تطعيم أطفال غزة على قدم وساق
تجمعت حشود من الفلسطينيين، في مراكز طبية بجنوب قطاع غزة، أمس، لتطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال في المرحلة الثانية من حملة شهدت حتى الآن تطعيم 187 ألف طفل. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، إن الحملة ناجحة حتى الآن وإن كانت معقدة.
وأشارت الوكالة، في بيان، إلى أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال انتقلت إلى المناطق الجنوبية لغزة، وأن معظم الفرق موجودة في خان يونس. وأضافت: في هذا الوقت الحرج، يلزم احترام فترات التوقف في المنطقة لحماية العائلات والعاملين في المجال الإنساني.
ورفضت القوات الإسرائيلية، أمس، التنسيق لدخول الفرق الطبية التابعة للحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال إلى مناطق شرق شارع صلاح الدين، جنوب قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، أنه كان من المقرر أن تنطلق الحملة إلى محافظة خان يونس ومناطق جنوب القطاع، التي توجد فيها نسبة كبيرة من الفئة المستهدفة من الأطفال، إلا أن القوات الإسرائيلية رفضت التنسيق لدخول طواقم الحملة إلى مناطق جنوب القطاع. وأظهرت لقطات مصورة بثتها الوزارة، حشوداً كبيرة من الفلسطينيين لدى وصولهم إلى منشآت طبية في خان يونس لتطعيم أطفالهم.
بدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن المرحلة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، اختتمت بنجاح وتمكن خلالها حوالي 200 ألف طفل في وسط القطاع من تلقي الجرعة الأولى. ووفق المنظمة، فإن المرحلة الأولى من حملة التلقيح في وسط القطاع أتاحت تطعيم 187 ألف طفل.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: نحن ممتنون لالتزام جميع الأسر والمهنيين الصحيين والقائمين بالتطعيم الذين جعلوا هذه المرحلة من الحملة ناجحة على الرغم من الظروف السيئة في قطاع غزة، نطالب بمواصلة احترام الهدنة الإنسانية، ونواصل الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت الفلسطينية النازحة إكرام ناصر، وهي تقف في طابور مع ابنها عند مركز للتطعيم، إن خطر شلل الأطفال فاقم مخاوف الناس، مضيفة: نعيش في خوف من القصف ومن الدمار ومن الإصابات، ونضيف إلى ذلك الخوف من الأمراض التي انتشرت، مثل الأمراض الجلدية، بسبب قلة النظافة والازدحام.
وقال أسامة بريكة، أحد سكان غزة، لدى مرافقته ابن أخيه للمنشأة الطبية لتطعيمه، إن رسالته للعالم هي أنه كما يمدهم باللقاحات من أجل سلامة أطفالهم، فإن عليه أن يمدهم بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب التي وصفها بأنها كارثة حقيقية لهم.