تداعيات مشروع إسرائيلي جديد لإقامة جدار جديد بالأغوار

رام الله/القدس المحتلة – يستشعر سكان قرية يرزا الفلسطينية في محافظة طوباس شمالي الأغوار بالضفة الغربية قلقاً متزايداً إزاء خطط الاحتلال الإسرائيلي لبناء جدار الفصل حول أراضيهم. يأتي هذا التهديد بعد عقود من التحديات التي واجهها السكان منذ عام 1967، بما في ذلك القيود على الوصول إلى الموارد الطبيعية والمضايقات المستمرة. يثير المشروع مخاوف جدية بشأن مستقبل القرية وسبل عيش سكانها.
ويقول عمر عينابوسي، أحد سكان القرية، إن الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة منذ فترة طويلة، وتشمل التضييق على المراعي وسرقة الماشية واعتقال الرعاة. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم القوات الإسرائيلية مساحات واسعة من أراضي القرية للتدريب العسكري. تعتمد غالبية سكان يرزا على الزراعة البعلية وتربية الماشية، لكنهم يواجهون صعوبات متزايدة بسبب انتشار البؤر الاستيطانية الرعوية.
جدار الفصل في الأغوار: تهديد وجودي ليرزا
وفقاً لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، بدأ الجيش الإسرائيلي في تنفيذ مشروع جدار فصل جديد في منطقة الأغوار الشمالية، يُعرف داخلياً باسم “الخيط القرمزي”. يمتد الجدار على طول 22 كيلومترًا وعرض 50 مترًا، ويبعد 12 كيلومترًا غرب الأردن. يهدف هذا المشروع إلى عزل القرى الفلسطينية وقطع الاتصال بينها وبين مناطق الرعي، على غرار جدار الفصل القائم في باقي الضفة الغربية.
ويشمل المشروع هدم جميع المنشآت والبنية التحتية الواقعة في مساره، بما في ذلك المنازل والحظائر والمخازن وآبار المياه والمناطق الزراعية. يخشى السكان من أن يؤدي الجدار إلى حصار القرية وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وخاصة مدينة طوباس والبلدات المجاورة، مما قد يؤدي إلى تهجيرهم القسري.
تدهور الخدمات والبنية التحتية
تعاني قرية يرزا بالفعل من نقص الخدمات الصحية وضعف البنية التحتية. ويؤكد السكان أن بناء الجدار سيؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل، مما سيؤثر بشكل كبير على حياة عشرات العائلات. بالإضافة إلى ذلك، يحد الجدار من الوصول إلى المدارس والمرافق الصحية والأسواق، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية.
ذرائع أمنية وراء المشروع
تستند سلطات الاحتلال في تبريرها لبناء الجدار إلى “ذرائع أمنية”، مدعيةً أنه يهدف إلى حماية المستوطنين ومنع تهريب الأسلحة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن الهدف الحقيقي هو السيطرة على الأراضي الفلسطينية في الأغوار وضمها بشكل فعلي. تشير وثيقة عسكرية إسرائيلية إلى أن الجدار سيشمل طريقًا للدوريات العسكرية وحاجزًا طبيعيًا وسواتر ترابية وقنوات.
الاستيلاء على الأراضي وتصاعد التوتر
أصدرت الإدارة المدنية الإسرائيلية أوامر عسكرية بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في المنطقة لإقامة الجدار. ويشمل ذلك أراضي زراعية مملوكة لعائلات فلسطينية في طوباس وطمون. أصدرت السلطات أيضًا أوامر هدم لـ 5 عائلات فلسطينية تقطن في الجزء الجنوبي من المقطع المخصص للجدار. تأتي هذه الإجراءات في ظل تصاعد التوتر في المنطقة وزيادة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.
تداعيات أوسع لمشروع الجدار
يعتبر هذا المشروع جزءًا من خطة أوسع لإقامة جدار فاصل في جميع أنحاء الأغوار، بهدف فصل وعزل السكان الفلسطينيين عن بعضهم البعض وعن الأردن. ويخشى المراقبون من أن يؤدي ذلك إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة وتقويض الوجود الفلسطيني فيها. تتزايد المخاوف من أن الجدار سيؤدي إلى فقدان الفلسطينيين لأراضيهم ومواردهم وسبل عيشهم.
وتشير تقارير إلى أن هناك قيودًا متزايدة على حركة الفلسطينيين في الأغوار، بما في ذلك إغلاق البوابات الحديدية على الطرق الفرعية وإقامة حواجز عسكرية. بالإضافة إلى ذلك، يستمر المستوطنون في بناء بؤر استيطانية جديدة، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية والمراعي.
من المتوقع أن تصدر المزيد من الأوامر العسكرية في الأيام القادمة لتوسيع نطاق الاستيلاء على الأراضي وهدم المنشآت الفلسطينية. تترقب الجهات الرسمية الفلسطينية والمؤسسات الدولية ردود الفعل على هذه التطورات، وتدعو إلى تدخل عاجل لوقف المشروع وحماية حقوق الفلسطينيين في الأغوار. يبقى الوضع في يرزا والأغوار الشمالية متوتراً وغير مستقر، مع احتمال تصاعد التوتر في المستقبل القريب.





