تحذير بريطاني لروسيا بعد رصد سفينة تجسس بمياهها ومسيّرة تخترق أجواء رومانيا

حذر وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد رصد سفينة تجسس روسية من طراز “يانتار” بالقرب من المياه البريطانية شمال اسكتلندا، وذلك للمرة الثانية هذا العام. يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات والتقارير حول نشاط استخباراتي روسي متزايد بالقرب من حدود دول حلف شمال الأطلسي (الناتو). يثير هذا الحادث تساؤلات حول النوايا الروسية واستعداد الدول الأوروبية لمواجهة أي تهديدات محتملة، بما في ذلك التجسس العسكري.
وأكد هيلي في مؤتمر صحفي أن بريطانيا تراقب عن كثب تحركات السفينة الروسية، مشيراً إلى أن السفينة “يانتار” باتت متمركزة عند تخوم المياه البريطانية، وقامت بتوجيه أشعة ليزر نحو طياري سلاح الجو الملكي الذين كانوا يراقبون أنشطتها. وأضاف أن هذه السفينة جزء من أسطول روسي يهدف إلى تعريض البنية التحتية البحرية الحساسة للخطر، بما في ذلك الكابلات البحرية وأنظمة الاتصالات.
نشاط التجسس الروسي وتصعيد التوترات
وصرح هيلي بأن السفينة “يانتار” تمثل برنامجاً روسياً يهدف إلى جمع المعلومات الاستخباراتية في أوقات السلم، وإمكانية التخريب في أوقات الحرب. وأوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تختبر فيها “يانتار” دفاعات بريطانيا، مما يشير إلى محاولات متكررة لتقييم القدرات الدفاعية للدول الغربية.
وحسبما ورد، غادرت “يانتار” المياه البريطانية بعد التحذير واتجهت إلى البحر المتوسط. يأتي هذا التحرك بعد تحذير مماثل في يناير 2024، حيث حذّر هيلي بوتين أيضاً بعد اكتشاف نفس السفينة في قناة المانش وبحر الشمال، وتم نشر سفن بريطانية لمراقبة تحركاتها.
اختراق الأجواء الرومانية ومسيرات مجهولة
وفي سياق متصل، أرسلت رومانيا مقاتلات حربية لمراقبة الأجواء بعد رصد مسيرة مجهولة المصدر توغلت في مجالها الجوي. وأفادت وزارة الدفاع الرومانية بأنه تم إرسال تحذيرات لسكان منطقة تولتشيا في جنوب شرق البلاد، بعد رصد المسيرة على بعد 8 كيلومترات من الحدود.
واصلت المسيرة الظهور على الرادار بشكل متقطع لمدة 12 دقيقة تقريباً، مما دفع السلطات الرومانية إلى إرسال طائرتين من طراز “إف-16” لتعقبها. وذكرت الوزارة أنه لم يتم الإبلاغ عن أي اصطدام أو أضرار ناجمة عن المسيرة، لكن الحادث يؤكد استمرار التهديدات الأمنية في المنطقة.
هذه الحوادث ليست منعزلة، حيث شهدت الأجواء الرومانية اختراقات مماثلة من قبل، خاصةً بعد بدء الحرب في أوكرانيا. وتشير هذه التطورات إلى زيادة النشاط الاستخباراتي والعسكري في منطقة شرق أوروبا، وتصاعد التوترات بين روسيا وحلفاء الناتو.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع مخاوف متزايدة بشأن التهديدات التي تشكلها الأسلحة الجوية غير المأهولة (المسيرات)، وقدرة هذه الأسلحة على اختراق الدفاعات الجوية وتعطيل البنية التحتية الحيوية. وتؤكد هذه الحوادث الحاجة إلى تطوير أنظمة دفاعية متقدمة لمواجهة هذا التهديد المتزايد.
وتشير التقارير إلى أن روسيا تعمل على تطوير قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية والمراقبة البحرية، مما يثير قلق دول الناتو. و يركز الحلف بشكل متزايد على تعزيز الأمن البحري والجوي في المنطقة، وتنفيذ تدريبات مشتركة لتحسين الاستعداد القتالي.
من المتوقع أن يستمر حلف الناتو في مراقبة الأنشطة الروسية عن كثب، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمن الدول الأعضاء. وسيراقب المراقبون عن كثب ردود الفعل الروسية على هذه التحذيرات، وأي تطورات مستقبلية في الأنشطة الاستخباراتية والعسكرية في المنطقة. من المرجح أن يتم بحث هذه القضايا خلال الاجتماعات القادمة بين قادة الناتو والدول الأعضاء.





