Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

تجدد القتال بين تايلند وكمبوديا رغم إعلان ترامب وقف إطلاق النار

اتهمت كمبوديا جارتها تايلند باستمرار القصف على أراضيها، وهو ما أكدته بانكوك، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق مبدئي بين البلدين لوقف الاشتباكات الحدودية. وتأتي هذه التطورات المتسارعة في ظل تصاعد التوترات بين البلدين حول مناطق متنازع عليها، مما يثير مخاوف إقليمية ودولية بشأن استقرار المنطقة. وتعتبر قضية الحدود المتنازع عليها من القضايا المعقدة التي تتطلب حلاً دبلوماسيًا لتجنب المزيد من التصعيد، خاصة وأن الاشتباكات تتضمن استخدام أسلحة ثقيلة.

وقالت وزارة الدفاع الكمبودية، في منشور على منصة إكس، إن الجيش التايلندي استخدم طائرتين مقاتلتين من طراز إف 16 لإطلاق سبع قنابل على أهداف داخل الأراضي الكمبودية. وأضافت الوزارة أن القصف التايلندي لم يتوقف حتى الآن، مما يشير إلى استمرار التصعيد العسكري رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة. هذا التصعيد يهدد جهود تحقيق الاستقرار الحدودي بين البلدين.

الاشتباكات الحدودية وتصعيد التوترات

ورد الجيش التايلندي على الاتهامات الكمبودية، متهماً كمبوديا بانتهاك القواعد الدولية المتكررة من خلال استهداف مواقع مدنية وزرع ألغام أرضية. وذكر رئيس الوزراء التايلندي أنوتين تشارنفيراكول أن بلاده ستواصل العمليات العسكرية حتى تشعر بضمان عدم تعرضها لأي أذى إضافي. وأشار إلى انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة جنود تايلنديين، واصفاً إياه بأنه ليس مجرد حادث عرضي.

وتأتي هذه الاشتباكات في أعقاب اتفاق تم التوصل إليه في أكتوبر/تشرين الأول بوساطة ماليزية، يهدف إلى سحب القوات والأسلحة الثقيلة من المنطقة المتنازع عليها والإفراج عن الأسرى. ومع ذلك، علقت تايلند تنفيذ هذا الاتفاق الشهر الماضي بعد إصابة جندي تايلندي بجروح خطيرة نتيجة لغم أرضي، وهو ما تنفيه كمبوديا.

جهود الوساطة الأمريكية والماليزية

وكان الرئيس ترامب قد أعلن في وقت سابق عن اتفاق بين تايلند وكمبوديا لوقف إطلاق النار اعتباراً من يوم الجمعة، بعد اتصالات هاتفية مع رئيسي وزراء البلدين. لكن رئيس الوزراء التايلندي لم يؤكد وجود وقف لإطلاق النار بشكل كامل في تصريحاته اللاحقة.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت أنه أطلع الولايات المتحدة وماليزيا على الوضع، وأشار إلى أن كمبوديا لا تزال تسعى إلى حل سلمي للنزاع. ودعا مانيت واشنطن وكوالالمبور إلى استخدام قدراتهما الاستخباراتية للتحقق من الطرف المسؤول عن بدء إطلاق النار في الجولة الأخيرة من القتال. النزاع الحدودي يمثل تحدياً دبلوماسياً للولايات المتحدة وماليزيا.

وتشهد المنطقة الحدودية بين تايلند وكمبوديا توترات متقطعة منذ سنوات، وتفاقمت هذه التوترات في الآونة الأخيرة بسبب الخلافات حول ملكية أراضٍ بالقرب من معبد براة فيهار التاريخي، والذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي. الأمن الإقليمي يتأثر بشكل مباشر بهذه الاشتباكات.

ومنذ يوم الاثنين الماضي، تبادل الجانبان إطلاق الصواريخ والمدفعية في عدة مواقع على طول الحدود التي يبلغ طولها 817 كيلومترًا، وهي أشد المعارك منذ اشتباكات مماثلة استمرت خمسة أيام في يوليو/تموز.

الوضع الحالي معقد ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتهدئة التوترات ومنع المزيد من التصعيد. من المتوقع أن تستمر المشاورات بين الولايات المتحدة وماليزيا وتايلند وكمبوديا في الأيام القادمة، بهدف التوصل إلى حل دائم ومستدام للنزاع الحدودي.

يبقى من غير الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل وفعال، أو ما إذا كانت الاشتباكات ستستمر. من المهم مراقبة تطورات الوضع عن كثب، وتقييم مدى التزام الأطراف المعنية بالحلول الدبلوماسية. كما يجب الانتباه إلى أي تحركات عسكرية إضافية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى