Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

ترامب والهجرة ودعم فلسطين.. 3 أسباب أطاحت برئيس وزراء كندا

|

أوتاوا- أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته من قيادة الحزب الليبرالي ورئاسة الحكومة، وذلك بعد 10 سنوات في المنصب ارتبطت بالتوسع في استقطاب المهاجرين ودعمهم وتسريع اندماجهم.

وأولت حكومة ترودو أهمية فائقة لملف الهجرة؛ إذ دأبت على قبول ما بين 200 و300 ألف مهاجر سنويا، ثم ارتفع العدد في خطة 2024-2026 إلى نصف مليون، قبل أن يتم تعديلها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 395 ألفا عام 2025، ومن 500 ألف إلى 380 ألفا عام 2026، مع تحديد هدف 365 ألف مقيم دائم عام 2027.

ووفقا لهيئة الإحصاء الكندية فقد شكل المهاجرون 90% من نمو القوى العاملة الكندية و75% من النمو السكاني عام 2021، كما شهد العام ذاته تزايدا ملحوظا في أعداد المسلمين؛ إذ أكدت دراسة محلية أن الإسلام أصبح ثاني أكبر ديانة من حيث عدد معتنقيها في البلاد، مشكّلة نسبة 4.9% من التعداد السكاني لكندا الذي قُّدر آنذاك بأكثر من 35 مليون نسمة تقريبا.

وعزا مراقبون ازدياد أعداد المسلمين في كندا إلى الأزمات والاضطرابات التي شهدتها دول عربية وإسلامية مثل سوريا خلال العقد الماضي، وهذا دفع أعدادا كبيرة من مواطني هذه الدول إلى اللجوء والهجرة لكندا.

ورغم أن الاهتمام باستقطاب المهاجرين والاستفادة منهم في التنمية يعد من إيجابيات الحزب الليبرالي فإن منتقديه يعدونه واحدا من أبرز أسباب أزمة السكن وغلاء الإيجار في مختلف المحافظات والمناطق، وهذا دعا لاحقا إلى تقليص العدد السنوي لقبول الإقامات الدائمة.

الحرب على غزة

وفيما يتعلق بموقف كندا من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال رئاسة ترودو وخاصة أثناء الحرب الأخيرة على غزة فقد تراوح بين التمسك بدعم إسرائيل والتعاطف مع ضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وإعلان إيقاف تصدير العتاد العسكري إلى إسرائيل بسبب التطور السريع للوضع على الأرض، والتلويح بالاستعداد للاعتراف بدولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.

وكان مجلس العموم الكندي صوت في 19 مارس/آذار 2024 على اقتراح غير ملزم يدعم إقامة دولة فلسطينية بالتنسيق مع شركاء كندا الدوليين، وتوقع مراقبون حينئذ أن يزيد هذا الاقتراح الذي قدمه حزب الديمقراطيين الجدد، حليف الليبراليين، من الانقسامات داخل الحزب الحاكم.

وفي الجلسة ذاتها صوّت البرلمان الكندي على إيقاف تصدير الأسلحة لإسرائيل، مؤكدا أن قراره يأتي في إطار دعم أوتاوا لإيقاف إطلاق النار بغزة، وإطلاق سراح المحتجزين، وحل الدولتين ودعم قرارات محكمة العدل الدولية بالقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.

وبينما أعرب وزير الدفاع الكندي بيل بلير في تصريحات صحفية عن قلق بلاده الشديد “إزاء المبيعات العسكرية الفتاكة لإسرائيل خلال الصراع بغزة”، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس القرار الكندي خطوة “تقوض حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، معربا عن أسفه لاتخاذ كندا هذه الخطوة.

بين السياسة والاقتصاد

وجاءت استقالة ترودو بعد تراجع شعبية حزبه أمام منافسه حزب المحافظين، وتزايد المطالبات بتنحيه وتنظيم انتخابات مبكرة كان آخرها دعوة 50 نائبا ليبراليا رئيس الحكومة إلى الاستقالة.

كما كان لإعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية تأثير اقتصادي واضح على الاقتصاد والدولار الكندي، إضافة إلى تناقص الدعم الإسرائيلي للحزب الليبرالي عقب مناقشة مقترح إقامة دولة فلسطينية وإعلان إيقاف تصدير العتاد العسكري إلى تل أبيب.

ومن المقرر أن يقوم ترودو بتسيير الأعمال لحين اختيار رئيس جديد للحزب، بينما تتجه الأنظار إلى من سيخلفه بينما بدأ العديد من الشخصيات التحرك خلف الكواليس لتولي قيادة الحزب والحكومة إلى غاية موعد الانتخابات، ومن أبرزهم وفق صحيفة “نيويورك تايمز”:

  • مارك كارني (59 عاما): الحاكم السابق لبنك كندا، ويشغل منصب مستشار اقتصادي للحزب منذ الصيف الماضي، وكثّف تحركاته في الأيام الأخيرة لتقييم مستوى الدعم الذي يحظى به داخل الحزب.
    تولى كارني قيادة بنك إنجلترا، واشتهر بخطاباته التي تناولت قضايا مثل المخاطر المالية لتغير المناخ، وفي كتابه الأخير “القيم” قدم نقدا لاذعا للرأسمالية قائلا إن الأسواق ينبغي أن تخدم المواطنين.
  • كريستيا فريلاند (56 عاما): نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية السابقة، أثارت استقالتها الشهر الماضي تكهنات واسعة بأنها ستبدأ حملتها الخاصة لقيادة الحزب.
    حظيت بمسيرة مهنية ناجحة في عالم الصحافة، وانضمت إلى فريق ترودو عام 2013، ولعبت أدوارا مهمة في حل العديد من القضايا لا سيما في التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا خلال الإدارة الأولى لترامب.
  • دومينيك ليبلانك (57 عاما): تولى وزارة المالية عقب استقالة فريلاند، وهو صديق قديم لترودو، وكان ضمن الوفد الكندي الذي طار إلى فلوريدا للقاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في فلوريدا، بعد أن هدد بفرض تعريفة بنسبة 25% على المنتجات الكندية ردا على قضايا أمن الحدود.
  • ميلاني جولي (45 عاما): تتولى قيادة وزارة الخارجية منذ عام 2021، وقادت إستراتيجية كندا لمنطقة المحيطين الهندي والهادي واعتمدت نهجها الخاص عبر “الدبلوماسية البراغماتية” معززة أهمية عمل كندا مع القادة الذين لديهم وجهات نظر متعارضة حول السياسة الخارجية، وقالت لصحيفة تايمز في وقت سابق: “أعتقد أن القوة تكمن في القدرة على إجراء المحادثات الصعبة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى