تحت شعار «نصنع التمكين».. الرياض تستعد لانطلاق النسخة الثالثة من معرض «صنع في السعودية»

تحت رعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية ورئيس مجلس إدارة هيئة تنمية الصادرات السعودية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، تستعد الرياض لاستضافة النسخة الثالثة من معرض “صنع في السعودية” في الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2025. يهدف المعرض، الذي تنظمه هيئة تنمية الصادرات السعودية من خلال برنامج “صنع في السعودية”، إلى تعزيز الصناعة الوطنية وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية، ودعم أهداف رؤية السعودية 2030.
سيقام المعرض في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات بملهم، ويشارك فيه نخبة من الشركات السعودية والجهات الحكومية والخاصة. من المتوقع أن يستقطب المعرض أكثر من 500 شركة وطنية و250 مشترٍ محتمل، مما يجعله منصة هامة لعقد الصفقات التجارية وتوسيع نطاق الأعمال.
معرض صنع في السعودية 2025: محفز للنمو الصناعي والاقتصادي
يأتي تنظيم النسخة الثالثة من المعرض في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تحولاً صناعياً واقتصادياً كبيراً، مدفوعاً برؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. تعتبر الصناعة أحد الركائز الأساسية لهذه الرؤية، وتسعى الحكومة إلى تطويرها وجعلها محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي.
شعار “نصنع التمكين” ورؤية المعرض
يحمل المعرض هذا العام شعار “نصنع التمكين”، وهو ما يعكس التزام المملكة بتمكين الصناعات الوطنية وتوفير البيئة المناسبة لازدهارها. يهدف المعرض إلى إبراز القدرات الإنتاجية والابتكارية للشركات السعودية، وتعزيز مكانة المملكة كقوة صناعية رائدة على مستوى المنطقة والعالم. كما يسعى إلى تحفيز الاستثمار في القطاعات الصناعية الواعدة، مثل الصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة.
نجاحات النسخ السابقة وتوقعات النسخة الحالية
شهدت النسخة الماضية من المعرض إقبالاً كبيراً، حيث تجاوز عدد الزوار 72 ألفاً، وشاركت فيها أكثر من 120 جهة من القطاعين العام والخاص. وقد أسفرت هذه المشاركة عن توقيع أكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات التصدير وتوطين الصناعة، مما يؤكد أهمية المعرض في دعم الشراكات التجارية وتعزيز الاستثمار.
بالإضافة إلى الشركات العارضة، يتضمن المعرض برنامجاً حافلاً بالفعاليات المصاحبة، بما في ذلك ورش العمل المتخصصة، والجلسات الحوارية، وعروض المنتجات والخدمات. ومن المتوقع أن تنظم النسخة الحالية 25 ورشة عمل و10 جلسات حوارية، بالإضافة إلى مشاركة 10 بيوت تصدير وإقامة أكثر من 10 فعاليات مصاحبة. هذه الفعاليات تتيح للزوار فرصة التعرف على أحدث التطورات في الصناعة الوطنية، وتبادل الخبرات والمعرفة مع الخبراء والمتخصصين.
دور هيئة تنمية الصادرات السعودية في دعم الصناعة الوطنية
تلعب هيئة تنمية الصادرات السعودية دوراً محورياً في دعم وتطوير الصناعة الوطنية، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات والبرامج التي تهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية للشركات السعودية في الأسواق العالمية. وتشمل هذه الخدمات تقديم الدعم المالي والفني للشركات الراغبة في التصدير، وتنظيم المشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية، وتقديم الاستشارات التسويقية والقانونية.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على تطوير البنية التحتية للصادرات، وتبسيط الإجراءات الجمركية، وتوفير المعلومات اللازمة للشركات حول الأسواق الخارجية. وتعتبر مبادرة “صنع في السعودية” إحدى أهم مبادرات الهيئة، حيث تهدف إلى تعزيز العلامة التجارية للمنتجات السعودية، وزيادة الوعي بالجودة العالية والتنافسية التي تتمتع بها هذه المنتجات. وتشمل المبادرة تنظيم المعارض والفعاليات الترويجية، وإطلاق الحملات التسويقية، وتوفير الدعم اللوجستي للشركات.
تعتبر الصناعة السعودية من القطاعات الواعدة التي تشهد نمواً متزايداً، مدفوعة بالاستثمارات الحكومية والخاصة، والتحسينات في البنية التحتية، وتوفر الموارد الطبيعية. وتشمل القطاعات الصناعية الرئيسية في المملكة البتروكيماويات، والتعدين، والصناعات الغذائية، والصناعات الدوائية، والصناعات التحويلية. وتسعى المملكة إلى تطوير هذه القطاعات وجعلها أكثر تنوعاً وتكاملاً، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتشجيع الابتكار والبحث والتطوير، وتوفير التدريب والتأهيل اللازم للكوادر الوطنية.
تعتبر الاستثمارات الصناعية في المملكة من بين الأعلى في المنطقة، مما يعكس الثقة التي يتمتع بها المستثمرون في الاقتصاد السعودي. وقد أطلقت الحكومة العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مثل برنامج “Shareek” الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوفير الحوافز والتسهيلات للمستثمرين.
من المتوقع أن يشهد قطاع التصدير السعودي نمواً ملحوظاً في السنوات القادمة، مدفوعاً بزيادة الإنتاج الصناعي، وتحسين القدرات التنافسية، وتوسيع نطاق الأسواق الخارجية. وتسعى المملكة إلى تنويع وجهات التصدير، وتقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية، من خلال استهداف الأسواق الناشئة والواعدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
مع اقتراب موعد انطلاق النسخة الثالثة من معرض “صنع في السعودية”، تتجه الأنظار نحو الرياض لمتابعة هذا الحدث الهام الذي يعكس طموحات المملكة في تطوير صناعتها الوطنية وتعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي. من المقرر الإعلان عن تفاصيل إضافية حول المشاركين والفعاليات المصاحبة في الأسابيع القادمة. وستكون متابعة حجم الصفقات التجارية التي سيتم توقيعها خلال المعرض، ومشاركة الشركات الأجنبية، من المؤشرات الرئيسية لتقييم نجاح النسخة الحالية.