ترامب يفرض رسوما جمركية على الصلب والألومنيوم وغضب بكندا وأوروبا
![](https://dailygulfnews.com/wp-content/uploads/2025/02/RC2WRCAKNNPA-1739229974-780x470.jpg)
11/2/2025–|آخر تحديث: 11/2/202502:58 م (توقيت مكة)
ووقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس أوامر تنفيذية بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة من كافة الدول بلا استثناء، مما أثار ردود فعل أوروبية مطالبة برد جماعي، وفي حين تبدي كندا ندية مع الولايات المتحدة، لا يخفي الرئيس ترامب رغبته في أن تكون الولاية 51 ضمن أميركا.
ولم تنشر الحكومة الأميركية على الفور الوثائق الرسمية التي وقعها ترامب، إلا أن عدة وسائل إعلام أميركية نقلت عن مصادر حكومية أن الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ في 4 مارس/آذار المقبل.
وأشار ترامب إلى أنه سيفرض خططا لفرض رسوم جمركية على دول أخرى على أساس المعاملة بالمثل، وأنه يدرس أيضا فرض رسوم جمركية على السيارات ورقائق أشباه الموصلات والأدوية.
وعندما سُئل ترامب عن احتمال رد دول أخرى على الرسوم الجمركية الأميركية، قال “أنا لا أبالي”.
كان ترامب قال خلال مقابلة تلفزيونية سابقة إنه سيعلن عن “خطة معقدة للغاية” للرسوم الجمركية المتبادلة ربما يوم الاثنين أو اليوم الثلاثاء.
إعفاء أستراليا
وافق ترامب على النظر في إعفاء أستراليا من الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم في ضوء الفائض التجاري للبلاد مع الولايات المتحدة، وذلك عقب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي.
وقال ألبانيزي في المكالمة الهاتفية مع ترامب إنه عرض أسباب حصول أستراليا على إعفاء.
وبعد أن أخبر ترامب الصحفيين أنه لن تكون هناك استثناءات، أشار إلى أن أستراليا واحدة من الدول القليلة التي تتمتع الولايات المتحدة بفائض تجاري معها، وذلك عقب المكالمة مع ألبانيزي.
وقال “لدينا فائض مع أستراليا. وهي واحدة من بين دول قليلة. والسبب هو أنهم يشترون الكثير من الطائرات”.
وأضاف في تصريحات “أخبرته أننا سنولي الأمر اهتماما كبيرا”.
وقال ألبانيزي إن أستراليا تسهم 1% في واردات الولايات المتحدة من الصلب و2% من وارداتها من الألومنيوم.
وأعفى ترامب أستراليا خلال ولايته الرئاسية الأولى من الرسوم الجمركية الأميركية على الفولاذ والألومنيوم.
رد أوروبي
وعلى الرغم من أن العديد من الخبراء يرون أن الرسوم الجمركية الأميركية غير فعالة وقد تكون ذات نتائج عكسية، فإن ترامب يقدمها بانتظام على أنها الحل السحري لإنعاش الاقتصاد الأميركي.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الثلاثاء إن الاتحاد الأوروبي لن يترك قرار الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب من أوروبا يمر دون رد.
وكتبت على منصة إكس “أشعر بأسف عميق إزاء القرار الأميركي بفرض رسوم جمركية على صادرات الصلب والألومنيوم الأوروبية. الرسوم الجمركية غير المبررة على الاتحاد الأوروبي لن تمر دون رد”.
وقال وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراسي، في مقابلة مع قناة تي إف1 التلفزيونية، إنه يتعين على أوروبا أن ترد بشكل حازم وموحد على الرسوم الجمركية، معربا عن أمله في أن يأتي الرد الأوروبي قريبًا (إضافة الرد الفرنسي).
وأعربت الحكومة الألمانية عن قلقها بعد إعلان ترامب نيته فرض هذه الرسوم أول أمس الأحد، إذ قال متحدث باسم وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية للصحفيين في برلين إن الرسوم الجمركية ستؤثر على الاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير.
وعند سؤاله عما إذا كانت الإجراءات المضادة المحتملة ستستهدف مرة أخرى المنتجات الأميركية مثل الدراجات النارية، كما حدث خلال الولاية الأولى لترامب، أجاب المتحدث بأنه “لا يوجد تحرك تلقائي استنادا إلى التجربة السابقة”.
وخلال ولايته الأولى (2017-2021)، فرضت إدارة ترامب أيضا رسوما جمركية على الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي، ورد التكتل بفرض تعريفات انتقامية على المنتجات الأميركية مثل بعض المشروبات والدراجات النارية وزبدة الفول السوداني.
وخلال رئاسة جو بايدن، تم التوصل إلى اتفاق خفّض من حدة النزاع التجاري، وأدى إلى إلغاء الرسوم المتبادلة.
وتعد ألمانيا أكبر منتج للصلب في الاتحاد الأوروبي، وتحتل المرتبة السابعة عالميا بعد الصين والهند واليابان والولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية، كما أن الولايات المتحدة تعدّ السوق الأهم للمصدرين الألمان في مختلف الصناعات.
وحسب معهد الحديد والصلب الأميركي، فإن الولايات المتحدة تستورد معظم وارداتها من الصلب من كندا والبرازيل والمكسيك، في حين تأتي ألمانيا والصين ضمن أكبر 10 دول مصدرة للصلب إلى السوق الأميركية.
رد كندي حازم
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اليوم الثلاثاء إن كندا ستسعى لتسليط الضوء على التأثير السلبي للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب والألومنيوم، وإن الرد الكندي سيكون حازما وقويا إذا لزم الأمر.
وأضاف على هامش قمة الذكاء الاصطناعي في باريس، “الكنديون سيردون بقوة وحزم إذا لزم الأمر”، ووصف ترودو تلك الرسوم بأنها “غير مقبولة”.
ويستخدم ترامب الرسوم الجمركية أداة ضغط في سياسته الخارجية لتحقيق أهداف سياسية.
وفي بداية فبراير/شباط الجاري، تم تجنب اندلاع حرب تجارية في أميركا الشمالية في الوقت الحالي، إذ كان ترامب أعلن عن رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، لكنه علّق تنفيذها لمدة 30 يوما بعد أن تعهدت أوتاوا ومكسيكو سيتي بزيادة إجراءات الأمن على الحدود.