تجدد الاشتباكات الحدودية بين تايلند وكمبوديا

24/7/2025–|آخر تحديث: 09:21 (توقيت مكة)
تبادل جنود تايلنديون وكمبوديون إطلاق النار في عدة مناطق حدودية متنازع عليها اليوم الخميس، مما أسفر عن إصابة 3 مدنيين، وذلك بعد أن خفضت الدولتان مستوى علاقاتهما الدبلوماسية بسبب التصاعد السريع للنزاع الحدودي.
وأظهر بث تلفزيوني مباشر من الجانب التايلندي صباح اليوم أشخاصا يفرون من منازلهم ويختبئون في مخبأ خرساني، بينما دوّت انفجارات بين الحين والآخر. وبدا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في عدة مناطق.
ووقع الاشتباك الأول صباح اليوم في منطقة تضم “معبد براسات تا موان ثوم” القديم على طول الحدود بين مقاطعة سورين التايلندية ومقاطعة أودار مينشي الكمبودية. وتبادلت كل من تايلند وكمبوديا الاتهامات بإطلاق النار أولا.
وصرح رئيس وزراء كمبوديا، هون مانيت، بأن بلاده هاجمت مواقع للجيش التايلندي في براسات تا موان ثوم وبراسات تا كرابي بمقاطعة أودار مينتشي، وتوسعت إلى المنطقة الواقعة على طول مقاطعة برياه فيهير الكمبودية ومقاطعة أوبون راتشاثاني التايلندية.
وأضاف “لطالما التزمت كمبوديا بموقف الحل السلمي للمشاكل، ولكن في هذه الحالة، ليس أمامنا خيار سوى الرد بالقوة المسلحة على أي عدوان”.
من جهته أعلن الجيش التايلندي إصابة 3 مدنيين في مقاطعة سورين عندما أطلقت كمبوديا قذائف مدفعية على منطقة سكنية، مضيفا أنه تم إجلاء سكان المنطقة بعد ذلك.
طرد السفراء
وفي وقت سابق اليوم أعلنت كمبوديا خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تايلند إلى أدنى مستوى لها، وطردت السفير التايلندي واستدعت جميع الموظفين الكمبوديين من سفارتها في بانكوك.
جاء ذلك ردًا على إغلاق تايلند معابرها الحدودية الشمالية الشرقية مع كمبوديا، وسحب سفيرها، وطرد السفير الكمبودي أمس الأربعاء احتجاجا على انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة 5 جنود تايلنديين.
وعن الاشتباك الأولي اليوم الخميس قال الجيش التايلندي إن قواته سمعت طائرة مسيرة قبل أن ترى 6 جنود كمبوديين مسلحين يقتربون من مركز تايلند. وأضاف أن الجنود التايلنديين حاولوا الصراخ عليهم لتهدئة الموقف، لكن الجانب الكمبودي بدأ بإطلاق النار.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية أن قواتها بدأت الاشتباك المسلح، وأن كمبوديا “تصرفت بصرامة ضمن حدود الدفاع عن النفس، ردًا على توغل غير مبرر من القوات التايلندية انتهك سلامة أراضينا”.
ونشر رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي، هون سين، على صفحته على فيسبوك، طالبا من الناس على عدم الذعر والثقة بحكومتهم وجيشهم.
وأعلنت السفارة التايلندية في بنوم بنه على فيسبوك عن وقوع اشتباكات في عدة مناطق حدودية، وأن الاشتباكات قد تستمر في التصعيد.
وحثت السفارة التايلنديين في كمبوديا على مغادرة البلاد إن استطاعوا، ونصحت الآخرين بعدم السفر إلى كمبوديا إلا للضرورة القصوى.
ألغام
وأدى انفجار لغم أرضي قرب الحدود أمس إلى إصابة 5 جنود تايلنديين، فقد أحدهم ساقه. وقبل أسبوع، انفجر لغم أرضي في منطقة متنازع عليها أخرى، مما أسفر عن إصابة 3 جنود تايلنديين.
وزعمت السلطات التايلندية أن الألغام وُضعت حديثا على مسارات كان من المفترض أن تكون آمنة بموجب اتفاق متبادل. وأضافت أن الألغام روسية الصنع وليست من النوع الذي يستخدمه الجيش التايلندي.
ورفضت كمبوديا رواية تايلند ووصفتها بأنها “اتهامات لا أساس لها”، مشيرةً إلى أن العديد من الألغام غير المنفجرة وغيرها من الذخائر هي إرث حروب واضطرابات القرن الـ20.
وفاقمت المشاعر القومية لدى الجانبين من تأجيج الوضع، وتم إيقاف رئيسة وزراء تايلند عن العمل في الأول من يوليو/تموز الجاري للتحقيق معها في انتهاكات أخلاقية محتملة بسبب تعاملها مع النزاع الحدودي.
وتُعد النزاعات الحدودية قضايا طويلة الأمد تسببت في توترات دورية بين البلدين، وكانت أبرز الصراعات وأكثرها عنفًا تدور حول معبد برياه فيهير الذي يعود تاريخه إلى ألف عام.
وفي عام 1962، منحت محكمة العدل الدولية كمبوديا السيادة على منطقة المعبد، مما أثار حفيظة تايلند. وعادت كمبوديا إلى المحكمة عام 2011، عقب اشتباكات عدة بين جيشها والقوات التايلندية، أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصًا ونزوح الآلاف. وأكدت المحكمة الحكم عام 2013، وهو قرار لا يزال يُثير قلق تايلند.
وفي مايو/آذار الماضي تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلّث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي.
ومذاك، يتقاذف الطرفان الاتهامات ويتبادلان الردود الانتقامية، وقد قيّدت تايلند حركة العبور عبر الحدود، في حين علّقت كمبوديا بعض الواردات.