قالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات تجددت في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن استمرار المناشدات الإنسانية بتقديم العون لملايين النازحين في البلاد. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الصراع الدائر في السودان منذ أبريل 2023.
أضافت المصادر أن الجيش تصدى لهجوم قوات الدعم السريع في وقت مبكر من فجر اليوم، وسط استمرار المعارك بين الطرفين. من جانبه، أعلن الدعم السريع في بيان له أنه بسط سيطرته الكاملة على 3 محاور في بابنوسة ويحكم الحصار على مقر الفرقة 22 فيها.
مناشدة إنسانية
ناشد مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض أحمد إدريس المنظمات الدولية الإنسانية بسرعة تقديم العون للنازحين في الولاية عقب التطورات العسكرية وهجمات الدعم السريع التي استهدفت المدنيين في ولايات كردفان وشمال دارفور. وأشار إلى أن نحو 20 ألف نازح جديد وصلوا إلى مدن الولاية، ليضافوا إلى نحو 3 ملايين نازح كانوا قد نزحوا عقب اندلاع الحرب في السودان.
وفي هذا السياق، تستمر موجات النزوح من ولايات كردفان ومدينة الفاشر، حيث بلغ عدد النازحين 57 ألف نازح باتجاه الولاية الشمالية شمالي السودان. وقد دعت منظمة أنقذوا الأطفال إلى ضرورة تقديم المساعدات العاجلة للفارين من مناطق القتال.
تطورات الصراع في دارفور
في 26 أكتوبر الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية. وتشير التقارير إلى أن الصراع في إقليم دارفور أدى إلى نزوح واسع النطاق وتدهور في الأوضاع الإنسانية.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 صراعا دمويا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وشرد نحو 13 مليون شخص. وتُعد مدينة الفاشر من أكثر المناطق تضررا، حيث سيطرت قوات الدعم السريع عليها في أكتوبر الماضي بعد معارك عنيفة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش. ويشكل إقليم دارفور نحو خُمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلومتر مربع.
الآثار الإنسانية
أفادت شبكة أطباء السودان بأن قوات الدعم السريع تحتجز 7 أسر مدنية في بابنوسة بتهمة انتماء ذويهم إلى الجيش السوداني. ووصفت الشبكة هذه الاعتقالات بأنها استمرار لنهج قوات الدعم السريع القائم على الاعتقال التعسفي والعقاب الجماعي للمدنيين.
وفي ظل استمرار الصراع، تتزايد الحاجة إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين والمتضررين. وتعمل المنظمات الإنسانية على تقديم العون، إلا أن التحديات اللوجستية والأمنية تعيق وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين.
من المتوقع أن يستمر الصراع في السودان في الفترة القادمة، مما قد يؤدي إلى مزيد من النزوح والتدهور في الأوضاع الإنسانية. وتظل الحاجة ملحة إلى جهود دولية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
