ترامب: سنشن هجمات برية في أميركا اللاتينية قريبا

أعلنت الولايات المتحدة عن احتمال شن عمليات عسكرية برية تستهدف عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية، في خطوة تصعيدية أثارت ردود فعل متباينة. يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع تقارير عن طلعات جوية أمريكية فوق فنزويلا، بينما تدعو المعارضة الفنزويلية إلى زيادة الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من جهود مكافحة المخدرات التي تزايدت حدتها في المنطقة، وتثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربات البرية المحتملة قد تستهدف أفرادًا محددين، وليس بالضرورة داخل فنزويلا. وأشار إلى أن هذه الإجراءات تندرج ضمن “الحرب على المخدرات”، لكنه لم يقدم جدولًا زمنيًا أو تفاصيل محددة حول الأهداف أو نطاق العمليات. وقد أثارت هذه التصريحات قلقًا دوليًا، ودعوات إلى الحوار الدبلوماسي لتجنب المزيد من التصعيد.
التحركات العسكرية الأمريكية وتأثيرها على فنزويلا
كشفت تحليلات لوكالة فرانس برس عن قيام الجيش الأمريكي بطلعات جوية متكررة فوق الساحل الفنزويلي خلال الأسابيع الأخيرة، باستخدام طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات استطلاع بدون طيار. وتأتي هذه التحركات في إطار حشد عسكري أمريكي كبير في منطقة الكاريبي، بذريعة مكافحة تهريب المخدرات. وقد نفذت واشنطن منذ سبتمبر/أيلول ضربات استهدفت سفنًا يُزعم أنها متورطة في تهريب المخدرات، مما أسفر عن مقتل حوالي 90 شخصًا.
أعلنت فنزويلا رسميًا موافقتها على استقبال مواطنيها المرحلين من الولايات المتحدة، معتبرة ذلك مسؤولية تجاه رعاياها. ومع ذلك، يرى الرئيس مادورو أن هذه الإجراءات الأمريكية ما هي إلا ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا، وتغيير النظام السياسي القائم. وتشهد العلاقات بين البلدين توترات متزايدة، تتفاقم بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على فنزويلا.
طلعات جوية مكثفة
أظهرت بيانات تتبع الطيران من موقع “Flightradar24” تحليق طائرتين من طراز “إف إيه 18” تتبعان للبحرية الأمريكية فوق خليج فنزويلا لأكثر من 40 دقيقة يوم الثلاثاء، واقترابتا من الساحل الفنزويلي بمسافة تزيد عن 35 كيلومترًا. كما تم رصد طائرة استطلاع بدون طيار بعيدة المدى وهي تحلق لعدة ساعات فوق البحر الكاريبي، وهي أول مرة يتم رصد إشارة من هذا النوع من الطائرات منذ شهر على الأقل.
بالإضافة إلى ذلك، سجلت 5 طلعات جوية لقاذفات من طراز “بي 1″ و”بي 52” وطلعتان لطائرات “إف إيه 18” على بعد 40 كيلومترًا من الساحل الفنزويلي بين أواخر أكتوبر ونهاية نوفمبر. وتشير التقارير إلى أن هناك طائرات أخرى لم يتم تسجيلها في البيانات العامة، مثل طائرات الشبح “إف 35” التي ظهرت في صور نشرها الجيش الأمريكي.
تأييد المعارضة الفنزويلية للضغط الإقليمي
أعربت ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة الفنزويلية الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، عن دعمها لزيادة الضغط على الرئيس مادورو لحمله على التنحي عن السلطة. وقالت في مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأمريكية إنها ترحب بمزيد من الإجراءات التي تهدف إلى إقناع مادورو بترك منصبه، معتبرة أن وقته قد حان. ومع ذلك، أكدت أنها لا تملك معلومات حول أي خطط تدخل أمريكي محتمل.
تتهم الولايات المتحدة مادورو بقيادة منظمة إجرامية لتهريب المخدرات، وعرضت مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وتعتبر هذه الاتهامات جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى عزل مادورو وتقويض سلطته، في ظل أزمة سياسية واقتصادية عميقة تشهدها فنزويلا. مكافحة المخدرات هي أحد الجوانب الرئيسية لهذه الاستراتيجية، ولكنها تثير أيضًا مخاوف بشأن العواقب الإنسانية المحتملة.
الوضع في فنزويلا يظل معقدًا وغير مستقر، مع استمرار التوترات بين الحكومة والمعارضة. السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا تتسم بالصلابة، وتدعو إلى تغيير النظام السياسي. العلاقات الإقليمية في أمريكا اللاتينية تتأثر بشكل كبير بالتطورات في فنزويلا.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغط على فنزويلا، سواء من خلال العقوبات الاقتصادية أو التحركات العسكرية. ومع ذلك، فإن مستقبل الوضع في فنزويلا لا يزال غير واضح، ويعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك رد فعل الحكومة الفنزويلية، وموقف المجتمع الدولي، وتطورات الأزمة الاقتصادية. يجب مراقبة التطورات الإقليمية عن كثب، وتقييم المخاطر المحتملة للتصعيد العسكري.





