأكد أن هناك حاجة إلى مزيد من المناقشات بين كييف وواشنطن لوضع خطة لوقف إطلاق النار.
كما قال زيلينسكي إن “روسيا لا تريد الانخراط في محادثات أو مناقشة تنازلات يمكن أن يفسرها الكرملين على أنها خسارة”، مشيرا إلى أن بإمكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب جلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطاولة المفاوضات عبر تهديده بعقوبات على نظامي الطاقة والمصارف والدعم المستمر للجيش الأوكراني.
وفي وقت سابق أمس، عبر الرئيس الأوكراني عن أمله بعقد اجتماع شخصي قريب مع إدارة ترامب الجديدة، موضحا أن عدة اتصالات جرت بين واشنطن وكييف منذ تنصيب ترامب.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الاتصالات تمت على مستوى كيث كيلوغ المبعوث الخاص لترامب، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ومسؤولين آخرين. ووصف المحادثات بأنها “جيدة جدا” قائلا إنها تناولت “مواضيع عامة”.
وقال -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن هناك زيارة مؤجلة لكيلوغ إلى البلاد ولم تتم إعادة جدولة موعدها بعد، لكنه يتوقع أن تتم قريبا. وأضاف “من المهم لنا أن يحدث ذلك خلال الأسابيع المقبلة، بأقرب وقت ممكن”.