Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

تريدانها هشَّة.. سوريا تدفع ثمن مخالفتها توقعات واشنطن وتل أبيب

|

يبدو أن الدولة السورية خالفت ما كانت إسرائيل والولايات المتحدة تتوقعانه منها قبل أسابيع قليلة، وهو ما حدا بتل أبيب لتكثيف حراكها العسكري الذي يستهدف جعل سوريا الجديدة بلدا هشا ومنقوص السيادة، كما يرى محللون.

فخلال الأيام الماضية، خرجت العديد من التسريبات الإسرائيلية والأميركية التي تحدثت عن اتفاق أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب، ووصل الأمر إلى حد الحديث عن تطبيع العلاقات، وهو الأمر الذي لم يترجم إلى حقيقة على الأرض.

وبشكل مفاجئ، كثفت إسرائيل هجماتها على عدد من المناطق السورية وقصفت رئاسة أركان الجيش ومحيط القصر الرئاسي في دمشق، في عملية تستهدف هيبة الدولة الجديدة بالدرجة الأولى.

واستغلت إسرائيل المواجهات التي اندلعت بين القوات الحكومية والمجلس العسكري الذي يقوده حكمت الهجري في مدينة السويداء جنوبي البلاد، وقالت إن ضرباتها تستهدف حماية الدرزية.

لكن شيخ عقل الدروز يوسف جربوع قال إن هذا الاعتداء يمثل اعتداء على الدروز جميعا، مؤكدا أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع الحكومة اليوم الأربعاء يحظى بتأييد شعبي وروحي واسع.

جانب من القصف الإسرائيلي الذي طال العاصمة السورية دمشق (الجزيرة)

محاولة خلق بلد هش

وما إن تم الإعلان عن اتفاق بين الحكومة والزعماء الروحيين بالسويداء، لوقف المواجهات، سارع وزراء إسرائيليون للحديث عن هواجس أمنية تحتم على إسرائيل التحرك عسكريا في سوريا.

هذا التحول الإسرائيلي لتبرير العدوان على سوريا من الحديث عن أخوة الدم مع الدروز إلى الحديث عن الهواجس الأمنية يؤكد نية تل أبيب في منع دمشق من بسط سيطرتها الأمنية على الجنوب السوري، كما يقول رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي.

لذلك، فإن ما تقوم به إسرائيل حاليا هو استكمال لنهج بدأته منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل 7 أشهر، لجعل الدولة السورية الجديدة هشة وغير قادرة على النهوض.

ووفقا لما قاله الشوبكي لبرنامج “ما وراء الخبر”، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تنفذان خطة محددة لتقويض سوريا الجديدة التي خالفت توقعاتهما فيما يتعلق بالتنازل عن الجولان المحتل والتطبيع ولعب دور جديد في المنطقة.

فقد ساومت إسرائيل خلال الشهور الماضية على بقاء النظام السوري الجديد عبر عدد من الضربات المحددة، لكنها اليوم تضرب أهدافا سيادية للقول إن على هذا النظام القبول بإقامة سوريا الجديدة وفق الرؤية الإسرائيلية.

وتحاول إسرائيل منع أي تواجد أمني وعسكري للحكومة الجديدة في الجنوب السوري، لكن المحلل السياسي عبد المنعم زين الدين يقول إن القبول بهذا الأمر ليس مطروحا على طاولة دمشق.

التخلي عن السويداء غير مطروح

كما أن حديث جربوع عن قبول الأغلبية الدرزية بالانضواء تحت لواء الدولة يفنّد أكاذيب إسرائيل التي يحاول قادتها تصدير أزماتهم الداخلية باتجاه سوريا، لأن ما جرى في السويداء لم يكن نزاعا طائفيا وإنما ملاحقة أمنية تقوم بها الدولة ضد بعض الملاحقين قانونيا، كما يقول زين الدين.

وعلى هذا الأساس، فإن تخلي الحكومة السورية عن السويداء “ليس خيارا مطروحا بعدما دفعه السوريون من دماء من أجل تحرير بلادهم وتوحيدها تحت راية واحدة”.

وفي الوقت الراهن، يجب على الدول العربية والإقليمية ممارسة ضغوط حقيقية على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف هذا التغول الإسرائيلي على حكومة دمشق، التي يقول زين الدين إنها “جاءت من رحم الشعب”، وإن عدم استقرارها سيمتد إلى كافة دول المنطقة.

دمشق بدورها أكدت حقها في الدفاع عن أراضيها، وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تل أبيب من استهداف أراضيها بحجة حماية الدروز، ودعت لعقد جلسة طارئة لبحث هذا العدوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى