ترامب يلمّع عامه الرئاسي الأول رغم تراجع شعبيته

من المتوقع أن يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابًا إلى الأمة مساء اليوم، الأربعاء، بهدف تسليط الضوء على إنجازاته خلال عامه الرئاسي الأول. يأتي هذا الإعلان في ظل تراجع شعبيته بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد الأمريكي، وتحديدًا ارتفاع تكاليف المعيشة وتأثير السياسات التجارية. ويهدف الخطاب إلى استعادة الثقة في قيادته الاقتصادية قبل انتخابات الكونغرس المقبلة.
أعلن ترامب أنه سيتحدث مباشرة من البيت الأبيض في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي، واصفًا العام بأنه “عام رائع” للولايات المتحدة. وأكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الخطاب سيركز على الإنجازات التاريخية في مجالات الهجرة والاقتصاد، بالإضافة إلى تقديم نظرة مستقبلية على القرارات المتوقعة للعام القادم.
تحديات تواجه الاقتصاد الأمريكي
على الرغم من محاولات الإدارة الأمريكية تصوير الوضع الاقتصادي على أنه إيجابي، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى خلاف ذلك. يعبر العديد من الأمريكيين عن قلقهم المتزايد بشأن غلاء المعيشة وتأثيره على ميزانياتهم. هذا الشعور السلبي يتناقض مع النظرة المتفائلة التي يسعى ترامب إلى تقديمها.
وتشير التقارير إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية، وخاصة الرسوم الجمركية، قد أثارت استياءً واسعًا. يرى بعض الخبراء أن هذه الرسوم قد أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التكاليف على المستهلكين. هذا الأمر يثير قلق الجمهوريين قبل انتخابات الكونغرس، حيث قد يؤدي إلى خسارة مقاعدهم.
انخفاض شعبية ترامب
أظهر استطلاع حديث لـ “رويترز وإبسوس” انخفاضًا في شعبية الرئيس ترامب إلى أدنى مستوياتها تقريبًا منذ توليه منصبه. يعزى هذا الانخفاض بشكل كبير إلى استياء الناخبين الجمهوريين من طريقة تعامله مع الاقتصاد. فقد وافق 39% فقط من البالغين الأمريكيين على أدائه العام، وهو انخفاض عن 41% في وقت سابق من الشهر.
وبالنظر إلى تقييم أداء ترامب في مجال الاقتصاد تحديدًا، فقد أظهر الاستطلاع موافقة 33% فقط من الأمريكيين على سياسته الاقتصادية. هذا التقييم هو الأدنى له في هذا الشأن خلال العام الحالي. يذكر أن شعبية ترامب كانت عند 47% عند توليه السلطة في يناير الماضي، لكنها تراجعت تدريجيًا منذ ذلك الحين.
تأثير الإغلاق الحكومي
أثر الإغلاق الحكومي الجزئي الذي شهدته الولايات المتحدة مؤخرًا على جمع البيانات الاقتصادية، مما أدى إلى صعوبة تقييم الوضع بدقة. ومع ذلك، يعتقد بعض الاقتصاديين أن الإغلاق قد أدى إلى تباطؤ التوظيف، حيث تراجع أرباب العمل عن خططهم لتوظيف المزيد من العمال. هذا التباطؤ يضاف إلى المخاوف الأخرى التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي.
وعبر الرئيس ترامب عن انزعاجه من استطلاعات الرأي، مشيرًا إلى أنها لا تعكس “عظمة أمريكا اليوم”. كما تساءل عن سبب عدم اعتراف هذه الاستطلاعات بالإنجازات الاقتصادية التي حققتها إدارته. في المقابل، دعا بعض المحافظين ترامب إلى التركيز بشكل أكبر على القضايا الداخلية، بينما طلب نائب الرئيس جيه دي فانس من الأمريكيين التحلي بالصبر، محملاً الرئيس السابق جو بايدن مسؤولية ارتفاع تكاليف المعيشة.
من المتوقع أن يراقب المحللون عن كثب ردود الفعل على خطاب الرئيس ترامب، وكيف سيؤثر ذلك على شعبيته وعلى مسار السياسة الاقتصادية في الولايات المتحدة. كما سيتابعون عن كثب تطورات مؤشرات الاقتصاد الكلي، مثل معدل التضخم ونمو الناتج المحلي الإجمالي، لتقييم الوضع الاقتصادي بشكل أكثر دقة. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان خطاب الرئيس سيتمكن من استعادة ثقة الناخبين في قيادته الاقتصادية، أم سيستمر التراجع في شعبيته.





