Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

تصاعد معارك كردفان وسط انتشار الأوبئة وتوثيق مقتل 100 مدني بمسيّرات

تصاعدت حدة القتال في ولاية جنوب كردفان السودانية، حيث استهدف الجيش مواقع لقوات الدعم السريع، بينما تتزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني المتدهور والأثر المدمر للصراع على السكان والبنية التحتية. وتشهد المنطقة تصاعدًا في الهجمات التي تستخدم الطائرات المسيرة، مما أدى إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية، ويثير قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن مستقبل المنطقة. النزوح أصبح سمة رئيسية في هذه الولاية، مع تزايد أعداد اللاجئين داخليًا.

أفاد مصدر عسكري سوداني لوكالة الأنباء الرسمية (سونا) أن الجيش السوداني قام بقصف جوي لمواقع تابعة لقوات الدعم السريع في بلدتي جنقارو ولقاوة، بهدف إحباط أي محاولة هجومية على مدينة الدلنج. وذكر المصدر أن القصف أسفر عن تدمير آليات قتالية وعناصر من الدعم السريع، مؤكدًا أن العملية جاءت بعد معلومات استخباراتية حول استعداد القوات المتمردة للهجوم. وفي وقت سابق، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بقصف مدينة الرهد في ولاية شمال كردفان باستخدام طائرات مسيرة.

الأزمة الإنسانية وتداعيات النزوح في كردفان

حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور سريع في الوضع الإنساني في ولاية جنوب كردفان، نتيجة للأعمال العدائية المتصاعدة. وأشار المكتب إلى أن النزوح الجماعي للسكان يضع ضغوطًا هائلة على الموارد المتاحة، ويزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة. ويواجه المدنيون صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مما يتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي.

وتشير التقارير إلى أن النزاع في كردفان تسبب في نزوح أكثر من 1700 شخص خلال الأيام القليلة الماضية، حيث فر السكان من بلدات عدة في جنوب كردفان بحثًا عن الأمان. ويضاف هذا العدد إلى مئات الآلاف من الأشخاص الذين أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم في جميع أنحاء السودان، مما يجعلها واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.

انتشار الأوبئة وتأثيرها على الصحة العامة

أكدت وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية في ولاية شمال كردفان، إيمان مالك، على تفاقم الوضع الصحي في الولاية بسبب انتشار الأوبئة. وقالت الوزيرة إن الولاية سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في حالات حمى الضنك والكوليرا، مشيرة إلى أن توقف الخدمات الصحية في العديد من المرافق، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة، ساهم في انتشار هذه الأمراض. وتواجه الفرق الطبية تحديات كبيرة في تقديم الرعاية الصحية للمتضررين، بسبب نقص الإمدادات والموارد.

هجوم على مستشفى الدلنج العسكري

أثارت صور الأقمار الصناعية التي التقطت في 11 و14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، والتي أظهرت أضرارًا لحقت بمستشفى الدلنج العسكري، موجة إدانة واسعة. وكشفت الصور عن وجود نقطتي استهداف داخل المستشفى، مما يشير إلى قصف متعمد من قبل قوات الدعم السريع. وأصدرت شبكة أطباء السودان بيانًا أكدت فيه مقتل 9 أشخاص وإصابة 17 آخرين، بينهم أفراد من الكادر الطبي، جراء الهجوم.

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء الهجوم على المستشفى، مشيرًا إلى أن استهداف المرافق الطبية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. ودعا المكتب إلى إجراء تحقيق شامل في الحادث، ومحاسبة المسؤولين عنه.

تعد منطقة كردفان ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، حيث تضم احتياطيات نفطية وذهبية، بالإضافة إلى أراض زراعية واسعة. ويشكل الصراع في المنطقة تهديدًا لهذه الموارد، ويعيق جهود التنمية والاستقرار. وتشكل كردفان حلقة وصل حيوية بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

من المتوقع أن يستمر الوضع الإنساني في التدهور في ولاية جنوب كردفان، ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي للصراع. وتعتمد آفاق التحسن على قدرة الأطراف المتنازعة على الالتزام بوقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وستظل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى تراقب الوضع عن كثب، وتقدم الدعم اللازم للمتضررين. يبقى مستقبل المنطقة معلقًا على التطورات السياسية والأمنية القادمة، مع مخاوف متزايدة من استمرار العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى