تحذير صحي من “ترند” إضافة الملح إلى القهوة

يشهد العديد من البلدان العربية انتشارًا لعادة جديدة تتمثل في إضافة الملح إلى القهوة، بهدف تحسين المذاق أو تقليل استهلاك السكر. ومع ذلك، حذر خبراء الصحة من أن هذه الممارسة، رغم شعبيتها المتزايدة، قد تنطوي على مخاطر صحية كبيرة، خاصة مع الاستهلاك المنتظم للقهوة المحلاة بالملح.
وقد بدأت هذه الظاهرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يروج لها البعض كبديل صحي للتحلية التقليدية. لكن التحذيرات تأتي في ظل تزايد المخاوف بشأن الإفراط في تناول الصوديوم وتأثيره السلبي على الصحة العامة. وتشير التقديرات إلى أن هذه العادة بدأت تنتشر بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية، خاصة بين الشباب.
مخاطر إضافة الملح إلى القهوة
يعزز الملح النكهات المختلفة، بما في ذلك تلك الموجودة في القهوة، وذلك من خلال تقليل الإدراك المرير للكافيين. هذا التأثير يجعل القهوة أكثر استساغة لبعض الأشخاص، وقد يدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم بذلك يقللون من كمية السكر التي يتناولونها. لكن هذا الاعتقاد قد يكون مضللاً، وفقًا للدكتورة إليانور براينت، عالمة النفس في جامعة برادفورد.
الأطباء يؤكدون أن الإفراط في تناول الملح مرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة. من أبرز هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم، الذي يعتبر عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للملح إلى مشاكل في الكلى، بما في ذلك تكوين الحصوات.
تأثير العوامل الوراثية
ذكرت الدكتورة براينت أن الاستجابة للطعم المر للقهوة تختلف من شخص لآخر. هذا الاختلاف يعود إلى العوامل الوراثية والجينات المسؤولة عن حاسة التذوق. فالبعض يولدون بقدرة أكبر على الاستمتاع بالنكهات المرّة، بينما يميل آخرون إلى تعديل الطعم بإضافة مكونات مثل السكر أو الملح.
في حين أن إضافة كمية صغيرة من الملح قد لا تشكل خطرًا كبيرًا، فإن الاستهلاك المتكرر لعدة أكواب من القهوة المخلوطة بالملح يوميًا يمكن أن يؤدي إلى تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها من الصوديوم. توصي منظمة الصحة العالمية بأن لا تتجاوز كمية الصوديوم المستهلكة يوميًا 2000 ملليغرام، وهو ما يعادل 5 غرامات من الملح.
القهوة والسكريات البديلة
يتساءل البعض عن وجود بدائل صحية للسكريات التقليدية في القهوة. الحقيقة أن استخدام بدائل السكر، مثل ستيفيا أو الإريثريتول، قد يكون خيارًا أفضل من إضافة الملح. ومع ذلك، يجب استخدام هذه البدائل باعتدال أيضًا، حيث أن بعضها قد يسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستمتاع بنكهة القهوة الطبيعية من خلال اختيار أنواع حبوب قهوة عالية الجودة وطرق تحضير مناسبة. يمكن أيضًا تجربة إضافة بعض التوابل الطبيعية، مثل القرفة أو جوزة الطيب، لتحسين المذاق دون الحاجة إلى إضافة السكر أو الملح. ويعتبر تقليل الاعتماد على المحليات بشكل عام جزءًا من نظام غذائي صحي.
تأثير هذه العادة على الصحة العامة
يشكل انتشار هذه العادة تحديًا جديدًا للصحة العامة في المنطقة. فمع تزايد معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري، يصبح من الضروري تسليط الضوء على العادات الغذائية الخاطئة التي قد تساهم في تفاقم هذه المشاكل. يلعب الوعي العام دورًا حاسمًا في تغيير هذه السلوكيات.
يؤكد خبراء التغذية على أهمية قراءة الملصقات الغذائية والتحقق من محتوى الصوديوم في الأطعمة والمشروبات. يجب أيضًا الانتباه إلى مصادر الملح الخفية في النظام الغذائي، مثل الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة. قد يكون من المفيد استشارة أخصائي تغذية للحصول على نصائح مخصصة حول كيفية تقليل استهلاك الملح.
الوضع يتطلب المزيد من الدراسات لتقييم التأثير الفعلي لإضافة الملح إلى القهوة على صحة المستهلكين. من المتوقع أن تقوم وزارات الصحة في المنطقة بإطلاق حملات توعية حول مخاطر الإفراط في تناول الملح. وسيتم التركيز بشكل خاص على توعية الشباب، الذين يعتبرون الفئة الأكثر عرضة لتبني هذه العادة. ويعتبر رصد معدلات استهلاك الملح وتطور الأمراض المرتبطة به أمرًا بالغ الأهمية في الفترة القادمة.





