تحت ظلال المرموم
تحتَ الظلالِ بجَنّةِ المَرْمومِ
في دارةِ المِقدامِ من مكتومِ
بو خالدٍ ضيفٌ على بو راشدٍ
صَقرانِ من حَزْمٍ وطيبِ عُزومِ
نجمانِ في قلب السماء تلألآ
من خيرة الفرسان عِزَّ أُرومِ
الساعيان إلى المنازل في العُلا
والراقمانِ المجدَ في المَرْقومِ
ضاءت دبيٌّ بالكبير مهابةً
وتفاخرتْ بزيارة القَيدوم
ومحمّد الخيراتِ يُشرقُ وجهُه
كالبدر بين كواكبٍ ونُجومِ
هِمَمُ الرجالِ تقاصرتْ عن عزمهم
سيفانِ فوق قواضبِ المثلومِ
كم يجمعان الخيرَ في خلواتهم
فكأنها في مِسْكِها المختومِ
طوباكِ يا بلدَ المحبةِ والصفا
بشهامةِ نهيّانَ مع مكتوم
مَن يستحقان المديحَ محبةً
بروائعِ المنثور والمنظوم
بقلبٍ مفعم بحفاوة المحبة والصفاء، استقبلت دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، صقر الوطن، الذي حل ضيفاً على عضيده وسَميّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي استقبله في استراحة المرموم على المعهود من لقاءات هذين القائدين الكبيرين، اللذين يحملان في قلبيهما آمال الوطن، وتطلعات أبنائه نحو الحياة الكريمة، في ظلال الإحساس العميق بالمسؤولية تجاه الوطن، ومسيرته الحثيثة نحو تنمية مستدامة، تبدع في ارتياد الآفاق الجديدة، وتعمل بكل حرص وذكاء على تنويع مصادر الدخل القومي، بحيث تصبح الإمارات دولة متعددة الموارد، لا تعتمد بشكل وحيد على سلعة واحدة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.
وتنويهاً بهذه اللقاء الأخوي الكبير، كتب صاحب السمو الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم تدوينة جميلة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي «إكس»، جاءت مفعمة بالمحبة والترحاب بضيف الوصل الكبير، عبّر فيها عن غبطته الكبرى بهذه الزيارة الأخوية الكريمة، من لدن صاحب السمو رئيس الدولة، والتي تأتي تتويجاً للمناقشات الدائمة والمشاورات حول كل ما يعود بالخير على هذا الوطن، وأبنائه الكرام الطيبين.
«التقيت اليوم أخي رئيس الدولة، حفظه الله، في دبي، باستراحة المرموم، لقاء رئيس الدولة، هو لقاء خير للوطن والمواطنين»، بهذه الكلمات الفياضة بالمحبة والصفاء، يعبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن مشاعره الطيبة، بلقاء أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، وكانت استراحة المرموم هي الواحة الغنّاء التي تشرفت باحتضان هذا اللقاء الكبير، الذي وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بأنه لقاء مبعثه الخير، ومحتواه فعل الخير، وثمرته كل ما يعود بالخير والنفع على الوطن والمواطنين، وهو في جوهره لقاء يستلهم تلك اللقاءات، التي كانت تتم بين البناة الأوائل، الذين أسسوا هذه الدولة على الشفافية والصدق والإخاء النادر بين رجال الدولة الكبار.
«ناقشنا مجموعة من التوجهات الوطنية الجديدة، وتباحثنا حول أهم المستجدات والمتغيرات على الساحتين المحلية والدولية»، في هذا المقطع من التدوينة، ينفتح أفق الكلام على محتوى اللقاء على الصعيدين الوطني والدولي، وأنه كان لقاء يهتم بالشأن الوطني، تماماً كما يهتم بما يجري حولنا في العالم من تحولات عميقة، ضمن تطورات الحرب والسياسة، فالأوضاع العالمية تستدعي مزيداً من الحذر واليقظة والاستعداد الدائم لكل طارئ، لأن القائد المسؤول، هو الذي يحمل هموم شعبه، ويبحث عن كل الوسائل التي تجعل حياتهم آمنة مستقرة، مندفعة إلى مزيد من الإنجاز والإبداع، في عصر أصبحت فيه صناعة الحروب التي تهلك الحرث والنسل، من مستلزمات الحياة المعاصرة، وكم نشهد حولنا من الصراعات التي تهدر الطاقات، وتصرف الناس عن معركة الحياة والبناء الكبرى، إلى معارك الخراب والدمار، ووضع الأوطان في بوتقة الصراع الذي لا ينتهي.
«طابت لنا الزيارة، وجمعتنا المحبة، وازداد الودّ، وازدانت النفوس بهذا اللقاء، حفظه الله، وحفظ الوطن والمواطنين». ولأن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، هو ضمير هذا الوطن وشاعره وكاتب أمجاده، فقد ختم هذه التغريدة بكلمات، هي من نبع القلب، الذي يفيض بالصفاء والإخاء، ويؤكد عمق العلاقة بينه وبين أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فالزيارة تنفح بالطيب، والمحبة هي الرباط الجامع بين القلوب، والود الصادق، هو الذي يربط هؤلاء الفرسان، والنفوس الخيرة مزدانة بكل ما هو جميل وأصيل، والكل يهتف بمجد هذا الوطن، الذي تأسس على المحبة والحكمة، ونهض على أخلاق الفرسان الكرام، فما ازداد على مرور الأيام إلا رفعة وسناء.
وحين استقل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، طائرته للرجوع إلى أبوظبي العامرة، ودعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهذا البيت الذي يقطر رجولة ومحبة وإخاءً، حين قال:
سيفنا القاطع إذا حان الزحام
عاش بو خالد لنا شيخٍ بطل
ولم يكن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بعيداً عن المشهد، فسجل هذا اللقاء الأخوي الكبير، ببيتين من الشعر البديع، يقول فيهما:
وريث الأمجاد عن داره وعن شعبه
يودّع محمّد الدوله وقايدها
محبة تجعل العدوان مرتعبه
عوايد أجدادنا، تسلم عوايدها
هنيئاً للإمارات بهؤلاء القادة الفرسان الميامين، الذين يغرسون القيم النبيلة في نفوس أبناء الوطن، من خلال هذه الأخلاق النادرة، وينشرون ثقافة المحبّة والتلاحم بين جميع أبناء الوطن، بهذه اللقاءات التي تمنحنا شعوراً عميقاً بالطمأنينة، وأن سفينة الوطن بين يدي القادة الأمناء على مصير الجميع، لتظل الإمارات الوطن النموذج، الذي ينعم فيه المواطنون بالأمان، ويشعرون مع الأمان بعمق الانتماء لهذا الوطن، الذي يسهر قادته الشجعان على راحتهم، وتوفير كل السبل الكفيلة بتحقيق أمنهم وسعادتهم.